الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

توماس هازل المرشح الألماني المستقل في حواره لـ"البوابة نيوز": : أعمل بمفردى دون تمويلات من أحد.. إحباط الناخبين من سياسات الحكومة والمعارضة دفعنى للترشح

توماس هازل، الترشح
توماس هازل، الترشح للانتخابات البرلمانية كمستقل،
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقضى أغلب أوقاتى فى توزيع ملصقاتى الدعائية على الناخبين

بعد أن سأم السياسة الألمانية واحتكار الأحزاب للعمل السياسي، قرر الصحفي الوثائقي فى قناة دويتش فيلله الألمانية، توماس هازل، الترشح للانتخابات البرلمانية كمستقل، عن أحد الدوائر الانتخابية فى العاصمة الألمانية برلين، غير منتمٍ لأى من الأحزاب الكبري المسيطرة على السياسة سواء فى الائتلاف الحكومى أو المعارضة.
ويقول هازل فى حديث لـ"البوابة " من برلين، إنه مؤمن بزيادة عدم الثقة لدى قطاع واسع من المواطنين الألمان تجاه سياسات الحكومة الحالية، التى تسيطر عليها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، منذ أكثر من 12 عامًا، كما أنه هناك عدم ثقة كذلك فى سياسات الأحزاب الكبري فى ألمانيا لابتعادها عن قضايا الشارع الألماني والمواطنين البسطاء، ومن ثم جاء قراره الترشح للانتخابات رغم علمه المسبق بتضاؤل فرصه أمام المرشحين المنتمين للأحزاب، إلا أنه قرر أن يبحث عن اتجاه جديد يعمل من خلاله على تعزيز قيم العمل السياسي الفردي...وإلى نص الحوار:
لماذا تقدمت للترشيح للانتخابات البرلمانية؟
فى بادئ الأمر نصحني المحيطون بي والمقربون مني عدم خوض الانتخابات بشكل مستقل، نظرا لأننى لا امتلك من التمويل والدعم الحزبي الكافي لخوض مثل تلك الانتخابات الصعبة والشاقة والطويلة، إلا أننى قررت المضي قدما فى طريقي، وطرق أبواب ساكني دائرتي الانتخابية فى برلين لجمع 200 توقيع للتقدم للهيئة الانتخابية بأوراقي، ومن ثم خوض الانتخابات بشكل مستقل.
ولماذا إذا قرار خوض الانتخابات مع العلم أنها لن تكون فى صالحك ؟
دعنى أخبرك أمرًا في البداية، أنني وبدعم مجموعة صغيرة من المتطوعين أقوم بتوزيع الدعاية الانتخابية على الناخبين فى دائرتي، ولمست خلال لقاء العديد من هؤلاء المواطنين أن أغلبهم لم يقرر أيا من المرشحين سوف يعطونهم صوتهم في الانتخابات، المقررة فى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وأن هذا الأمر نبع بالأساس من الفجوة التى باتت متسعة فىي المجتمع الألماني بين السياسيين والمواطنين، ومن ثم ابتعاد السياسيين الألمان عن القضايا الحقيقية للمواطن، ولا سيما أصحاب الدخول الصغيرة المتوسطة في ظل ارتفاع الضرائب.
وبالرغم من ترجيح أغلب استطلاعات الرأي، وكذلك قناعاتى الشخصية بفوز المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بولاية رابعة لمدة أربع سنوات، فإننى أؤكد لك أنه من خلال حديثي مع المواطنين فى المنطقة التى أقطنها، فإن أغلبهم لم يعد سعيدا بسياسات المستشارة ميركل، ولم يكونوا واثقين أيضا فى سياسات الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة. 
وماذا عن تخوفاتك الشخصية تجاه هذه الانتخابات؟
