الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الناطق باسم الجيش الليبي خلال حواره لـ"البوابة نيوز": الدور المصري في ليبيا تاريخي وغير مقتصر على المرحلة الحالية.. "حفتر" لا يرغب في ممارسة العمل السياسي.. ونرحب بالمبادرة المصرية لحل الأزمة

الناطق باسم الجيش
الناطق باسم الجيش الليبي أثناء حواره لـ "البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- حظر التسليح عن الجيش الليبي أضر بنا.. ومصر والإمارات تدعمان رفع الحظر
- سنحتاج من 2 إلى 3 مليون عامل مصري لسد العجز في السوق الليبي
- هناك محاولات لإدخال عناصر داعشية جديدة إلى الأراضي الليبية عبر السودان
- وصول "ترامب" للسلطة ضرب الإخوان في مقتل.. وأوروبا بدأت تعي دور الجيش

رحب الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للجيش الليبي، العميد أحمد المسماري، بالمبادرة المصرية لحل أزمة بلاده، لمراعاتها للجانب الاجتماعي، وحفاظها على القوات المسلحة، مشيرا إلى أن مصر دعمتهم معنويا ودافعت عنهم بالمحافل الدولية، كما أنها أبرز الدول الداعمة لرفع حظر التسليح عن الجيش، والمفروض من الأمم المتحدة منذ سنوات.
وأوضح "المسماري" خلال حوار مع "البوابة نيوز"، أن الحظر أرهق الجيش وأضره وأطال عمر المعركة ضد الإرهاب، وتسبب في خسائر بشرية نتيجة لقلة الأسلحة والمعدات، مشيرا إلى أنه على الرغم من ذلك فإن 90 % من الأراضي الليبية الآن تحت سيطرتهم.
وعن المبادرات الشعبية المطالبة بتولي القائد العام المشير خليفة حفتر، لرئاسة البلاد لمدة 4 سنوات، كفترة انتقالية، قال: "المشير حفتر يرحب بثقة المواطنين به، ولكنه لا يرغب في ممارسة العمل السياسي، لتأثيره على الجيش، ويرغب في بناء القوات المسلحة أولا، لأنها الخطوة الأولى في بناء الوطن بأكمله".
إلى نص الحوار..

بداية.. ما هو الدور المصري في دعم الشرعية في ليبيا وخاصة الجيش؟
الدور المصري تاريخي، وليس مقتصر على الأزمة الراهنة فقط، فمنذ عدة عقود ومصر هي ظهر الليبيين، فانطلق منها الجيش الليبي في 9 أغسطس 1940 إبان الاحتلال الإيطالي، وكانت الحاضنة لنا.
وانطلاقا من هذا الدور العظيم، ساندت مصر القوات المسلحة الليبية منذ الساعات الأولى لانطلاق عملية الكرامة، والتي تهدف للقضاء على الإرهاب، فأول تواصل ومساندة للقيادة العامة للجيش، كانت من مصر، وتصرف المصريين بناء على معرفتهم بخطورة الموقف في ليبيا، وقاموا بدعم القوات المسلحة معنويا، ودافعوا عنها بالمحافل الدولية.
ما نتائج زيارة المشير خليفة حفتر إلى القاهرة الشهر الماضي؟
التقى بالفريق محمود حجازي رئيس الأركان المصري، كما أنه المسئول عن الملف الليبي في مصر، ومعني بتحقيق المصالحة الوطنية، ومن هنا التشاور بين الجانبين هام للغاية حول آخر مستجدات المشهد السياسي الراهن، ورأي القيادة العامة فيه.
