رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

المهنة رجالي والصنعة حريمي

لقاء الخولي أول ميكانيكى
لقاء الخولي أول ميكانيكى فتاة فى مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب- أحمد عصام عيسى وهناء بديع وهيام الحناوى وسارة نصر ومحمد هشام وياسمين عزت
المرأة المصرية تتحدى «سى السيد» وترتدى «عفريتة» العمل
22.9 % من إجمالي قوة العمل فى مصر تشغلها النساء
84.7 % نسبة النساء اللائى يعملن عملًا دائمًا
31.2 % نسبة المرأة بوظائف الإدارة العليا بالقطاع الحكومى «٢٠١٠/٢٠١١»
64 % نسبة المرأة كعاملة فى هيئات البحوث العلمية
%33.5 نسبة أمية الإناث فى مصر
30 % من الأسر المصرية تقوم المرأة بإعالتها
3.6 % نسبة مشاركة المرأة فى القطاع الحكومى بدرجة وزير
52 % نسبة الحاملات لدرجة الدكتوراه للعاملين بالهيئات البحثية

أحفاد «حتشبسوت» التى حكمت مصر فى وقت لم يسبقها أحد من النساء، لم يشغل بالهن القيل والقال أو أحاديث المجالس، خلعن برقع العادات والتقاليد، وأثبتن نفسهن فى مهن أتقنها الرجال دوما، فالمهنة رجالي، والصنعة من يد سيدات تحدين الواقع الصعب، توصف الواحدة منهن بـ«100 رجل»، فلم تقهرهن ظروف الحياة المريرة أو عدم وجود سند أو رجل ليتولى شئون المنزل، وقررن أن يكن السند لمنزل قوى يدعمن أعمدته بكل قوة وهمة، لم يركنّ لضعف أو قلة حيلة، فوضعن نصب أعينهن قول الله تعالى «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»، وتحدين صعوبة المهن الشاقة وأجدّن فيها، وأثبتن براعة تفوقت على صنعة الرجال.

«أم وليد».. «أجدع سواق» تاكسى في الزمالك والمهندسين
اضطرت للعمل بعد أن ضاق بها الحال، وفى توقيت كان من الصعب العمل به فى هذه المهنة وتحديدا نهاية السبعينيات.
«أم وليد سواقة».. احترفت العمل بمهنة السواقة على «التاكسي»، تحديدا فى منطقة الزمالك أو المهندسين منذ ١٩٧٩، ثم انتقلت إلى العمل على أنواع مختلفة من السيارات فى ١٩٨٠. قالت: «وأنا فى مقتبل العمر وقبل زواجى لم أكن أجيد القراءة والكتابة، فقررت العمل بتلك المهنة حتى أستطيع توفير مصاريفى لأنى كنت مطلقة وقتها ومعى بنت وحيدة».
القرار فى تلك الفترة كان صعبًا جدا، ولم يكن يعلم أحد بأن تلك رغبتي، وبدأت عملى بشبرا لمدة ساعتين كل يوم، ومررت بالعديد من الصعوبات لكنى صممت على استكمال ما بدأته حتى أستطيع دفع قسط السيارة، وكانت «البنديرة» فى تلك الفترة ١٢ قرشا، وقسط العربية ١٥٠ جنيها، والحصيلة فى اليوم كانت حوالى ١٥ جنيها وقد تصل إلى ٢٠ جنيها.
وأضافت: زوجى الثانى لم يمنعنى من عملى بتلك المهنة؛ لأن الحال كان «على أده»، وحتى أشاركه وأعينه على مصاريف الحياة القاسية، ورزقنى الله بولدين وبنت أخرى وأصبح لدى أربعة أبناء، وأكدت: عانيت «الأمرين» فى بداية العمل بسبب المعاكسات والمضايقات التى كنت ألاقيها كل يوم من الشباب ورُكاب التاكسى، وأحيانًا «التريقة»، وذلك لعدم انتشار مهنة السواقة للسيدات واقتصارها على الرجال فقط.
وأكدت أم وليد أنها لا تفكر أبدا فى ترك تلك المهنة الوحيدة التى لا تجيد ممارسة غيرها؛ لأنها أصبحت هى المورد الأساسى لبيتها وأولادها حتى بعد زواج ابنتيها ووفاة زوجها منذ ٢٠ عاما، وشاء القدر أن يتوفى ابنها وليد سامى الصحفى بجريدة «عين» منذ ثلاث سنوات، والآن يعيش معها ابنها الوحيد فى المنزل وتتكفل بمستلزمات الحياة كافة.
وعن أبرز المواقف، قالت: أخفيت فى الطفاية ٢٠ جنيها وذهبت لأمون البنزين، ثم ركب معى زبون وبعد أن وصل أخرج لى ٢٠ جنيها، وشككت فى أنها تخصنى، وفعلا عندما نظرت للطفاية لم أجد الـ ٢٠ جنيها، حينها ضربته علقة موت، وساعدنى أهل الشارع لفعلته تلك، وكان ذلك منذ ما يقرب من ١٠ أعوام.

