حصان من خشب، وعربة حنطور ملونة تزينها الورود، وغيرها من الأنتيكات يصنعها «صيام» صاحب الـ٥٠ عاما على الرصيف من أبسط الأشياء، فبعد أن أغلقت مهنة الحنطور أبوابها أمام الكثيرين من سائقيها ولم تعد المهنة ذات مكسب مغرى، قرر صيام أن يُغيير المجال ليتحول إلى فنان تشكيلى يصنع التحف والأنتيكات البسيطة، ليبيعها لزبائنه من أهالى سوهاج.
فى البداية يقول: «فى الأساس كنت سائق حنطور، لكن بعد ما الشغلانة وقفت ومبقتش بتأكل عيش، قررت تركها»، لم ينس «صيام» مهنته القديمة ولكنه استوحى منها أفكارا أخرى للعمل ومصدرا للرزق.. وكما يقولون «كتر الحزن يعلم البكا».. فصيام كان يذهب لصانعى عربات الحنطور الكبيرة، وكان يشاهدهم وهم يصنعونها، ومن محاكاة الأمر ولضيق ذات اليد كان فى أوقات الراحة من الشقاء يصنع حنطورا خشبيا لأولاده.. للعب به، بعد فترة توسع الأمر لأبناء الجيران، شاهده المحيطون وحاولوا تشجعيه لكى يبدأ بعدها «صيام» فى صناعة العربات الحنطور وبيعها لزبائنه كجزء من الديكور.
يحكى صيام عن أنتيكاته قائلا: «كانت تكلفة العربة لا تتعدى الـ٦٠ جنيها وكنت أبيعها بمكسب جيد، لكنها الآن تتكلف الكثير، ففقط أصبحت العجلات الصغيرة بـ٦٠ جنيها، وأبيع الواحدة منها بحسب الحجم فمنها ما يتكلف ٤٠٠ ومنها ما يتكلف ٥٠٠ حسب الطلب».