تم تنفيذ غارتين جويتين من سلاح الجو المصري بالتنسيق مع نظيره الليبي لمدينة درنة.. هل من المتوقع تنفيذ عمليات مشابهة ؟
بالتأكيد،  الغارتان نفذتا بالتنسيق بين القيادتين العامة للجيشين المصري والليبي، فتم التشاور حول تحديد الأهداف، والتوقيت، والعملية التعبوية، والضربة الأولى استهدفت مواقع حول درنة، ومات فيها 37 إرهابيًا، أما الثانية، استهدفت مواقع بالجبل جنوب درنة، وكانت ضربة ناجحة أيضا.
ولن أتحدث عن المستقبل، ولكن المؤكد أن المعركة ضد الإرهاب مستمرة، وما دام هناك إرهاب ستكون هناك عمليات مشتركة بين الجيشين للقضاء عليه.
هناك قلق دائم من الحدود المصرية الليبية فكيف يتم تأمينها؟
في السابق، كان التأمين يتم بالتنسيق بين حرسي الحدود الليبي والمصري، ولكن نظرا للفوضى الأمنية في عام 2011 بمصر وليبيا، ظهرت عصابات إجرامية وإرهابية، وخاصة الإخوان المسلمين، لتهرب الأسلحة والذخائر، حتى عبر منفذي السلوم ومساعد الرسميين.
ولكن، بعد عودة الأمور لنصابها في مصر، بدأوا يلجأون إلى الصحراء، فالحدود المصرية الليبية أكثر من 1100 كيلومتر، منطقة صعبة من الكثبان الرملية، ويقع الآن على عاتق الجيش المصري وحده تأمين الحدود بين البلدين ومنع التهريب.
في إطار ما تعيشه ليبيا من إرهاب، وما تعانيه كل من سوريا والعراق واليمن، إضافة لعمليات نوعية في مصر وتونس.. كيف ترى المشهد وخاصة –داعش-؟
من خلال ما رأيناه من بعض التسريبات لتنظيم داعش في سوريا والعراق، فهو بنى نتيجة بروباجندا إعلامية، وعقب دراسة نفسية لرد فعل العرب، ومعطيات اجتماعية، وسياسية، ونتيجة لتراكم الفساد السياسي في بعض البلدان العربية، وهو تنظيم معادي للجيوش العربية يهدف إلى تدميرها وتفريغها، لصالح جيش دولة أخرى، ويعمل ضد العرب والإسلام.
لو أردنا أن نوضح على خريطة ليبيا محاور القتال وأبرز مناطق تواجد الإرهابيين، والمناطق التي يسيطر عليها الجيش، فكيف ستكون؟
90 % من الأراضي الليبية الآن تحت سيطرة القوات المسلحة، حيث أمنا من الحدود المصرية وحتى مدينة سرت، إلى الجفرة في الوسط، وإلى الجنوب كذلك، إضافة لتواجد قواتنا في غرب، وجنوب غرب طرابلس، وحتى الحدود التونسية.
ولكن توجد بؤرة إرهابية هي الأقوى بمدينة درنة، تضم كتائب بوسليم، والموحدين، والمهاجرين، والمرابطين، وأنصار الشريعة، إضافة لانضمام بعض عناصر داعش إليهم قبل خروجهم من المدينة، وهم يتبعون تنظيم القاعدة.
كما يتواجد تنظيم داعش في شارع وحيد بمدينة بنغازي، وفقا لآخر تقرير للعمليات العسكرية، إضافة لتواجدهم جنوب سرت، وشرق بني وليد، وهي منطقة صحراوية، مليئة بالجبال، بينما المنطقة المحصورة بين مدينتي سرت وطرابلس، لا نعرف من يسيطر عليها، فهناك مليشيات البنيان المرصوص، وهناك كتائب تتبع الإخوان المسلمين كالدروع الوسطى، وميليشيات إرهابية تتبع تنظيم القاعدة ككتيبة الفاروق، ومليشيات إجرامية في طرابلس.