«سارة».. جزّارة صعيدية فى ضواحى ميلانو الإيطالية
درست السياحة والفنادق فى أكبر الجامعات، وتخرجت فيها، لتجد أبواب العمل ترحب بها فى أفخم وأشهر فنادق بأوروبا، إلا أنها اضطرت للعمل كـ«جزارة» لتساعد والدها، بعد أن تغلبت على طبيعة الأنثى، وألقت برقتها جانبًا، لتعايش الظروف الأسرية.
هى «سارة محمد» ٢٧ عامًا، الابنة الوحيدة لأبوين من صعيد مصر، من محافظة قنا، خريجة سياحة وفنادق، تقيم مع أسرتها بمدينة ميلانو بدولة إيطاليا، كانت تعمل بمكتب استيراد وتصدير، وعملت بمدرسة «تقدم وجبات تغذية للأطفال بالمدارس»، اضطرت للعمل بالجزارة لمساعدة والدها، وتقول سارة: «وقتما كنت أعمل بالاستيراد والتصدير، اشترى والدى محلًا للجزارة بمدينة ميلانو، وطلب منى أن أعمل فى الحسابات بدلًا من العمل لدى الأغراب قائلا لي: دا مشروعنا الخاص أحسن من الشغل عند الأغراب ولازم تكبريه بنفسك».
وأشارت «سارة»: «محلات الجزارة بإيطاليا تبيع مواد غذائية أخرى إلى جانب اللحوم، وكان تعاملى فى هذا الجانب بعيدًا عن شغل الجزارة».
وتستكمل قائلة: «بعد عملى فى الحسابات لمدة عام، اضطررت للعمل «كجزّارة» بالمحل، لظروف مرض والدى المفاجئة، لكن عائلتى فى الصعيد كانت ترفض وبشدة عملى فى الجزارة، ومبدؤهم أن البنت ملهاش غير بيتها، كما أن عادات وتقاليد الصعايدة تستنكر مهنة الجزارة للفتيات».

«نهى».. تعمل بصيانة الأجهزة الكهربائية لتساعد زوجها
اعتدنا فى مجتمعنا المصري، على أن هناك أعمالًا تقتصر ممارستها على الرجال فقط، بسبب مشقتها على النساء، وأحيانا قد يتعجب الكثير من ممارسة النساء لمهنة ذكورية، لاختلاطها بالرجال، أو بسبب عقيدة المجتمع التى ترفض تقليد المرأة دور الرجل، حتى لو كانت لديها القدرة على ذلك، ولكن النساء اللائى مارسن مثل هذه المهن، كانت لهن أسباب دفعتهن لممارسة تلك الأعمال الذكورية.
نهى محمد، ٣٥ سنة، من قرية النكارية بالزقازيق بمحافظة الشرقية، حاصلة على دبلوم صنايع، متزوجة وأم لطفل عمره ١٤ عاما، لديها محل لصيانة الأجهزة الكهربائية كالغسالة والخلاط وغلايات الشاي، وتقوم بصيانة الأجهزة بنفسها دون مساعدة أحد.
وتقول «نهى» إنها تزوجت منذ ١٥ سنة، وزوجها يعمل بصيانة الخلاطات والغسالات بمحل بمدينة الزقازيق، ومن وقت لآخر كان الجيران يلجأون له لصيانة أجهزتهم، مما دفعه لاستئجار محل بجوار مسكنهم، لاستقبال الزبائن فيه.
واستكملت: «أنجبنا عبدالرحمن، ابننا الوحيد، وزادت المصاريف، ففكرت بالعمل لزيادة الدخل لتخفيف العبء عن زوجي، ولم أكن أفضل العمل بمصنع أو شركة، ولما كان لدى الاستعداد للعمل بالصيانة، شجعت زوجى على تعليمى المهنة».
وتقول «نهى»: «فى البداية كنت أساعد زوجى فى المحل المجاور لمنزلنا لمدة ساعتين يوميا آخر النهار، وذلك بعد إنهاء عمله فى المحل الآخر الذى يعمل به بالمدينة، إلى أن احترفت الصيانة، فاعتمد زوجى عليّ وترك لى المحل».
وأضافت: «اعترض أهلى فى البداية على فكرة وقوفى فى المحل معتبرين أن الصيانة تقتصر على الرجال، وربما ينتقدنى أهل القرية»، وعلقت قائلة: «الشغل مش عيب، وفيها إيه أشيل عن زوجى نص الهم، العيشة غالية وكل حاجة بقت نار، وبكسب من حلال يبقى إللى يعترض يعترض بقي، ما دمت أنا صح».
وتضيف «نهى»: «أنا ربة منزل وأم، وأنهى أعمال المنزل مبكرًا لأفتح المحل وأبدأ اليوم من أوله، لأن الرزق بيفتح الصبح»، وقالت بنبرة رضا: «إحنا هنعوز إيه غير الستر».

