الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل يعاني الأهلي فعلًا من ظلم التحكيم؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الأخطاء التحكيمية جزء من متعة كرة القدم"، هذه الجملة التي قالها الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر وهو يدافع عن رأيه الرافض لاستخدام تقنية الفيديو في تقييم وتعديل القرارات التحكيمية خلال الاجتماعات المتواصلة بزيورخ في سويسرا، تحولت- الجملة المذكورة- إلى وجهة نظر قطاع كبير من عشاق ومتابعي اللعبة حول العالم، لكنها فتحت الباب أمام استمرار وجود الكثير من الأخطاء التحكيمية في المباريات؛ لأن الحكم في النهاية بشر يصيب ويخطئ، ولن تكون كل قراراته صحيحة طوال الوقت، ووجود تقنية الفيديو- التي بدأ تطبيقها بالفعل- سيحُـد من تلك الأخطاء.
ومن سويسرا، نعود إلى القاهرة، والجولة الأولى من مباريات الدوري المصري بين الأهلي وطلائع الجيش، والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق، وشهدت احتساب ركلة جزاء لطلائع الجيش، كما تسبب أداء الحكم في جدل كبير بسبب عدم احتسابه مخالفات رأي الجمهور أنها تستحق احتساب ركلات جزاء لحامل لقب الدوري.
وقبل أن تنتهي المباراة، كانت الحملة قد بدأت بالفعل على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الحكم وانتشرت أخبار عن إيقافه، لدرجة أن إحدى الصفحات المناصرة للنادي الأهلي أكدت أن الحكم تلقَّى رشوة قدرها عشرة آلاف جنيه ليتعمد إلحاق الضرر بالأهلي، وهو رقم ضئيل جدًّا لا يحصل عليه "صنايعي" هذه الأيام! بل إن الصفحة أكدت أن هذا الخبر جاء على لسان أحد لاعبي الزمالك الحاليين، رافضين الإفصاح عن اسمه.. هل هذا كلام معقول؟
ولنكن منصفين، فقد ظلم الحكم الأهلي خلال مواجهة طلائع الجيش بالفعل بعدم احتساب ركلة جزاء واحدة- على الأقل- كانت لصالح عبدالله السعيد، إلا أن الأخطاء التحكيمية "واردة"، لكن غير المنطقي هو ما حدث في أعقاب المباراة أن يتم ترويج أن الأهلي يُظلم من التحكيم، وأن الأخير يتعمد تعطيل مسيرته، وأن هناك مؤامرة، وما إلى ذلك.. كل هذا بسبب قرار خاطئ في أول مباراة في الدوري!
ولنتذكر سويًّا بيان الأهلي في الموسم الماضي، "موسم فاز فيه الأهلي بالدوري والكأس"، والذي أعلن خلاله تأييده الكامل والمطلق للتحكيم.. هل كان هذا بسبب فوز الأهلي وأن "الدنيا كانت تمام"؟ و"لّا" هذا كان تأييدًا في المطلق؟.. قبل أن تجيب هل تتذكر المانشيت الرئيسي في مجلة الأهلي "تحكيم فاجر" في موسم 2014- 2015 الذي فاز خلاله الزمالك بالدوري؟.. على الرغم من أن الأخطاء في ذلك الموسم لم يسلم منها الزمالك في مباراة إنبي الشهيرة وإلغاء هدفين، لكن الأبيض فاز في النهاية باللقب.
السؤال الآن: هل مساندة التحكيم تكون حسب الأهواء؟ وإذا كنت أفوز أساند التحكيم و"أقول فيه شعرًا"؟ وعندما أخسر أهاجم الحكام ولجنتهم ورئيسها واتحاد الكرة ولجنة المسابقات وكل عناصر اللعبة لمجرد نقطتين "ضاعوا" في مستهل الدوري؟
والحقيقة أن تاريخ الأهلي مع الظلم التحكيمي "نادر"، ولا أذكر أنه خسر بطولة محلية مثلًا بسبب التحكيم، وإن تذكرت واقعة أو اثنتين أو ثلاث أو عشر، فستكون في مباراة غير مؤثرة، وليست وقائع فجة بنفس قدر وقائع عديدة في تاريخ الزمالك مثل يد مدافع المقاصة الموسم الماضي وهدف تسلل عبدالشافي، وهدف حسن شحاتة الشهير.. والدليل على ذلك أن الأهلي هو سيد البطولات المحلية بفارق كبير عن أقرب منافسيه.. وإذا كانت هناك مؤامرة من اتحاد الكرة والتحكيم والمجلس الأعلى للعالم، فالأَوْلى أن يدعي وجودها الطرف المهزوم دائمًا أو الضعيف، وليس بطل مصر ونادي القرن!