تحدث المشير خليفة حفتر مؤخرا بأن معركة تحرير درنة قريبا.. فما تفاصيل الوضع في درنة ومتى تتحرر؟
معركة تحرير درنة لم تبدأ بشكل فعلي، فما يتم الآن مجرد مناوشات، وغارات لسلاح الجو، واستطلاعات دائمة للمنطقة، وقواتنا تحاصر المدينة حصار خانق، وجاهزة لبدأ المعركة فور صدور قرار القائد العام.
كما خرجت مظاهرات بالمدينة خلال الأيام الماضية، داعمة للجيش، وتطالبنا بالدخول، أما عن الحصار فيستثنى منه الجانب الإنساني، والطبي، والمعيشي، كما استثنينا منه الطلبة الذين يدرسون بجامعات أو مدارس خارج المدينة.
هناك حظر للتسليح من قبل الأمم المتحدة على ليبيا.. فكيف يتعامل الجيش مع الأمر في ظل حربه ضد الإرهاب؟
الحظر أرهق الجيش وأضره وأطال عمر المعركة ضد الإرهاب، وتسبب في خسائر بشرية لدينا نتيجة لقلة الأسلحة والمعدات، ووصل إلى معدات الهندسة العسكرية، فلا توجد لدينا الأجهزة اللازمة للكشف عن الألغام، وإزالتها، ولا الرداء لازم لها.
ونحاول العمل بما لدينا، وتوفير النقص من خلال التقدم على مواقع العدو واسترداد ما لديهم من أسلحة، وذخائر، وشراء الأسلحة المتواجدة لدى المواطنين.
ما أبرز الدول الداعمة لرفع حظر التسليح عن الجيش؟
هي الدول التي تعرف حجم المؤامرة، مثل مصر، والإمارات، اللتان تدعمان رفعه حظر التسليح بقوه، وبعض الدول الأوروبية مثل فرنسا، أدركت أن القضاء على الإرهاب بها وفي أوروبا يجب القضاء عليه في ليبيا أولا، وبدأت تدعم الجيش.
ما هو الموقف الروسي الأمريكي الإيطالي من الأزمة الليبية؟
روسيا ترى أننا منطقة نفوذ لها من خلال السلاح الروسي، حيث نمتلك علاقات عسكرية تاريخية معها، وكذلك عقود بتوريد أسلحة لنا لم تنفذ حتى اللحظة، بينما تنظر إيطاليا لنا بأننا دولة مستعمرة، ولا تريد أن تتدخل دولة أخرى في المشهد الليبي إلا من خلالها، بينما أمريكا تنظر إلى عقود النفط، ومصالحها.

هل تغيرت السياسية الأمريكية مع الأزمة الليبية بوجود الرئيس دونالد ترامب، عن سابقه باراك أوباما؟
بالتأكيد هناك تغيير كبير، فوصول "ترامب" للسلطة ضرب الإخوان المسلمين في مقتل، فكانوا يحاذون تأييدًا لـ"أوباما" و"كلينتون"، ولكن أمريكا لا تريد الدخول في الملف الليبي بقوة، ويكفيها تدخلها في سوريا، و70 % من النفط الليبي تديره شركات أمريكية، وهو ما يجعلها مطمئنة تجاه مصالحها.
ما أسباب إصدار المشير خليفة حفتر قرار مؤخرا بمنع مسئولي المجلس الرئاسي من العمل بالمناطق التي يسيطر عليها الجيش، فما أسباب ذلك؟
وجدنا أن هناك تمدد لـ" السراج" داخل المناطق المحررة، إضافة لخرقه لاتفاقات باريس وأبو ظبي، كما لاحظنا أن هناك محاولة لبث الفتنة بين أبناء المنطقة الواحدة، وبين القوات المسلحة والمواطنين، فأوقفنا أي عمل من "الرئاسي" بالمناطق المحررة.
