الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

معارض قطري: 2018 عام الإطاحة بتميم

تميم بن حمد بن خليفة
تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما أعلنت الرياض وأبوظبى والمنامة ومصر مقاطعة الدوحة، استهانت قطر بالأمر وتوقعت أن تنتهى الأزمة بالشكل الذى انتهت عليه أزمات سابقة، لكن تبين، بعد فترة وجيزة، أن قطر أخطأت فى تقدير الوضع وبالغت فى ثقتها بما تملكه من دعم لتجاوز المقاطعة. وإذا كانت أزمة سحب السفراء فى سنة ٢٠١٤ دامت ٩ أشهر، فإن هذه الأزمة مرشحة لتدوم أكثر ولن تكون تداعياتها سطحية هذه المرة، بل ستترك آثارا واضحة فى تاريخ قطر وحكم آل الثاني. القصة لم تعد فقط توترا وخلافا بين قطر والسعودية والإمارات والبحرين ومصر. اليوم هناك معارضة قطرية بدأ صوتها يعلو. 
يقود هذه المعارضة خالد الهيل، الذى يعرف جيدا هذا النظام حين كان أحد رجاله لكن أجبر على التحول إلى أكبر خصومه لأنه انتقد الفساد المستشرى فى بعض مؤسسات النظام وعارض بعض سياساته التى ستقود فى النهاية إلى «انقلاب أبيض» ضده. وسيعلو صوت المعارضة بشكل أكبر قريبا فى مؤتمر تحتضنه لندن على مدى يومى ١٤ و١٥ سبتمبر الحالى وسيناقش مستقبل قطر بمشاركة عدد كبير من السياسيين والباحثين والإعلاميين العرب والأجانب من المهتمين بالشأن القطري. ويتوقع خالد الهيل النجاح للمؤتمر الذى تدعمه شخصيات من أسرة آل ثانى إلى جانب داعمين آخرين فى الداخل القطري.
لندن- صيف عام ٢٠١٧ سيكون مرحلة مهمة فى تاريخ قطر المعاصر. قبله، لم يكن نظام الحكم فى قطر يتخيّل أن يجد من يتجرّأ عليه من مواطنيه ويعرّضه للانتقادات ممّن كانوا يخشون الردّ من أجهزة الأمن القطرية. توجيه الانتقادات لشخصيات الحكم وسياساتهم كان من المحرمات. اليوم، لم تعد الانتقادات حديثا يدور فى الحلقات الصغيرة من الأصدقاء.


مع الوقت تبلور السخط تدريجيا فى صورة حركة معارضة تسجّل حضورها إقليميا وعالميا. يقود هذه المعارضة خالد الهيل، الذى كان أحد رجال السلطة قبل بضعة أعوام، لكنه تحوّل الآن إلى أكبر خصومها.
فى إحدى قاعات فندق فخم حيث يتسرّب ضوء لندن الشاحب من كل اتجاه، تستطيع أن ترى قسمات وجه الهيل فى لحظات انفعاله السريع تجاه أيّ شيء يحدث أمامه، منذ استقبالك بابتسامته العريضة المرحبة، وحتى الانهماك فى حديث جاد عن أزمة قطر ومأزقها اللانهائى مع جيرانها.
لكن حماس خالد، الذى لم يتخط الأربعين من عمره بعد، لا يمكن أن يستدرجك بعيدا عن الانتباه إلى إجراءات الأمن المشدّدة حوله من كل اتجاه، تحسّبا لما لا يمكن توقعه. وقتها تشعر أنك أمام شخص جرح النظام القطرى وجعله ينزف.
حدث هذا رغم أن مؤتمر «قطر فى منظور الأمن والاستقرار الدولي» لم يعقد بعد. ويعوّل خالد، الذى سارع بالفعل إلى الحديث عن المؤتمر دون انتظار الأسئلة، عليه كثيرا فى إظهار الوجه الآخر لنظام عمل طويلا على تقديم نفسه للعالم فى ثوب إصلاحى معتدل.
يقول خالد: «إن التحضير لعقد هذا المؤتمر استغرق وقتا طويلا حتى تمكنّا من الوصول إلى هنا. أهمية المؤتمر أنه يناقش قضية قطر من ناحية علمية بحثية». عند الحديث عن المؤتمر تتلبّس خالد ثقة زائدة. ثمة مساعدين وسكرتارية ورجال حراسة منهمكين فى إجراء اتصالات وعقد مقابلات والاستماع إلى مقترحات وفرزها. خالد الهيل حوّل الفندق الواقع فى شرق لندن وبعض قاعاته ومكاتبه إلى خليّة نحل حقيقية.
لكن الثقة تعود إلى أمر أكثر أهمية من ذلك. يقول خالد: إن المؤتمر سينجح لأن «هناك شخصيات من أسرة آل ثانى تدعمه»، إلى جانب «داعمين آخرين فى الداخل القطري».
