الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا نتسلح؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى وقت يدعو الجميع فيه إلى السلام، لا يتوقف الجميع أيضا عن شراء الأسلحة. هذه حقيقة تؤكدها فواتير الإنفاق على شراء الأسلحة وتطويرها.
قبل سنوات عدة كانت عمليات شراء وبيع الأسلحة فى العالم تتم فى صمت تام، دون أن يعرف أحد عنها شيئا. أما الآن، فإن كل ذلك يجرى فى وضح النهار، وعلى مرأى ومسمع من الأعداء قبل الأصدقاء، بل وتقام من أجله الاحتفالات.
بعض مبررات ذلك، نجدها فى الحرب النفسية بين الدول الأعداء. 
وفى هذا السياق، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن وزارة الأمن الإسرائيلية، عرضت ابتكارات تكنولوجية عدة تم تطويرها فى الصناعات الأمنية وإدارة الأبحاث لتطوير المعدات الحربية والتكنولوجية، وأن بعضًا منها يجرى حاليًا اختباره، فيما يعتبر الآخر تقنيات مستقبلية لا تزال تخضع للتطوير. 
وبدا لافتا أن الصحيفة الإسرائيلية الأكثر شهرة، قد فصلت فى عرض هذه التقنيات العسكرية، فتحدثت عن تجارب تجرى على تفعيل طائرات غير مأهولة (مروحية هجومية صغيرة)، تهدف إلى مساعدة القوات المحاربة وإمدادها بالعتاد، ونشرت وزارة الأمن، أشرطة فيديو توثق لهذه الآليات غير المأهولة، وتظهر فيها المروحية المزودة بسلاح للقنص، وطائرة غير مأهولة قادرة على حمل ١٨٠ كيلوجراما، ومروحية قادرة على حمل ٩٠ كيلوجراما. 
لم تكتف الصحيفة بذلك، بل استعرضت خطة تطوير ما سمّته بالدبابة المستقبلية، التى يمكن أن تحول الدبابة إلى شبح (كطائرات F-٣٥) لا تكشفها رادارات العدو. وبحسب الخطة المستقبلية؛ فإن مجسم الدبابة سيكون «شفافا» بحيث يستطيع طاقمها رؤية ما يحدث من حولهم من دون أن يضطروا للخروج منها. ومن المقرر أن تحمل الدبابة وسائل دفاعية تشبه ما يسمى بنظام «معطف الريح» الذى يجرى استخدامه حاليا فى إسرائيل، وهو عبارة عن رادار يرصد عملية إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات والدروع من مسافة لا تقل عن ٥ كيلومترات، ويقوم بتفجير تلك الصواريخ قبيل إصابتها للدبابة، والهدف، بحسب، رئيس إدارة الأبحاث، دانى جولد، هو «حماية الآليات الأخرى المتواجدة حول الدبابة من نيران الصواريخ، وأن توفر الدبابة دفاعًا لكل القافلة، وقد بدأت عمليات تجربتها».
وفى ختام تقريرها، ذكرت الصحيفة أن عمليات التطوير العسكرية، طالت غواصة غير مأهولة، تقوم بتنفيذ مهام سرية، ومهام تمشيط فى أعماق البحر.
المثير للانتباه هنا أن الصحيفة الإسرائيلية لم تخف بشكل كامل مبررات هذه التحديثات التى طالت أسلحة برية وجوية وبحرية، وأشارت بشكل واضح إلى الأسلحة المتطورة التى تصل إلى الشرق الأوسط مؤخرا، وإلى التقدم التكنولوجى العسكرى الكبير الذى طرأ على العتاد الإيرانى فى السنوات الأخيرة، وقد تصل منتجاته إلى حزب الله وحركة حماس. 
التقارير الصحفية من هذا النوع، عادة ما تسعى وراء أهداف نفسية ودعائية، وإظهار التفوق النوعى الذى تروج له آلة الدعاية الإسرائيلية، مقارنة بدول المنطقة، وهو هدف منشود بغض النظر عن مصداقية هذه التقارير. 
لم يسم التقرير المنشور دولا بعينها فى المنطقة غير إيران، ولكنه، من جهة أخرى، يكشف عن أهمية ما جرى من عمليات تحديث مخططة لعتاد قواتنا المسلحة البرية والبحرية والجوية فى السنوات الأخيرة.