الاتفاق السياسي نص على دمج كافة الميليشيات العسكرية تحت قيادة القوات المسلحة.. فكيف سيتم تنفيذ ذلك؟
في المنطقة الشرقية تم دمج كافة الثوار والميليشيات بالجيش، ولكن بشرط أن تنطبق شروط التجنيد بشكل فردي، وليس بشكل جماعي، وذلك من خلال العرض على اللجنة الطبية وحال ملائمته، يحال لمركز تدريب لمدة 4 أشهر، ثم يحال للوحدة العسكرية التي ينضم لها، ولكن لن نقبل بانضمام ميليشيا بشكل جماعي، دون المرور على تلك الخطوات القانونية التي لن نخترقها.
كيف ينظر الجيش الليبي لقوات البنيان المرصوص المنضوية تحت قيادة المجلس الرئاسي؟
قوات البينيان المرصوص من خلال تحليلنا لها تضم عدة مكونات، منها الوطني الذي كان يهدف لمحاربة داعش وخرج من المعركة الآن، وبعضها يتبع تنظيم القاعدة والإخوان المسلمين، والدليل القاطع على ذلك، هو ذهاب وفد منهم إلى قطر الشهر الماضي، عقب إعلان المقاطعة العربية لها، وطالبوا دعمها لهم.
والمكون الإرهابي، أمامهم أمرين، الأول تسليم أنفسهم للعدالة، وتسليم السلاح للقوات المسلحة، والثاني هو الحرب.
ما أبرز الأدلة التي يمتلكها الجيش والتي تثبت دعم قطر للجماعات الإرهابية في ليبيا؟
الأدلة كثيرة جدا، معنوية، ومادية، وأوراق، وصور، وفيديوهات، بأن قطر حتى هذه اللحظة ما زلت تمول الإرهاب في ليبيا، وعن طريقها تدعم الإرهابين في مصر ودول الجوار بالكامل.
ومن بينها، تسجيلات لطائرات قطرية تمد الإرهابيين في طرابلس ومصراته بالأسلحة والذخائر، وكذلك بقاعدة الجفرة، ومستندات تثبت تكليف أفراد من القوات القطرية بالعمل داخل ليبيا، إضافة لمجموعات مدعومة من قطر كالفهد الأسود، وكذلك شخصيات قطرية لديها مقاطع فيديو وهي تمارس التخريب وتدمير البنية السياسية والأمنية داخل ليبيا.
ما تعليقك على قرار السودان بإحكام الرقابة على الحدود الليبية نظرًا لتهريب الأسلحة وسيارات الدفع الرباعي؟
السودان بالنسبة للقيادة العامة للجيش الليبي، دولة عدو، ساهمت في تدمير ليبيا، وإدخال مجموعة من الإرهابيين إلى ليبيا، وهناك معلومات بأن هناك محاولات لإدخال مجموعة من داعش سوريا والعراق، من خلال واحة سليمة على الحدود الليبية السودانية.
وما أعلنته السودان ليس إغلاق الحدود البرية معنا، ولكن منع المواطنين من التحرك، مما سيساعد على زيادة عمليات التهريب، والهجرة غير الشرعية.


ما تقيمك لأداء المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا غسان سلامة؟
إذا بدأ من حيث انتهى سابقه الألماني "كوبلر" فهو فشل، وإذا بدأ من منطلق الحوار، وجدية المصالحة بين الليبيين، سيضع قاعدة جديدة، وحتى الآن لم نرى منه ذلك، ونتمنى له النجاح في ظل الوضع الراهن المعقد.
وأطالبه بأن يستمع لليبيين، ويبنى مبادرته على آرائهم، ويقحم الجانب الاجتماع القبلي، ويبعد التدخل الدولي، وأن يكون صريحا في تصريحاته، ويبلغ المجتمع بكل خطواته، حتى يكون هناك ثقة بينه وبين الشعب الليبي.