يطمح خالد، الذى يسترسل فى الحديث دائما وفقا لسيناريوهات جاهزة مسبقا فى ذهنه، إلى أن يكون المؤتمر، الذى من المقرر انعقاده فى الـ١٤ من سبتمبر الجارى فى لندن، مقدمة لتغيير شامل فى قطر يبدأ بـ«سقوط النظام»، كما يتوقّع.
رغم ذلك يمنحك خالد انطباعا بأنه يفعل كل ما بوسعه كى لا يتسرّع أو يصدر أحكاما غير منضبطة. يقول «لا أحد يعرف متى قد يسقط النظام القطري، لكنّى أتوقع حدوث شيء ما خلال عام ٢٠١٨».
صعوبة هذا السيناريو تكمن فى ارتباطه بمقدمات لا تبدو منها أيّ بوادر حتى الآن. يفهم خالد ذلك جيدا، لكنه يبقى معوّلا على تأسيس «حكومة انتقالية» فى قطر، ويبدو واثقا فى حصولها على اعتراف دولى سريع، ويؤكد «أنا أعرف ما أقول».
التغيير فى قطر
وأنت جالس مع خالد الهيل، كثيرا ما ستلاحظ حركته اللإرادية فى تعديل شعره الأسود الداكن، وهو فى بذلته الإيطالية العصرية، كما كان جالسا خلال إجراء هذا الحوار. سبب ذلك أنه مشغول طوال الوقت بالأفكار والسيناريوهات، وبهاتفه الذكى الذى لا يتوقّف عن الرنين.
أحد السيناريوهات التى يأخذها خالد على محمل الجدّ هو إمكانية حدوث «انقلاب أبيض» على حكم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كمرحلة ثانية يسبقها «عصيان مدني» نتيجة تأزم الأوضاع تدريجيا فى الداخل. يقول «هناك بدائل ظهرت اليوم، وشخصيات تملك شرعية فى الشارع، وهذا يشجّع الناس على المطالبة بالتغيير».
أحد هذه الشخصيات الشيخ عبدالله بن على آل ثاني، الذى تمكّن من التوسّط لدى السعودية من أجل فتح الحدود أمام الحجاج القطريين، خلال استقبال وليّ العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان له فى الرياض، ولقائه بالملك سلمان بن عبدالعزيز فى المغرب لاحقا.
يفضّل خالد الحديث عن الشيخ عبدالله بن على كوسيط فقط، ويرى أن ذلك يحوّله إلى بديل بحكم الأمر الواقع، «دون أن نوحى للمواطن القطرى بأنه خيار مفروض عليه من الخارج».
الواقعية فيما يتعلق بالتغيير فى قطر ستجذب انتباهك وأنت جالس مع خالد الهيل. هذا منح المعارضة القطرية طابعا براجماتيا ومرونة مكنتها من الاستمرار منذ فرار خالد بشكل غير شرعى من قطر عام ٢٠١٤، وحتى الآن. يظهر ذلك بوضوح فى نظرة خالد لدوره ولدور المعارضة ولفهمه لعمق طبيعة الحكم فى الخليج التى لن تمكّنه من أن يصبح حاكما، أو أن يطالب بتغيير طبيعة الحكم الأميرى فى قطر. لكن هذه الحقائق لن تمنعه من مواصلة العمل «من أجل نقل السلطة إلى شخصية متوافق عليها من داخل أسرة آل ثاني».
دولة داخل الدولة
لا يتوقف حماس خالد ما دام أنه يحدثك عن بلاده وتناقضات نظام الحكم فيها. لكن هذا الحماس يتوهّج عند الاقتراب من سيرة وزير الخارجية السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. يقول خالد «هذا الرجل دولة داخل الدولة القطرية».
يعرف خالد الشيخ حمد بن جاسم جيدا، إذ عمل معه طويلا عندما كان خالد يشغل منصب رئيس «شركة قطر للاستثمار والتطوير». وقتها، أدلى بتصريحات لإحدى الصحف القطرية، وجّه خلالها انتقادات للفساد المستشرى فى النظام المالى القطري. كان هذا تخطيا واضحا للخط الأحمر المسموح بالتحرك خلفه فى قطر.
يقول خالد «فى نفس اليوم وجدت نفسى معتقلا من قبل ضباط أمن الدولة، الذين أجبرونى على التوقيع على تعهد بعدم الحديث عن مناقصات وصفقات كبيرة بعينها». لم تكن المشكلة فى تصريحات خالد، لكنها كانت فى من يملك هذه الشركات الخمس الكبرى التى وجّه انتقادات لمزايا تحصل عليها من الحكومة. ملاّك هذه الشركات هم أشقاء أمير قطر حينها الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى والشيخ حمد بن جاسم وأبناؤه.
بعد ذلك سافر خالد إلى إحدى الدول الأوروبية بعد أن كلفه الشيخ حمد بن جاسم بعرض صفقة على إحدى دول شرق أوروبا تتضمّن تزويد قطر لهذه الدولة بالغاز الطبيعى مجانا، مقابل استغنائها عن الغاز الروسي. يقول خالد «فور حديثى مع المسئولين هناك بدأت المخابرات الروسية فى ملاحقتي. ضابط المخابرات وضع سلاحه أمامى على الطاولة وهو يحذّرنى من تبعات هذه السياسة فاضطررت للهرب».
