السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

اللواء فؤاد علام عضو المجلس القومي لمواجهة الإرهاب في حواره لـ "البوابة نيوز": لا يوجد شيء اسمه خلايا نائمة أو عنقودية والمعالجة الفكرية أهم من الأمنية

اللواء فؤاد علام،
اللواء فؤاد علام، عضو المجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها مصر في الأونة الأخيرة تبرز الحاجة إلى الحديث عن ظاهرة الإرهاب وتسليط الضوء على ما حققته الدولة في مواجهة تلك الظاهرة، والخطوات المنتظرة التي يجري الإعداد لها لمعالجتها تماما.
اللواء فؤاد علام، عضو المجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف، وهو الذي شغل عددا من المناصب الأمنية من ضمنها منصب وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، وله باع طويل في مكافحة ظاهرة الإرهاب والتعامل معها.
وفي حواره لـ« البوابة» يتحدث معنا عن الإجراءات والجهود التي يتم بذلها في هذا الإطار وطبيعة التحديات التي تفرض نفسها على الساحة.. فإلى نص هذا الحوار:



اللواء فؤاد علام، ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها الدولة خلال الفترة السابقة في مجال القضاء على مكافحة الإرهاب ؟

أول هذه الإنجازات هو أن القوات المسلحة والشرطة بدأتا في توجيه ضربات استباقية للتنظيمات الإرهابية قبل أن تشرع في تنفيذ عملياتها وهذا معناه أن الأمن بدأ يحقق نجاحات في اختراق هذه التنظيمات ومتابعتها وتوجيه الضربة الأمنية لها في وقت مناسب قبل قيامها بارتكاب بعض الجرائم الإرهابية، بالإضافة إلى أن وزارة الاوقاف نشطت إلى حد ما في توجيه الأئمة التابعين لها لأن يتناولوا في خطبهم وفي لقاءاتهم بالمساجد الرد على الأسانيد الفقهية التي تطرحها بعض هذه التنظيمات، وهي لا علاقة لها بصحيح الإسلام، وقد أصدر وزير الأوقاف شخصيا أكثر من كتاب يتضمن ردودا على هذه الموضوعات والأزهر الشريف يرد على بعض الآراء التي تطرح بواسطة هذه التنظيمات ويتخذ بعض الإجراءات حيال بعض العناصر التي تدعو إلى الفكر الإرهابي نتيجة اعتناقهم لهذه الأفكار فيتم إبعادهم عن اللقاءات الجماهيرية ويضعونهم في وظائف إدارية بعيدة عن الاختلاط بالناس حتى لا يستطيعوا تجنيد عناصر جديدة.
أما في المجال الاقتصادي والاجتماعي، فالدولة نشطة جدا في عمل مشروعات جديدة تستوعب أعدادا كبيرة جدا من العاطلين بدءا من مشروع قناة السويس وانتهاء بالمشروعات الأخرى، وبالفعل استطاعوا تخفيض عدد العاطلين بنسبة ما، صحيح أنها ليست النسبة نتمناها لكن نحن في الطريق لتخفيف حدة البطالة.
وفي مجال الإسكان والعمل الاجتماعي تم بناء آلاف الشقق السكنية والتي تم تسكين أصحاب الحاجات فيها في مختلف محافظات مصر.
وفي مجال التعليم فوزير التربية والتعليم والتعليم العالي يقومان بخطوات لا بأس بها، وهما مدركان أن المعلم هو أساس العملية التعليمية وواضح أن كليهما لديه خطة في كيفية النهوض بمستوى المعلم بدءا من تحسين مستوياتهم الاقتصادية وانتهاء بتدريبه على مستوى راق للنهوض بالعملية التعليمية.
كما أنه يوجد من المستثمرين المحترمين أعداد ضخمة جدا، وليت كل مستثمر من هؤلاء بنى مدرسة صغيرة ويتعاونون مع وزارة التربية والتعليم على إنشاء عدد من المدارس لأننا في حاجة ماسة لإنشاء عدد كبير من المدارس للتقليل من كثافة الفصول لأن هناك مدارس فصولها بها أكثر من 70 طالبا مما يضعف القدرة على الاستيعاب.
كما أن المجتمع ما زال يحتاج إلى دراسات علمية للتخفيف من المشاكل الاجتماعية التي هي أحد أسباب انتشار فكر الإرهاب ؛ فعلى سبيل المثال نسبة الطلاق زادت في مصر بصورة مرعبة وبالتالي هناك أطفال أصبحوا مشردين وبالتالي يزداد عدد اطفال الشوارع ويسهل تجنيدهم بمعرفة المنظمات الإرهابية ولذا فإن التفسخ الاجتماعي وتفكك الأسرة المصرية هو أحد العوامل الخطيرة في انتشار فكر الإرهاب، صحيح أن الوزيرة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي من الوزراء النشطين جدا، إنما نحتاج لتعاون من المجتمع كله لمعالجة هذه القضية الخطيرة التي لا ينتبه أحد إليها؛ بسبب انشغال الأب بالعمل أو بالسفر فجزء ليس بالقليل منهم يسافر إلى الدول الخارجية يسافرون للعمل لتحسين أوضاعهم الاقتصادية، أو منشغلين في عمل واثنين وثلاثة، والأم كذلك فالأولاد لا يكون عليهم رقابة فينحرفون إما في إدمان أو في سرقة أو في تيار الجماعات الإرهابية، وأنا أدعو علماء الاجتماع إلى أن يكون لديهم تصور لمعالجة هذه القضية هل تحتاج إلى تشريعات أو دعم معين، وليت رجال الأعمال يساهمون مع المتخصصين في هذا المجال في معالجة هذه القضية المهمة جدا لنقلل من العنف الاجتماعي الناتج عن تفكك الأسرة وفقدان الرقابة على الأبناء.