«أم باسم».. «أشطر سباكى القلعة» تتفوق على الرجال
٦٢ عاما هى سنوات عمر تلك السيدة التى تحدت التقاليد، ونافست الرجال فى مهنة كانت مقتصرة دوما عليهم، اسمها بالكامل سهام حسين مغازى والشهرة «أم باسم» أشهر سباكة فى حى القلعة وسوق السلاح.
البداية كانت من الصغر، فبعد وفاة والدها تولت مسئولية أخواتها، لذلك عملت فى مهن كثيرة حتى زواجها لتتفرغ للبيت والأسرة، لكنها انفصلت عن الزوج من ١٢ عاما تقريبا، وهى فى السابعة والأربعين من عمرها، تركها دون مصدر دخل، ولديه ٣ أبناء.. فماذا فعلت؟
تقول «أم باسم»: «قررت أن أخلق لنفسى عملًا وأتعلم صنعة، لمواجهة صعوبات الحياة وتربية أبنائي، وفكرت أن ألتحق بدورة لتعلم مهنة الخياطة، لتساعدنى على مواجهة تكاليف الحياة، ولم أجد حيث كانت الدورة المتاحة وقتذاك لتعلم مهنة السباكة»، وتضيف: «المسئول عن الدورة رفض فى البداية بحجة أن الملتحقين بالدورة رجال، إلا أنى أصررت، وتم قبولى فى الدورة وتخرجت منها بترتيب الأول على كل الرجال، ونزلت إلى سوق العمل، ولم أهتم بالنظرات المندهشة وتعليقات الجميع، وواجهت تحديات كثيرة حتى على مستوى الأسرة، حيث رفض أولادى فى البداية عملى فى مهنة السباكة، ومنهم من هددنى أنه سيغير اسمه لو عملت بها، بل وهددتنى ابنتى بالانتحار، ولم تقف معى سوى ابنتى الكبرى بسنت التى وقفت بجوارى خاصة أن والدها تركنا دون عائل نعتمد عليه».
ومع الوقت كما تقول «أم باسم» بدأت الأمور تتغير، وبدأ الزبائن يطلبونها بالاسم، وعرف الأبناء أن العمل الشريف لا يعيب صاحبه، وتمكنت بفضل عملها من تزويج أولادها وأصبح لها من الأحفاد ١٠، وعن أغرب المواقف التى تعرضت لها خلال رحلة عملها تقول: «كنت أسير بالصدفة فى شارع، وكان هناك رجل يبحث عن سباك لتصليح بعض الأشياء فى شقته، ورشحنى الجيران له فاستغرب، لكنه قبل فى النهاية، وذهبت معه إلى شقته، وهناك حاصرتنى نظرات الاستغراب من أولاده، لكن زوجته رحبت بى وقالت لى جملة لا أستطيع أن أنساها أبدا «ينصر دينك»، وتمكنت من إصلاح كل ما طلبوه منى»، مضيفة: «إن الأصعب الذى واجهته، الشائعات التى كان يطلقها السباكون الرجال، وتتهمها بعدم الكفاءة، إلا أنها تمكنت من تغيير نظرة الكل، لأنها كما تقول لم تعتبر عملها يوما شيئا تخجل منه، بل على العكس المهنة التى أكسبتها شهرة «أشطر سباكي القلعة» وجعلتها مثل النار على علم فى سوق السلاح».