بالتأكيد تكمن تخوفاتي بالأساس فى إمكانية استمرار الحكومة الألمانية بقيادة ميركل خلال السنوات الأربع المقبلة فى تعزيز "دولة الأمن" على حساب دولة القانون والحريات، بسبب تزايد المخاوف بشأن مزيد من الهجمات الإرهابية المحتملة، واحتمالات انعكاس ذلك على الحريات الأساسية للمواطنين وشكل الديمقراطية الألمانية.
كذلك أتخوف من استمرار عمل الحكومة الألمانية والسياسيين على توسيع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، والتركيز على مصالح الأغنياء، فهذا أمر بات ظاهرا للعيان فى المجتمع الألماني، ومن ثم على الجميع الالتفات بصورة أكبر وأسرع لتطبيق قيم العدالة الاجتماعية، لتخفيف الضغط والأعباء الضريبة من على كاهل أصحاب الدخول الصغيرة والمتوسطة.
كما أننى أصبحت مؤمنًا بأن الحكومة الألمانية لم تعد تحرز تقدما فى طريق الاعتماد على الطاقة المتجددة والنظيفة، بدلا من مصادر الطاقة التقليدية، ومن ثم على الحكومة أن تنظر مجددا فى تغيير النظام الاقتصادي، للتخلص من الاعتماد على الغاز والبترول، وهذا الأمر لن يحدث فى يوم وليلة، بل سيتطلب فترة طويلة من الزمن من أجل تحقيقه، لذا فإن قضايا التغير المناخي لن يمكن مواجهتها فى الوقت الراهن.
وماذا عن التخوفات على صعيد نتائج الانتخابات المتوقعة؟
تكمن بالأساس أبرز تخوفاتى فى استمرار صعود اليمين المتطرف متمثلا فى حزب البديل الألماني، فهذا الحزب لا يزال يروج لأفكار عنصرية تعادي بشكل واضح الأجانب والمهاجرين إلى ألمانيا، ومن ثم فإن استمرار صعوده يعد أكبر المخاطر على المجتمع الألماني، وكذلك على ثقافة التعايش السلمي المشترك.
أين تقع قضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى برنامجك الانتخابي؟ 
اعتقد أن أوجه التعاون بين ألمانيا ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يجب ألا يقتصر على جانبه الأمني والعسكري، أو حتى إمدادات الطاقة والتبادل التجاري. وأنا لدي حلم أن يصل التعاون بين الأوروبيين ودول الجوار المتوسطي إلى درجة الشمول وتبادل القيم والخبرات، والتركيز على المرتكزات الإنسانية وقيم الحرية.
كما أن على ألمانيا بذل المزيد من الجهد من أجل المساهمة فى إيقاف العنف المستشري فى بلدان الشرق الأوسط، والمساهمة فى حل مثل هذه الصراعات، حيث تمتلك ألمانيا قدرات كبيرة تمكنها من لعب دور إيجابي وقوي فى هذا الاتجاه، وذلك عبر تشجيع الديمقراطيات واللجوء للحلول السلمية بدلا من الحلول العسكرية.
وأعتقد أن أغلب المشاكل التى تواجهها بلدان المنطقة ستجد طريقها إلى الحل بتحقيق العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية، وبناء تعاون فعال وعادل بين تلك الدول والقوي الرئيسة فى أوروبا والعالم دون اللجوء إلى استغلال موارد تلك البلدان. وهذا ما ينبغي القيام به من قبل السياسيين والإعلاميين والصحفيين فى كل تلك البلدان الأوروبية والشرق أوسطية. ففقط الحقيقة ستكون أقصر الطرق لحل مشاكل المنطقة.
وماذا عن خطتك المستقبلة فى حال عدم فوزك فى الانتخابات البرلمانية؟
سأستمر فى مشروعى الذي بدأته، وهو العمل على الأرض مع المواطنين لتطوير مشروعات تمكين المواطنين وزيادة مشاركتهم فى السياسة الألمانية، وذلك انطلاقا من القواعد الانتخابية الحقيقية.