الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هنا بورما مقبرة الضمير العالمي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حد يفهمنا معلش ثقافتى على أدى ومش فاهمة وعايزة حد يفهمنى وأكيد فى ناس كتير مثل حالاتى مش فاهمين إيه اللى بيحصل فى بلدنا وعايزين حبايبنا من ذوى الخبرة والعقول النابغة والمسئولين اللى أصبحوا غير مسئولين عن اللى بيتقال بين الناس ومش فاهيمونا يفهمونا.
حد يفهمنا إيه اللى بيحصل فى بورما؟ ولماذا قُتل الضمير العالمى هناك بعد عجزه عن إغاثة المسلمين وتوفير حمايتهم ضد حرب الإبادة وحملة التطهير العرقى بمباركة السلطات البورمية والجيش (ملحوظة اللى بيحصل ده من سنين فمنذ ٢٠١٢، والأحداث دامية بين والمسلمين والبوذيين بكل أنواع العذاب والتنكيل بهم من حرق ونحر وقتل واغتصاب النساء وذبح الأطفال)، (وأنا عاملة نفسى نايمة) والعالم كله عامل نايم.. حد يفهمنا مأساة بورما منذ أكثر من ٥ سنوات والأحداث تتفاقم والعالم يصمت أمام تلك الجريمة القذرة فى حق الأقلية المسلمة وقد أشار سفير مسلمى بورما الدكتور عمرو فاروق، فى ندوة باليوم السابع إلى مقتل ٥٠٠ ألف من مسلمى الروهينجا فى ولاية أركان فى بورما من إجمالى مليون ونصف من عدد المسلمين هناك ونصفهم غير متواجدين هناك وقد أدان شيخ الأزهر أحمد الطيب، الانتهاكات التى تقوم بها الحكومة والجيش فى بورما ضد المسلمين العزل ووضع مجلس الأمن أمام مسئوليته والمجتمع الدولى الذى مات ضميره.. وهل الإدانة وحدها تكفى فى التطهير العرقى؟.. أين المعونات الإنسانية للنازحين والمشردين والعقوبات للضغط على الحكومة لوقف العنف، حد يفهمنا لماذا يقوم البعض بمحاولة تكذيب ما يحدث هناك وإطلاق شائعات خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعى بزيف الصور والفيديوهات التى تثبت تورط الجيش والأمن فى عمليات التطهير العرقى؟ حد يفهمنا لمصلحة مَن زيادة حدة التوتر فى بورما؟ هل لمصلحة أمريكا لزعزعة الشأن الداخلى للصين وبداية التوترات الدينية نظرا لوجود ملايين المسلمين فى الصين وعدم سكوتهم على ما يحدث فى بورما وتعطيل الحركة الاقتصادية للصين؟ أم أن هناك أغراضا للصين لإشعال الوضع ونشر الإرهاب للسيطرة على ثروات بورما ونهب البلاد كما صرح الدكتور عمرو فاروق أو موقع بورما الجغرافى؟ حد يفهمنا لمصلحة مَن انتقال الجهاد هناك كالقاعدة وداعش لبؤرة أخرى للبعد عن أوروبا والعمليات الإرهابية ومع كل هذه الاحتمالات أين العالم الإسلامى من هذه المذابح؟ أين الدول الإسلامية المجاورة لبورما، إندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش والهند؟.. أين المساعدات الإنسانية لهؤلاء اللاجئين مئات الآلاف فروا إلى بنجلاديش للمخيمات والتى تهدد بكارثة إنسانية؟ حد يفهمنا أين مليارات دول العالم الإسلامى ومجلس الأمن فى الضغط على الحكومة البورمية لوقف العنف.. يا أمة الخزى والعار والجهل والفقر وبعد ما حدث للمسلمين فى البوسنة والهرسك وقتلهم فى مذابح جماعية واغتصاب النساء وقتل الرجال والشباب والأطفال فالمشهد يتكرر مرة أخرى فى بورما والعالم الإسلامى يشاهد ويدين والضمير العالمى قد تم دفنه هناك فى بورما.. وبعد ذلك يتهمون المسلمين بالإرهابيين إذا حملوا السلاح ودافعوا عن أنفسهم.. فاهمين ولا محتاجين لحد يفهمنا.