«سناء غريب».. أول «أسطى ميكروباص» بالصعيد: «أهلى قاطعونى بسبب شغلى»
«أهلى قاطعونى بسبب شغلى، وأنا معنديش حاجة تانية آكل منها عيش»، هكذا بدأت سناء غريب، من مواليد محافظة قنا، ٥٦ عاما، والتى عُرفت بأول سائق ميكروباص فى الصعيد، حديثها لـ«البوابة»، مُتحدية كافة العقبات والأعراف الصعيدية التى تمنع عمل المرأة.
«سناء» والتى تعمل سائق ميكروباص على خط «قنا – نجع حمادى»، كشفت أنها قبل أن تعمل فى مهنة السواقة كانت تقوم بقيادة جرار زراعى لمساعدة والدها فى الحصول على قوت يومه، وهو ما واجه أيضًا بعض النقد فى البداية من الأهل والجيران، وبعد وفاة الوالد وزواجها بدأت الحكاية، حكاية «سناء» لتضرب مثلا حيا فى التحدى والكفاح بحثًا عن لقمة العيش.
وتقول «سناء»: «فى البداية كُنت ربة منزل وميسورة الحال، حتى توفى زوجى منذ ثلاثة أعوام، ولم يكن لى مصدر دخل غير «الميكروباص»، فقررت إنى أشتغل عليه عشان أربى أولادى، وكل الناس هاجمتنى واعتبرت أن شغلى فضيحة، ولكننى تحديت كل الظروف والحمد لله قدرت أكمل فى الشغلانة الصعبة دى رغم كل المشاكل اللى قابلتنى».
وتضيف «سناء»، فى الأساس أنا أشتغلت مع والدى على جرار زراعى من ١٠ سنوات وكنت أرعاه فى مرضه حتى توفى فى عام ٢٠٠٧، يعنى أنا ست واخدة على الشقا والتعب، إحنا فى الصعيد حياتنا مش سهلة، والناس كلها كانت تعتبرنى حاجة شاذة، لكن أنا عاوزة أربى ولادى والحمد لله هما فخورين بيا، أنا اشتغلت عشان محدش يتحكم فى ولادى وعشان أربيهم صح، والحمد لله عندى ٥ أولاد وكلهم فى مراحل تعليم مختلفة ويفتخر بيهم وهما كمان يفتخروا بيا».
وأكملت حديثها قائلة: «مهنة السواقة صعبة والناس مابترحمش عاوزة قلب جامد يقدر يستحمل الشارع وبلاويه، وأكتر حاجة صعبة ممكن أتعرض ليها التعامل مع الزباين فى الموقف»، قائلة: «دخول الموقف مش سهل».
وعن تكريم المحافظ لها قالت «نهى»: إن محافظ قنا، اللواء عبد الحميد الهجان، هو الوحيد الذى كرمها فى يوم الرائدات الريفيات وأعطاها ١٠٠٠ جنية فقط، وأن السيدة عنايات السيد، المقررة السابقة للمجلس القومى بقنا، والمهندسة إيمان محمد وكيل وزارة الزراعة السابقة حصلا على شهادات تقدير ومكافآت مادية وصلت لـ٥٠٠٠ جنيه تقديرا لهما، وأنها لم تنل من المجلس أى تقدير.
وطالبت «نهى» محافظ قنا بتوفير سكن لها ولأبنائها حيث إنها تقيم فى شقة بالإيجار، وصاحب المنزل يهددها كل يوم بالخروج منها.

