انتشرت ظاهرة التسول بمدينة الغردقة بطريقة لافتة، وأصبح مهنة الكبار وليس الفقراء والمساكين كما يظن الكثير، وأصبح لهم مدارس متخصصة لدراسة علم التسول واتقانه واحترافه.
وفي رصدنا لتلك الظاهرة بالغردقة، وجدنا أن الصدارة فيها تكون لـ"المسرحاتي" وهو من يقوم بتوزيع الأماكن والأرصفة على كل متسول، وتسريحهم بحسب كفاءة كل واحد، فضلا عن انه يعتبر فى قانون التسول "كبير المدينة"، ويحق له تأجير كل المناطق داخل حيازته أو حدود المدينة، ويتحكم فى هذا عدة عوامل منها نوع الزبون، وموقع الرصيف، وعدد المتسولين فى الشارع أو المنطقة، وتتراوح أسعار الأرصفة من 50 إلى 100 جنيه، وهناك من يقتسم معه فى اليومية حسب "الإيراد".
كما أن "المسرحاتي" هو من يقوم بتوزيع الأطفال على المتسولين بحسب الطلب وبأقدمية الحجز، وتتراوح أسعارهم كالتالي: الرضيع بـ 80 جنيهًا إيجار في اليوم والطفل أكبر من عام بـ 50 جنيهًا، والطفل أكبر من ثلاثة أعوام يحصل على ربع الرزق اليومي.
أما عن السيدات اللاتي يسهل التعرف عليهن أثناء ممارسة التسول، فقد ابتكرن طرق عدة للتسول، وأهمها هي "النقاب"، لتسهيل عملية التسول دون أن يتعرف عليها أحد من جيرانها أو أقاربها.
وبالنسبة لمناطق التسكين، فالمتسولين فى الغردقة يطلق عليهم "الحلب" نظرا لسوء أخلاقهم فى التعامل مع جيرانهم أو فيما بينهم، ودائما ما يتجمعوا فى منطقة واحدة حتى يكونوا "عزوة" أو يكونو مركز قوة فى المنطقة المقيمين فيها، كما أنهم يقوموا باستئجار أقل المنازل بأعلى الأسعار، وقد تصل الإيجارات إلى أضعاف ثمنها الأصلي فى بعض الأماكن حتى يوافق المالك على منحهم السكن.
