الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ديل الكلب عمره ما يتعدل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا نعرف نحن الصعايدة اللف والدوران، ولا نحبه ولا نحب من يقوم به، هى عادة منبوذة وقميئة، ومعروف عنا - إحنا الصعايدة - وأنا واحد منهم حب الطريق المستقيم، وغير معروف ولم يضبط صعيدى متلبسًا بكلام دبلوماسى يقوله.
أقول هذا فى ضوء ما أعلنت عنه السعودية بتعطيل أى تواصل مع قطر بشأن الأزمة الخليجية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة شهور، فالمملكة اتهمت الدوحة بتحريف الحقائق، بما لا يعزز بناء الثقة المطلوبة للحوار، وجاءت هذه الخطوة بعد اتصال الأزمة بين تميم، والأمير محمد بن سلمان، ولى العهد السعودي. المثير للضحك والشفقة فى نفس الوقت، أن هذه المحاولات الصبيانية من جانب النظام القطرى لن تخدع أحدًا، إذ إن التاريخ الأسود للنظام القطرى فى نقض العهود والمواثيق معلوم للجميع، وما حدث من تميم وصبيانه، يثبت - بما لا يدع مجالًا للشك - أن تنظيم الحمدين يعمل بالمثل القائل «ديل الكلب عمره ما يتعدل». ومن هذا المنطلق، أعتبر أن أمير وحكومة دويلة قطر ليس لديهم من سبيل سوى اللف والدوران، وبصراحة مللنا من تحركاتها الملتوية تجاه حل أزمتها مع الدول الأربع التى تعانى من دعمها للإرهاب، وبصراحة أكثر قطر لن تسير فى طريق المصالحة مع هذه الدول. فدويلة قطر التى تواجه أزمة دبلوماسية فرضت عليها عزلة عن دول جوارها، استحدثت برنامجًا للسماح لمواطنى ثمانين دولة بالدخول إلى أراضيها دون تأشيرة، فى محاولة لتنشيط الطيران والسياحة، وهذه هى طريقة الدويلة فى حل أزمتها، فهى تحب السير فى الطرق الملتوية لحل مشاكلها، ومن تعود على السير فى هذه الدروب، لن يستطيع السير فى الطرق المستقيمة حتى انضمت الإبل والأغنام القطرية لقائمة المتضررين من الأزمة الخليجية، إذ قررت السعودية إعادة الآلاف من الإبل المملوكة لقطريين إلى الدوحة، ضمن الإجراءات العقابية التى تتخذها ضد قطر، فقطعان كبيرة من الإبل غادرت السعودية إلى قطر، بعد أن كانت ترعى فى مراعى السعودية مجانًا وبلا قيود، ويبدو أن الخطوة السعودية ستضع مالكى الإبل والأغنام القطريين فى مشكلة لإيجاد أماكن تستوعب الأعداد الهائلة العائدة فى ظل ندرة المراعى فى قطر. الدول الأربع قطعت العلاقات الدبلوماسية وروابط النقل مع قطر بعد الدور السلبى الذى تقوم به قطر فى المنطقة - الآن فهمت لماذا فتحت حدودها لمواطنى ٨٠ دولة لدخولها بدون تأشيرة. عزيزى القارئ أرجع إلى الوراء - ليس كثيرا - عندما وقع وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، ونظيره القطري، خالد العطية، اتفاقا قيمته ١٢ مليار دولار أمريكى لبيع طائرات مقاتلة من طراز إف-١٥، لقطر بحسب ما ذكرته وزارة الدفاع الأمريكية التى لم تفصح عن أى تفاصيل أخرى عن الاتفاق، لكن «بلومبيرج» أفادت بأن الاتفاق يشمل نحو ٣٦ طائرة حربية - ليس هذا كافيًا - فقد صدقت وزارة الخارجية الأمريكية العام الماضى على بيع ٧٢ طائرة من طراز إف ١٥ النسر الضارب لقطر، وبلغت قيمة الصفقة حوالى ٢١ مليار دولار. تمت الصفقة على الرغم من انتقاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لقطر فى الآونة الأخيرة واتهامه لها بدعم الإرهاب، بل اتهمها ونعتها براعٍ «على مستوى عالٍ» للإرهاب.
عزيزى القارئ هل وضعت يدك على رأسك أم ضربت رأسك بكفك وفهمت سر الموقف الأمريكي، وكيف يحاول الجانب القطرى إخراج الكويت من الوساطة، ويراهن على انقسام الموقف الأمريكى أو شرائه، والموقف الغربي، كما يحاول شراء الوقت، أملا فى تغيير الموقف الأمريكى والغربي. الحل سهل والطريق ممهد لو أراد من يحكم قطر، لا تفهم خطأ، فأنا لم أقصد بذلك الحمدين، فهم المؤدون لدور الحاكم فى المسرحية - انفراج الأزمة مع الدوحة مرهون بامتثالها لمطالب الدول الأربع التى عانت وما زالت من التمويل القطرى للإرهاب فى بلادهم، بل والأهم هو استعداد الدول الأربع للحوار مع قطر شريطة تنفيذ الدوحة لجميع التزاماتها فى «مكافحة الإرهاب ووقف سياساتها الهدامة فى المنطقة». 
ومضت وتمضى قطر فى طريقها الذى اختارته مع أن الرسالة واضحة تمامًا، إذا أرادت قطر أن تعود العلاقات وترفع المقاطعة وتفتح الحدود والمجال الجوي، ما عليها إلا تنفيذ ما أقره أميرها بخط يده فى اتفاق الرياض عام ٢٠١٤. لا بد أن يدرك هذا الأمير أن العقوبات هى مجرد بداية، وهناك عقوبات أشد، والارتماء فى الحضن التركى لن يكون حلًا، ولن يتم السماح لقطر بتفجير الموقف داخل الخليج، وإذا تم إجبار الغرب على الاختيار بين الدول العربية وقطر، فإن الاختيار واضح.