وماذا عن دور أجهزة الدولة الاخرى في المعالجة المباشرة لقضية الإرهاب؟

ليست أجهزة الدولة فقط، بل الدولة كلها والشعب كله والمجتمع كله يجب أن يتفاعل في مكافحة الارهاب بالمؤسسات والوزارات والجمعيات، يعني مثلا جمعيات حقوق الانسان التي لا تحسن إلا الكتابة عن بعض السلبيات، لماذا لا تقوم بنشاط في مكافحة الارهاب؟، لدينا اكثر من 40 ألف جمعية، وليت الوزارات المختصة بالتنسيق مع المسئولين عن هذه الجمعيات يفعلون دورها في مكافحة الارهاب، لو كل جمعية منهم نظمت نشاطا ثقافيا واجتماعيا وكل يوم تستضيف محاضر نحصن الشباب بحيث لو أحد حاول تجنيدهم يكون لديهم علم ويستطيعون الرد عليه، أو على الأقل يبلغون الأجهزة المختصة بأن هناك محاولة بكذا وكذا. 

وماذا عن مجلس مكافحة الإرهاب؟
لا تعليق لأن المجلس اتخذ قرارا أن يكون له متحدث رسمي يتحدث عنه وأنا ملتزم بتنفيذ هذا القرار.

بجانب المعالجة الأمنية، ما أهمية المعالجة الفكرية في محاربة هذه الظاهرة؟

مهمة جدا وأهم من المعالجة الأمنية وأهم من المعالجة السياسية والاجتماعية والثقافية، فهي مهمة جدا جدا، وللأسف وسائل التواصل الاجتماعي انتشرت جدا وأصبح لها دور مهم في تجنيد أفراد بدون لقاءات مباشرة بل الأفكار تتداول من خلال هذه الوسائل. 

في تقييمك.. هل نخطو خطوات للأمام في سبيل المعالجة الفكرية لظاهرة الإرهاب؟

اجتهادات ضعيفة جدا لكنني أرى أنها تحتاج إلى برنامج ضخم تشترك فيه مجموعة من الوزارات والهيئات والمتخصصين، ويفعلون مثلما فعلنا في الثمانينات بعد اغتيال السادات، ولعلك تذكر القوافل الدينية التي كنا نرسلها من أسوان وحتى الإسكندرية، وكل يوم كان يوجد فيه مؤتمر في بلدة من البلدان أو في قرية أو مركز أو مدينة بهدف مواجهة الأفكار المتطرفة وتحصين الشباب لكي يعرفوا صحيح الدين ولا يقعوا في فخ التجنيد.

هل هناك تنسيق بين جماعات الإرهاب؟

اعتقد أن هناك تنسيقا او على الأقل هم يستعينون ببعض في بعض العمليات أو يتلقون دعما ماديا، لكن بالتأكيد هناك اختلاط بين التنظيمات وبعضها بنسبة كبيرة، ليس لدي معلومة محددة إنما استقرئ واحلل الحوادث لاسيما الحوادث الضخمة التي تحدث خسائر كبيرة يكون فيها تنسيق بين هذه الجماعات سواء في الحصول على السلاح أو التمويل، وحتى الأفراد.

