الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ما وراء الإنبوكس.. الذئب المتحرر نصير المرأة.. يستغلني ماديًا وجسديًا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنت أتابع ما يكتبه عبر صفحته فى «فيسبوك»، فأمتلئ بالإعجاب الشديد له، وعقله، وشخصيته المبهرة الذكية المتفتحة، يمكنك أن تعتبره من نجوم السوشيال ميديا المعروفين، كثيرا ما يمطره المئات بالتعليقات المتحمسة، يعبرون له فيها عن تقديرهم وحبهم، ويبالغون فى الثناء عليه.
هو مثقف للغاية، ولبق الكلام، وبليغ فى كتاباته، يمكن أن تلمس رجاحة عقله بكل وضوح فيما يكتبه، من ردود على الناس. وكنتُ واحدة من هؤلاء المفتونات به. ولأنى لا أجيد البقاء فى الظل، بادرته بالحديث مرة، ثم صرنا نتكلم عبر الشات كلما سنحت الفرصة، ويبدو أنه أحس بإعجابى به، فحذرنى من نفسه، قال لى إن مشاعره ليست مستقرة فى الفترة الحالية، بسبب انفصاله عن صديقته بعد علاقة حب عنيفة، وأنه لا يريد أن يتسبب فى أذى لي.
كانت صراحته بالنسبة لى مريحة، لكنها لم تمنعنى من التورط بمشاعرى فيه. أحببته بصدق، وصرنا نتكلم أكثر من ذى قبل، ثم اتفقنا أن نرتب موعدا للقاء، فالتقينا، وبعد أسبوعين التقينا من جديد. فى المرتين، كان يخبرنى أن ظروفه المادية صعبة للغاية، ومرتبكة، وبحكم الصداقة كنت أجتهد فى مساعدته قدر استطاعتي. كنت أتعامل بعفوية، وبإخلاص لصداقتنا التى أريدها أن تستمر، حتى لو تتطور لأكثر من هذا.
فى اللقاء الثاني، كان يبدو أكثر كآبة، وتعامله أكثر صعوبة، كان ضيق الصدر، لا يبدو حيويا ومنفتحا للحوار مثل المرة الأولى. سألته عما به، فأجاب أنه بخير، لكن ظروفه الصعبة ومشاكله المادية تؤثر فيه، وتفسد حياته وعلاقاته حتى بأصحابه. وطلب منى الذهاب إلى منزله ليرتاح قليلا، وقال إنه يشعر باحتياجه للبكاء فى حضني.
ترددت فى البداية، وساورنى الخوف من هذه الخطوة، ليس خوفا منه شخصيا. أعرف أنه محترم وطيب، ولديه جمهور كبير على فيسبوك يحبونه ويحترمونه، فلن يغامر بخسارة كل هذا بأن يتحرش بى مثلا. لكنه الخوف من فكرة زيارة شاب أعزب فى منزله. فكرت أنه مختلف، وسيفهم أن قبولى بهذا لإراحته ومساعدته لا يعنى أننى متساهلة. وبالفعل، ذهبنا سويا إلى البيت، وبمجرد عبورى الباب، ارتمى فى حضنى كطفل.
بعد لحظات قليلة، بدت يده أكثر جرأة فى تحسس جسدي. أوقفته بلطف، وطلبت منه أن نكتفى بهذا القدر. حينها دار حوار بيننا عن أسباب رفضى لهذه العلاقة معه، وعن حرية الجسد، وأخبرته أن هذا لا يليق بي، ولا يناسبني، وأننى قبلتُ المجيء إلى البيت، حتى لا أكون ادخرت جهدا فى سبيل مساعدته، لكن ما يطلبه منى مستحيل، ولن يحدث تحت أى ظرف من الظروف.
رغم إلحاحه فى طلب العلاقة الجسدية بيننا، كنت أكثر تصميما على أنها لن تحدث، فنحن مجرد صديقين، لا زوجين. ونجحت فى إنهاء اللقاء بشكل آمن، وانصرفت منزعجة منه ومن تصرفاته، لكننى لم أتخذ منه موقفا عدوانيا، وقررت تجاهل الأمر، وتجاوزه، والاستمرار فى صداقته.
بعد أيام من هذا اللقاء، دار بيننا حديث عبر الشات، أخبرنى فيه أنه زعلان منى جدا؛ لأن أزمته المادية تحتاج مبلغا لا يقل عن ٣٠ ألف جنيه لتجاوزها، وأنه كان ينتظر منى أن أوفرها له كاملة، بدلا من أن أعطيه مبلغا قليلا، أشعره بالإهانة، حسب قوله. كما أن رفضى لإقامة علاقة جسدية معه هو بمثابة رفض منى لشخصه، وأن هذا يجرحه.
اعتذرت له كثيرا بأننى لا يمكن أن أقصد إهانته والتقليل منه، وشرحت له أن هذه ظروفى، وأننى حاولت مساعدته قدر إمكانياتي. أما عن العلاقة الجسدية بيننا، فهى قناعة شخصية عندي، عليه أن يتفهمها، ولا يأخذ رفضى بشكل شخصي، وطلبت أن يعطى علاقتنا فرصة جديدة، نحاول فيها إصلاح الأخطاء. وكان رده أن هذا يستلزم منى الوقوف بجانبه ماديا طوال تلك الفترة، حتى تنصلح أحواله، ووعدته بالمحاولة. فى الفترة التالية لهذا، حاولت كثيرا أن أدعمه ماديا قدر المستطاع، لكننى فشلت فى توفير المبلغ الكبير الذى كان يطلبه، ولما أخبرته بهذا، أجابنى أنه كان يتوقع تلك النتيجة، وأنه أساء تقديره لذكائي، وأن علاقتنا ليس مكتوبا لها النجاح، ومن بعدها انقطعت وسائل التواصل بيننا، وصار عندى شعور كبير بالذنب تجاهه، بأننى خذلته وعجزت عن مساعدته، وفشلت فى الحفاظ على علاقتنا. هل أنا خذلته فعلا؟ وكيف أتخلص من هذا الشعور؟ وهل يمكن لرجل مثقف ومشهور ولديه هذا القدر من الجماهيرية أن يكون على هذا الحال؟.
الرد:
ما حكيتِ عنه هو عهر ذكورى بامتياز. «رجل»، مع اعتذارى للرجولة، لا يخجل من استغلالك ماديا وجسديا، ويساومك على علاقتك به، يريدك أن تدفعى لتحافظى عليه وليبقى بجانبك، ألا ترين فى هذا نوعا صريحا من البغاء، لكن يمارسه هذه المرة ذكر لا أنثى؟ إن لم يكن هذا هو العهر، فكيف هو؟
اهربى يا بنت الناس، اهربى بكل ما أوتيت من قوة، ولا تنظرى وراءك، ولا يساورك أدنى قدر من الأسف عليه أو الندم أو تأنيب الضمير، يكفى أنك -مع حسن نواياك- سعيت بصدق لمساعدته بدافع المحبة والصداقة، لكنه أساء فهم هذا، وأراد أن يستغلك بكل الطرق الممكنة، ولو كان نجح فى هذا، كان سيرميك فى النهاية، ليبحث عن ضحية جديدة.