الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"رنا" تتحدى فقدان البصر وتحطم قيود التعليم

رنا حامد عبدالواحد
رنا حامد عبدالواحد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حصلت على الماجستير فى تأثير الأحداث الإرهابية على الأقليات المسلمة بأوروبا

فى الدقهلية، عاصمة الطب والعلم والفن، فى كل فترة، نكتشف نماذج مشرفة، تتحدى الظروف، وتكسر القاعدة، و«رنا حامد عبدالواحد»، ابنة مدينة طلخا، بمحافظة الدقهلية، إحدى تلك النماذج، فهى نموذج مشرف لفتاة كافحت ظروفها، بالرغم من أنها حرمت من نعمة البصر، لكنها لم تحرم من نعمة البصيرة.
حافظت «رنا» على تفوقها، منذ نعومة أظافرها، حتى حققت المركز الأول، على مستوى الجمهورية، فى الثانوية العامة للمكفوفين، وكانت أول كفيفة تلتحق بقسم اللغة الإنجليزية، بكلية الآداب، حيث حافظت على تفوقها، وتوجته بحصولها على الماجستير، بعد التخرج بدرجة امتياز. 
«البوابة» التقت «رنا»، التى قالت: «بعد حصولى على المركز الأول للمكفوفين بالثانوية العامة، عرضت عليَّ الجامعة الأمريكية منحة للدراسة، لكن منعتنى ظروفى من السفر، من طلخا إلى القاهرة، وواجهتنى عقبات كثيرة، تتمثل فى الإجراءات العقيمة بالتعليم الجامعى بمصر، حيث كان محظورًا على المكفوفين الالتحاق بقسم اللغة الإنجليزية، بكلية الآداب، جامعة المنصورة، وكأنى ارتكبت جريمة لكونى مكفوفة!
وأضافت: «تخلصت من تلك العقبة، بعد تبنى الإعلام للمشكلة، فى ذلك الوقت، والتحقت بالفعل بقسم اللغة الإنجليزية، وبعد التخرج فوجئت بمزيد من العقبات، أثناء تسجيل رسالة الماجستير، لكننى أصررت على تجاوز تلك العقبات، وحصلت عليها بدرجة امتياز، وكان موضوع الرسالة: «روح الشتات فى أعمال حنيف كريشى»، وهو كاتب إنجليزى مسلم، من أصل باكستانى.
وتمركزت الرسالة حول تأثير الأحداث الإرهابية على الأقليات المسلمة بأوروبا، مثل تفجير ١١ سبتمبر ٢٠٠١، وحرب العراق وغيرها، وتناولت الأحداث منذ ١٩٩٠ وحتى ٢٠٠٨، والتى شملت أيضًا أحداث الاتحاد السوڤيتي، مما زاد من صعوبة الموافقة على موضوع الرسالة، نتيجة التحجيم الفكرى بالمجتمع المصرى.
وتواصل «رنا» سرد مأساتها فتقول إن العقبات لم تنتهْ عند هذا الحد، فعندما تم تعيينى بالتربية والتعليم كمُدَرسة، كان لزامًا عليَّ الحصول على دبلومة من كلية التربية، فى التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة، (دبلومة تربية خاصة)، ورفضت كلية التربية التحاقها أيضًا، بزعم أنها كلية عملية، لا تقبل المكفوفين!
وتشير «رنا»، إلى أنها توجهت إلى الدكتور محمد القناوى، رئيس جامعة المنصورة، الذى تعامل معى من منطلق إنسانى، وتفهم مشكلتى، واستثنانى من تلك اللوائح العقيمة؛ معتبرة أن عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، هو قدوتها.