ماذا يعني مصطلح الخلايا العنقودية الذي تم تداوله بكثرة في الفترة الأخيرة؟

هذا تخريف في تخريف؛ فليس هناك شيء اسمه الخلايا العنقودية، وليس هناك شيء اسمه خلايا نائمة، بل هناك من يطلقون تلك التعريفات دون معرفة معناها، فالتنظيم عندما يكلف أعضاءه وخلاياه بالإعداد لعمليات، فكونها تأخذ فترة زمنية تشتغل خلالها في الإعداد وتجهز نفسها ليس معناه أنها نائمة بل هي تعمل وتدرس وتراقب وتجهز نفسها وتسأل وتنظم تدريبات.

هل تقوم تلك الجماعات بتجنيد عناصر جديدة داخل السجون؟

تاريخيا كان هذا يحدث لكن حاليا الأجهزة الأمنية هي التي تستطيع الإجابة على هذا السؤال.

من وجهة نظرك ما هي أبرز العمليات نفذتها تلك التنظيمات في الفترة الأخيرة؟

لا يوجد شيء اسمه أبرز او أكبر لأن أي عملية ارهابية كبيرة أو صغيرة تروع المجتمع حتى لو كانت قتل شخص؛ يعني النائب العام لما قـُتل فهذه العملية روعت المجتمع كله وجعلت الهيئة القضائية تنتفض، فأي عملية إرهابية تنال من المجتمع كله.

هل بالفعل هناك ارتباطات خارجية لهذه الجماعات؟

بالتأكيد طبعا ويكفينا للتدليل على ذلك سيارات الدفع الرباعي التي تم تدميرها فهي بضع مئات إن لم يكن آلاف، وكل سيارة منها لها ثمن باهظ جدا، وعلى مدى التاريخ لم يوجد تنظيم يستطيع تحمل هذه الخسارة، فبالتأكيد هناك دعم خارجي بنسبة مئة بالمائة.

هل تعتقد أن الفترة القادمة قد تشهد مزيدا من العمليات الإرهابية في ضوء المعطيات الحالية؟
بالتأكيد، وأنا أملي في المجلس القومي لمكافحة الإرهاب أن يسرع بوضع خطة شاملة للدولة كلها لتقليل المدة التي يمكن أن تستمر فيها العمليات الإرهابية ونقلل من حجم الخسائر التي تحدث وإن شاء الله المجلس يحقق ذلك في أقرب وقت.

هل أجهزة الأمن لديها الاستعداد الكافي لمواجهة التحديات الإرهابية خلال الفترة القادمة؟
نعم بالتأكيد.

متى يتم القضاء على تنظيم "ولاية سيناء" وتطهير سيناء من الإرهابيين؟
لا أحد يستطيع ان يعرف، لكن عندما نضع خطة كاملة والمجتمع كله يتحرك عندها نستطيع ان نقول إن أمامنا سنة او اثنتين أو ثلاث، وإلى أن يتم وضع هذه الخطة والبدء في تنفيذها ستستمر العمليات الإرهابية، لكن عندما تكون هناك خطة شاملة كاملة في الدولة كلها نستطيع القول إننا في الطريق للقضاء على الإرهاب إن شاء الله في خلال مدة كذا واتمنى ان تكون اقصر مدة ممكنة.

كم من الوقت تتوقع أن تنتهي هذه الظروف؟
لا أحد يستطيع أن يعرف لأن المشكلة تكمن في أن كثيرا من دول العالم تدعم هذه المنظمات خصوصا للأسف الشديد دولة إسلامية مثل تركيا بل أمريكا نفسها، وبريطانيا فيها من الإرهابيين ما لا يتصوره عقل إنسان، وطالما استمر عجز هذه الدول عن اتخاذ موقف واحد في مواجهة الإرهاب لا تستطيع أن تتوقع فترة محددة للقضاء على الارهابيين خلالها.

في حال تعاون هذه الدول مع مصر هل سيتم القضاء على الظاهرة قريبا؟
بالتأكيد لو أن هناك تعاونا دوليا شريفا بلا مواربة ستقل المدة والخسائر بالتأكيد.