الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هوامش فنية حول حفل «البريكس»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تابعنا بفخر وأمل واعتزاز زيارة الرئيس السيسى إلى الصين للمرة الرابعة منذ توليه، والتى جاءت للمشاركة فى القمة التاسعة لتجمع «البريكس»، هذا التجمع الاقتصادى الضخم الذى يتخذ مسماه من الحروف الأولى لأسماء الدول الأعضاء فيه باللغة الإنجليزية، وهى: «البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب إفريقيا»، والذى ستمكنه قوته الاقتصادية من المشاركة فى رسم السياسة العالمية، والقضاء على سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم، وعلى هامش القمة أقامت الصين حفلًا فنيًا ضخمًا حضره المشاركون، وعلى رأسهم الرئيس السيسى والسيدة قرينته، كان الحفل مبهرًا بكل المقاييس، يبرز ما وصلت إليه الصين من تقدم ورقى فى الإنسان قبل البنيان، وفى البشر قبل الحجر، ودليل على أنه لا يمكن أن تتقدم أمة وتصعد، إلا والفن والثقافة يقودان المسيرة، فقد كان الحفل مزيجا بديعا من جميع الفنون، تتناغم فيه فنون الأداء وإبهار الصورة والوسائط الإلكترونية المتعددة، لوحات مختلفة ومتنوعة ما بين الفنون العالمية والشعبية، لراقصين وعازفين يأخذوننا فى رحلة خيالية بين الماضى والحاضر، وتشاركهم الصور المعروضة على شاشة العرض الضخمة على المسرح، والتى يتم انتقاؤها بدقة شديدة، مع استخدام الألوان ومدلولاتها، واستخدام الإضاءة بحرفية عالية، مع الملابس المصممة والمصنوعة بإتقان، واللياقة البدنية العالية التى يتمتع بها الراقصون، فنراهم كوحدة واحدة يحاكون الصورة بالرقص الحى، والموسيقى الرائعة التى يؤديها الأوركسترا السيمفونى بأعلى قدر من الاحترافية، فتجعل القلوب تتراقص معهم، بالإضافة للمهارة الفائقة للعازفين والمغنين، صور تبرز جمال الطبيعة ولا تغفل أهمية العامل البشرى، فتنقلنا من التراث والحضارة إلى الحداثة والمعاصرة، ولا تتغافل أهمية العمل والحرف الفنية المختلفة، دقائق عشنا فيها متعة فائقة ونقلتنا إلى أجواء الصين، وأظهرت حضارتها وعراقتها فى أبهى الصور، ولكن هل بعد أن شاهد الرئيس هذا العرض الرائع لم يحزن على أحوالنا الفنية والثقافية؟! ألم يخجل المسئولون فى مصر من أنفسهم؟! ربما يتحججون بضعف الإمكانيات ولكن الواقع أن احتفالاتنا تتكلف مبالغ طائلة، ولكن دون طائل!!، لأن المشكلة الحقيقية هى عجز الأفكار، ومحدودية الأفق، وعقلية الموظف النمطى الذى لا يهتم بالإبداع والابتكار، والتى تجعل الكثير من مسئولينا لا يهمهم سوى كيفية الصمود على الكرسى لأكبر وقت ممكن، وإرضاء من يعتبرونهم أولى النعم أملًا فى التصعيد لمناصب أكبر، بغض النظر عن الرسالة الحقيقية، وتقديم ما تستحقه مصر الدولة ذات الحضارة والعراقة مهد التاريخ وأم الحضارات، والمؤسف أن لدينا من الطاقات البشرية والفنانين المحترفين فى جميع المجالات ما يمكننا من إبهار العالم كله، ولكنها طاقات معطلة وعاجزة لا تجد مكانا لممارسة ما تعلمته، بسبب قيادات وعقليات عقيمة توقف فكرها حتى القرن قبل الماضى، لا يدركون إمكانياتنا، وليس لديهم سوى التكرار، والبحث فى أوراق الماضى، أقزام فى علمهم ومواهبهم فيعشقون استخدام أسماء مبدعى الماضى، لأنهم يخشون من مبدعى الحاضر، فيئدون مواهبهم وطاقاتهم، حتى أصبح الكثيرون يعتقدون أننا فقدنا المبدعين، وأن مصر قد عقمت، فيا ليتهم حافظوا علينا فى حالة الجمود التى أصابتنا، ولكنهم يأخذوننا سريعا إلى أسفل سافلين، فالحالة الثقافية والفنية المتردية التى وصلنا إليها لا تخفي على أحد، ولكن قبل أن تحملوا المسئولية للمبدعين حاسبوا من وليتموهم أحوال الفن والثقافة فى بلدنا.