كيف رأيت خريطة الطريق التي طرحها خلال إفادته الأولى أمام مجلس الأمن مؤخرا، والتي تتضمن تعديل الاتفاق السياسي، ثم الدستور، ثم انتخابات رئاسية وبرلمانية؟
تلك الخطوات جيدة، ولكن يجب أن يسبقها إعادة الثقة بين الليبيين، وإبعاد شبح التدخل الأجنبي، وحال نجاحه في هذين الأمرين، سينج في باقي الخطوات التي ذكرها.
الأيام الماضية شهدت زيارة وزيري الخارجية البريطاني والفرنسي، ووزير الداخلية الإيطالي للمشير خليفة حفتر بمقر القيادة العامة ببنغازي، كيف ترى تلك الزيارات؟
هناك صحوة دولية مؤخرا، واقتنع العالم بأن الشريك الحقيقي لتحقيق عملية السلام في ليبيا، هو القوات المسلحة، حيث أثبت الواقع أننا القادرون على بسط الأمن في ربوع الوطن، فكافة المناطق التي يسيطر عليها الجيش، أمنة ولا توجد بها بؤر للتهريب، أو هجرة غير شرعية.
وهذا التقدم سيكون له دور كبير اذا اقتنع به "غسان سلامة"، وأن يقتنع تماما بضرورة ألا تكون هناك قوى موازية للجيش.
الهجرة غير الشريعة أزمة تتعرض لها ليبيا، وقد تكون الأولوية لدى الدول الأوربية، فما حلها؟
الهجرة غير الشرعية، أصبحت مكسب مادي لكثير من العصابات العابرة للحدود في أوروبا وليبيا ودول الجوار، والمحاولة الصحيحة لمواجهتها، بدأت إيطاليا مؤخرا على تنفيذها مع القيادة العامة للجيش، وهي اتفاقية الصداقة والسلام الموقعة في عام 2007، والمتعلقة بإنشاء معسكرات على الحدود الليبية الجنوبية، والشرقية، والشمالية الغربية، للحد من دخول المهاجرين غير الشرعيين من الأساس إلى ليبيا.
ونحن أمام حركة بشرية لا تقاوم عسكريا بل فكريا، فهناك ألاف ماتوا في الصحراء أو في البحر قبل وصولهم إلى الدول الأوروبية، ولم تتوقف الهجرة، وعلى أوروبا تقبل الفكرة، أو تنمية دول المنبع المصدرة للمهاجرين، ونقل طريق أوروبا إلى أفريقيا.
شركة البريقة لتوزيع النفط ناشدت البرلمان والجيش الخميس الماضي بتأمين شاحنات الوقود نتيجة السطو المسلح عليها.. فما دور الجيش في ذلك؟
خط نقل الوقود "مصراتة - الجنوب"، الجزء المتواجد منه غرب منطقة الجفرة، لا تسيطر عليه القوات المسلحة، أو البنيان المرصوص، وهو يخضع لسيطرة داعش، بينما شاحنات الوقود المنطلقة من المنطقة الشرقية نحو الجنوب، يتم تأمينها من قبل القوات المسلحة.
كما أن حقول النفط تأمن بواسطة الجيش، باستثناء حقلي الشرارة والفيل، فهناك كتائب تأمين منطقة الهلال النفطي بالكامل، وكان هناك محاولة للاعتداء عليه أكثر من مرة وفشلت.

تحدثت خلال مؤتمر صحفي مؤخرًا عن احتمالية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، فهل الظرف ملائمة لذلك؟
هدف القوات المسلحة الوصول بالشعب الليبي إلى صندوق الانتخابات بشكل نزيه وشفاف، ليختاروا من يشاؤون، ولكن قبل ذلك يجب أن تكون البيئة ملائمة لإجرائها، ولا أحد في القيادة العامة يريد السلطة، كما يروج الإخوان.
وتلك البيئة تتوفر، بإنهاء المليشيات، وإجراء المصالحة الوطنية بين المناطق المختلفة، وأن تكون للأحزاب قواعد في الشارع، أو استبعادها من الانتخابات المقبلة، حتى إصدار قانون الأحزاب، وحينها من الممكن إجراء الانتخابات، بإشراف دولي وعربي ضمانًا لنزاهتها.
