رحمة طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات، أحرقت الشمس وجهها البريء، ونحلت قسوة الشارع جسدها الضعيف، حيث إنها تظل بلا طعام أو شراب حتى ساعات متأخرة تصل إلى العاشرة مساءً في الشارع، تجلس وأمامها عدد قليل من علب المناديل، وتمسك بيدها كتابًا لمادة الرياضيات للصف الرابع الابتدائي، فهي نجحت في الصف الثالث الابتدائي وتستعد لدخول الصف الرابع، وحصلت على كتاب قديم لإحدى طالبات العام الماضي، فقررت أن تبدأ اجتهادها قبل انتهاء إجازة العام، وتذاكر دروسها في الشارع وقت انتظارها لعطف المارة والشراء منها.
"البوابة نيوز" التقت بالطفلة رحمة، والتي أظهرت طلاقة في الحديث وكأنها تكبر عمرها بالسنوات، فالحياة أعطتها خبرة بالغة في التحدث والتعبير عن قصتها المأساوية.
قالت رحمة إن والدها ألقي بها في الشارع بعدما تزوج بأخرى وطلق والدتها فلم تجد مفرا لها من قسوة الحياة سوى بيع المناديل، وأوضحت أن والدتها لا تجلس معها في ذات المنطقة، بل تجلس في منطقة المحطة بمدينة سوهاج لبيع المناديل بالقرب من تجمع كبير من المتسولين هناك.
أما هي فاختارت الجلوس تحت سُوَر مدرسة في مدينة سوهاج بمنطقة حي شرق، لتذاكر وتبيع المناديل أيضا، وعن أمنياتها في الحياة قالت إن كل ما أتمناه هو شفاء والدتها، حيث أوضحت أن والدتها مريضة وتنزف دماء إلا أنها لا تعلم ماهو المرض الذي أصابها، كما أوضحت أيضا أن أكثر ما يؤلمها ضرب والدتها وأخذ حصيلة البيع منها في منطقة المحطة، حيث أوضحت أن هناك اشخاصا يقومون بأخذ أموال والدتها بالقوة بعد بيعها المناديل.
اما عن التعليم فأشارت إلى أنها تُصر على التعليم حتى أثناء جلوسها في الشارع، وأضافت أنها استطاعت النجاح العام الماضي بتفوق نتيجة مذاكرتها في الشارع، وعن متطلباتها قالت إنها تتمنى أن تجد والدتها عملا أفضل بعيدا عن الأشخاص الذين يضايقونها وأن تكمل هي تعليمها.