«دعاء».. شعارها «الشغل مش عيب وأحسن من الشحاتة»
يظهر معدن المرأة المصرية دائمًا فى الشدائد، وصعيد مصر يقدم كل يوم نماذج لـ«الست الجدعة» التى تتحمل الصعاب من أجل كسب رزقها بالحلال.
دعاء سامي، الأسوانية، صاحبة البشرة السمراء الجميلة، وجدت نفسها فى ظروف اقتصادية سيئة، وهى أم لثلاثة أطفال، ولا تمتلك غير سيارة «سوزوكي» صغيرة، وعادات صعيدية تمنع المرأة من العمل فى أعمال تعارف خاصة بالرجال فقط، لكنها كسرت هذه القيود وأبت الانصياع لقسوة الزمن، وحولت هذه السيارة إلى مصدر رزق خاص بها وأطفالها على غرار شركات «أوبر، وكريم».
وتقول «دعاء»: «إن التاكسي بمحافظة أسوان رفع الأجرة بطريقة مبالغ فيها، على الرغم من صعوبة المعيشة وارتفاع الأسعار، ففكرت أن أحول سيارتى لأجرة ولكن بطريقة مختلفة، حيث إننى لا أتعامل إلا مع السيدات فقط، وأخفض الأجرة بمقدار ١٠ جنيهات على الأقل عن السيارات الأجرة الأخرى، بالإضافة إلى أننى أعمل على طريقة شركات «أوبر، وكريم» الشهيرة، فأنا أعمل بالموبايل».
وأضافت «دعاء»، الحاصلة على دبلوم تجارة، أنها أخذت شهرة كبيرة فى أسوان بسبب السيدات اللاتى يركبن معها، حيث نشرن قصتها على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، وهو الأمر الذى حقق لها دعاية كبيرة وفتح لها باب رزق، قائلة «الشغل مش عيب ولا حرام، أيوه معندناش ستات بيشتغلوا على تاكسي، بس الشغل أحسن من إنى أمد إيدى وأشحت من الناس».
لتضرب دعاء أروع الأمثلة للمرأة المصرية الأصيلة، والتى لا تقف عاجزة أمام أى ظرف، ودائمًا ما تكون مصدرًا للفخر والإعجاب، ولتحقق لنفسها عملًا خاصًا يساعدها على مواجهة ظروف الحياة.

«أسماء».. تحارب التحرش بنقل النساء والأطفال فى العاشر من رمضان
لم تكن تتوقع أن تنجح فكرتها بهذه الطريقة، قبل أن تخوض تجربة نسائية من الطراز الأول؛ حيث كونت فريق عمل من ١٤ سيدة، يخدم السيدات والأطفال فقط، كان هدفها الأول منع التحرش بالسيدات ومضايقتهن، إضافة إلى تحقيق ربح بسيط مع مراعاة الحالة الاقتصادية لهن.
هى «أسماء مالك أمين» ٣٠ عاما، تقيم بمدينة العاشر من رمضان، تعمل وكيلًا لأحد مصانع مستحضرات التجميل والملابس والمواد الغذائية بالعاشر من رمضان، وكانت تعتمد على مندوبات لمساعدتها فى العمل، عن طريق نقلهن لمستحضرات التجميل والملابس.
تقول أسماء: «كنت أجد صعوبة فى عملى؛ فقررت الاعتماد على سيارتى الخاصة، للتغلب على ما يعرقل تجارتى بتوفير وسيلة سريعة وآمنة للنقل».
وأضافت: «من هنا جاءت فكرة المشروع، وهو تخصيص سيارات لنقل السيدات فقط والأطفال بطريقة آمنة واقتصادية بتخصيص رقم للاتصال لطلب أوردر توصيل، وكان الهدف هو منع التحرش بالسيدات وحفظ الأطفال من الاختطاف»، وتابعت: «وقررت أن يكون جميع أفراده من السيدات، حيث اعتمدت على ١٤ سيدة أكبرهن ٤٠ عاما، وكلهن صديقاتي، وكل سيدة تعمل بسيارتها الخاصة، ولاقت الفكرة سعادة من سيدات المدينة والفتيات وعبرن عن ذلك بالامتنان لانها وسيلة آمنة ما زاد تمسكى بالمشروع».
وتشير «صاحبة المشروع» إلى أن الفكرة لاقت ترحيبًا من صديقاتى وأزواجهن، وقسمنا العمل علينا بالتساوى فى فترات الصباح والمساء بما يناسب وقتهن، كما أنها طريقة لتحقيق ربح إضافى لتحسين المعيشة لهن.
وتقول أسماء: «نضع لافتات على السيارات أنها خاصة بنقل النساء والأطفال فقط، وقالت نحن سيدات ويجب حماية أنفسنا من أى تعرض للنصب أو السرقة أو الاعتداءات المختلفة، لذا قمت بوضع شروط لتأميننا كسائقات من الزبائن، وهو إظهار البطاقة الشخصية للتحقق من الهوية الشخصية، والتحقق من هويات مرتديات النقاب أيضا».
وقالت «أسماء»: «إنها لاقت مضايقات من السائقين للتاكسيات الأجرة، ولكنها تلاشتها هى وفريق العمل من السائقات، خاصة أنها وجدت دعمًا من العائلات بالمدينة».
وتؤكد أنها ستسعى جاهدة لتطوير المشروع وتوسعته بزيادة عدد السيارات، وتتمنى تعميم الفكرة «النسائية» على مستوى مصر لحماية النساء والأطفال، كما أنها مساعدة لإيجاد دخل اقتصادى للسيدات.