المهلة الممنوحة من المشير خليفة حفتر للسياسيين لإنهاء الأزمة تنتهي في 17 يناير المقبل، فما الوضع حال استمرار الوضع الراهن؟
ستكون انتهت المهلة للسياسيين، وسيتعامل الجيش مع الشعب بشكل مباشر، ولا استطيع الاستطراد في تلك النقطة أكثر من ذلك في الوقت الراهن.
هناك حملات شعبية في بعض المدن الليبية لتولي المشير خليفة حفتر رئاسة البلاد لفترة انتقالية لمدة 4 سنوات، فما موقفه وموقف الجيش من تلك الدعوات؟
التحرك الشعبي في المنطقة الشرقية تحديدا، نتيجة لما لمسه المواطن من تغيير عقب بدء عملية الكرامة، العامين الماضيين، والحياة عادت إلى طبيعتها بشكل كبير، والشعب يريد إنهاء الخلل بالمنطقة الغربية.
والمشير "حفتر" يرحب بثقة المواطنين به، ولكنه لا يرغب في ممارسة العمل السياسي، لتأثيره على الجيش، ويرغب في بناء القوات المسلحة أولا، لأنها الخطوة الأولى في بناء الوطن بأكمله.
ما دور الجيش الليبي في عمليات الإعمار بعد انهيار البنية التحتية نتيجة الحرب؟
سنكون جندي حامي للشركات التي ستعمل في إعادة أعمار المدن الليبية، بينما التعاقد معها سيكون من خلال الحكومة المؤقتة والبلديات المعنية.
انعقدت قمة أفريقية مصغرة بالكونغو حول الوضع في ليبيا، السبت الماضي، كيف ترى دورها في حل الأزمة؟
نرحب بكل المساعي للمساهمة في حل أزمتنا، ولكن كثرة المبادرات أربكت المشهد، وخلطت الأوراق، نريد أن نسير في خط واحد.
والتقيت المبعوث الكونغولي إلى القيادة العامة، وأصر على حضورنا للقمة، ولكنه لخص القضية الليبية في أشخاص بدعوته لسادة فائز السراج وعبدالرحمن السويحلي من طرابلس، إضافة لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والقائد العام المشير خليفة حفتر، وتجاهل الخصوصية الاجتماعية للمجتمع الليبي.
وأرحب بالمبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية، لمراعاتها للجانب الاجتماعي، فعقد الجانب المصري لقاءات مع الأعيان والقبائل، وهو ما أغفلته مبادرات أخرى، إضافة إلى أنها تحافظ على القوات المسلحة الليبية.
ودور القبائل هام في حل الأزمة الراهنة حال توافقها معا، ولم نجد أحد يستطيع أن يجمعها، ولكن الإخوان المسلمين لا يريدون أن يكون للقبيلة دور، وأول شعار لهم في 17 فبراير "لا للقبلية".
أخيرا.. رسالة توجهها لمن وما محتواها؟
أوجهها لأوروبا، وأقول لها، إن أردتم إنهاء الهجرة غير الشرعية، وأن يكون البحر المتوسط بحيرة سلام ومحبة، عليكم أن تنظروا لنا في ليبيا كما تنظروا لما يحدث في فرنسا من إرهاب وغيرها من الدول.
كما أن رفع حظر التسليح عن الجيش هو أداة تحقيق الاستقرار والأمن في ليبيا، فإمدادانا بالسلاح والمعدات اللازمة لمحاربة الإرهاب، هو لصالح المنطقة بالكامل، وليس الليبيين فقط، وتحديدا دول الجوار، مصر وتونس، حيث سنحتاج من 2 إلى 3 مليون عامل مصري، لسد العجر في السوق الليبي.