الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أحمد رجب.. "1/2 كلمة" لا توفّيه حقه

أحمد رجب
أحمد رجب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في صباح يوم الجمعة 12 سبتمبر عام 2014، تلقى جمهور الكاتب أحمد رجب خبر وفاته، وكان قد توقف واستأذن جمهوره، لأخذ إجازته السنوية، ولكنه لم يعلم أنه كان يودع كل محبيه.
ولد رجب فى 20 نوفمبر 1928، وحصل على ليسانس الحقوق، وبدأت موهبة رجب الصحفية مع مجلة "أخبار الجامعة" التي أصدرها مع زملائه أثناء الدراسة، وتعرف خلالها على الشقيقين علي ومصطفى أمين.
عمل "رجب" في مكتب أخبار اليوم في الإسكندرية، ثم انتقل إلى القاهرة، وتولى سكرتارية التحرير واكتشف على ومصطفى أمين مواهبه، ووقعت حينئذ الكثير من الخلافات بينه وبين على أمين بسبب هجومه على بعض السياسيين.
1/2 كلمة
كان لـ"رجب" مقال ثابت يوميا فى جريدة الأخبار بعنوان "نصف كلمة"، وقرر أن يختلف عن غيره من الصحفيين والكتاب؛ فاختار ألا يتحدث كثيرًا ولا يكتب كثيرًا، لكنه يبعث رسائل كثيرة ويطرح قضايا ومشكلات مجتمعية ومواقف ربما لم تكن تلفت أنظارنا سواء فى مقاله اليومى، أو مؤلفاته، وأشهرها: "الحب وسنينه"،"ضربة فى قلبك"،"كلام فارغ".
شارك "رجب" بأفكاره مع صديق عمره "مصطفى حسين" برسوماته، وكانت أعمالهما سويا في الصفحة الأخيرة لجريدة أخبار اليوم تساهم في إخراج الضحكات من قلوب قرائهما بشخصيات ساخرة ابتكرها رجب من وحى خياله، ورسمها حسين بريشته المميزة، وأخرجا "عزيز بك الأليت، الكحيت، كمبورة، عبده مشتاق، فلاح كفر الهنادوة"، وغيرها من الشخصيات، التى ابتكراها على صفحات الجريدة، بالإضافة لمسلسلهما الذى كان يذاع فى رمضان فى الثمانينات "ناس وناس".
الغريب أن "رجب" لحق بصديقه مصطفى حسين، الذي وافته المنية قبله بشهر وتحديدا في 16 أغسطس، ليودعان قراءهما في سنة واحدة.
مواقفه السياسية
كان "رجب" على أتم الرضا باختيار الرئيس عبدالفتاح السيسي لحكم مصر، حيث كتب في «1/2 كلمة»، وفي أحد مقالاته كتب معلقا: "عزيزي الرئيس السيسي نحن لا نهنئك بنا ولكننا نهنئ أنفسنا بك، نحن نعرف أننا سوف نتعبك، ونعذبك، ونسبب لك كثيرا من الحيرة، فنحن نبدو كأسئلة بلا أجوبة، وقد نكف بجوارك عن الأنين عن أصوات الاستغاثة، وقد يكون عزاؤنا أن أخيرا أصبح لنا ابتسامة، فأنت ابتسامتنا".
وكان من أشد المدافعين عن السيسي ولم يكن يتقبل النقد بشأنه، فكتب ذات مرة في "1/2 كلمة: "إلا السيسي.. "، دون زيادة أو نقصان.
آخر ما كتبه في 1/2 كلمة
جاءت آخر "1/2 كلمة" للراحل كالتالي: "تسع سنوات استمر الموبايل فى الخدمة حتى أدركته الشيخوخة، واشتروا لى تليفونا مليئًا بالأزرار، هذا زر للقاموس، وهذا زر للعمليات الحسابية، وهذا زر لتكييف الهواء، وهذا زر لخرط الملوخية، وهذا زر دورة المياه، وهذا للسيفون، وأعداد لا تنتهى من الأزرار، أما الكلام فى التليفون فهو مشكلة المشاكل، الصوت بعيد جدا من يريد الاتصال بى لابد أن يتوافر عنده صبر أيوب".
رسالة وداع لجمهوره
كتب رجب في «1/2 كلمة»، بعيدًا عن سطوره الساخرة، رسالة وداع للشعب المصري، متوقعًا تلك اللحظة، بقوله: «الآن يا مصر أموت مطمئنا عليك، وعلى أهلي المصريين، إني لا أوصي حاكما صالحا بأهلي، ولكن أوصيكم بحاكم ندر وجوده على الزمان وقال "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".