لم يعد خالد إلى قطر على مدار عدة أشهر، حتى تلقّى اتصالا هاتفيا فى الـ١٤ من مارس ٢٠١٤ من الشيخ تميم بن حمد، الذى أصبح للتوّ أميرا لقطر. وعلى إثر تطمينات الشيخ تميم، عاد خالد إلى الدوحة بعد ذلك بثلاثة أيام.
لكن بمجرّد وصوله لمطار حمد، اعتقل بتهمة «العمل على قلب نظام الحكم»، ومكث فى سجن تابع لجهاز أمن الدولة لمدة ٢٢ يوما، قبل أن يتمكّن من الفرار مرة أخرى إلى خارج قطر. فى يوم الـ٢٩ من يونيو ٢٠١٤ أعلن خالد فى القاهرة تأسيس المعارضة القطرية.
سرعان ما تؤمن على كلام خالد عندما يخبرك بشيء عن الشيخ حمد بن جاسم الذى يعتقد أنه أقوى من الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة وأكثر نفوذا، ويصفه بأنه «قلب نظام الحكم فى قطر».
هذا يبدو صحيحا تماما. حتى بعد اندلاع الأزمة الخليجية فى ٥ يونيو الماضى لم يستطع النظام الحالى الوقوف فى وجه التطورات المتسارعة التى نتجت عن مقاطعة السعودية ومصر والإمارات والبحرين لقطر، من دون الشيخ حمد بن جاسم.
اعتقد كثيرون قبل ذلك أنه قد أُبعد من أجل منح الشيخ تميم فرصة بناء حلقته الخاصة. لكن عندما وضع النظام فى الزاوية استدار ليصدر للعالم وجه الشيخ حمد مرة أخرى. هذا جعل خالد يؤمن بأنه «لا أحد يستطيع إبعاد حمد بن جاسم، إلا إذا تم اجتثاث النظام بأكمله».
الأزمة الخليجية
يفاجئك خالد الهيل بقناعته، التى تقترب من اليقين، بأن حلّ الأزمة عبر الحوار أمر مستبعد تماما. ليس ثمة بوادر، فى نظره، لأيّ تنازلات قطرية أو رغبة حقيقية فى التخلّى عن سياسة المتناقضات التى تنتهجها.
لكنه يعتقد أن قطر قد قضمت أكثر مما تستطيع هضمه. فتصريحات وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، قبل أيام، توحى بأن دول المقاطعة ليس لديها مشكلة فى استمرار الأزمة مع قطر لفترة أطول من ذلك، طالما بقيت مصرّة على هذه الحيرة الغارقة فيها.
شخصية الدولة القطرية نفسها صارت تبعث على الحيرة. فى الدوحة مثلا، تجد السفارة الأمريكية على بعد خطوات من «سفارة طالبان»، وسفارة قبرص اليونانية تقع بالقرب من سفارة قبرص التركية.
يسخر خالد كثيرا أيضا من تقديم النظام نفسه للغرب فى ثوب إصلاحى ليبرالى معتدل، بينما يبذل قصارى جهده لدعم مشروع الإسلام السياسى فى المنطقة. ويتعجّب من علاقات بلاده الوثيقة مع إسرائيل وإصرارها فى الوقت نفسه على دعم حركة حماس الإسلامية فى غزة. يقول «عليك أن تختار، لا يمكنك العيش مع الذئب والحمل معا».
عندما يأتى الحديث عن الإخوان المسلمين، لا ينسى خالد أن يذكّرك بما قاله على إحدى وسائل الإعلام التى تتقاطر عليه هذه الأيام. اعتقاده يتلخّص فى أن النظام القطرى لا يؤمن بفكرة الإخوان المسلمين ويظل غير مقتنع بها، وأنه «يستخدم الإخوان فقط من أجل زعزعة استقرار المنطقة».
لكنّه يصر فى الوقت نفسه على أن الإخوان نجحوا فى اختراق المؤسسات الرئيسية فى الدوحة. يقول خالد «خذ مثلا رئيس أمن المعلومات فى قطر المدعو محمود صلاح الدسوقي، وهو مصرى مجنّس، والده إرهابى مدان فى مصر بتورطه فى العمليات الإرهابية التى وقعت خلال فترة التسعينيات من القرن العشرين. هذا من بين آخرين منحهم المتشدد عبدالله بن خالد آل ثانى الجنسية» عندما كان يشغل منصب وزير الداخلية الذى تركه عام ٢٠١٣.
تمدّد هذه الشخصيات وسيطرتها على عقل الدولة أغضب شخصيات نافذة فى قطر. لكن الغضب لم يتوقّف عند هذا الحد، فالمقاطعة التى فرضتها الدول الأربع كانت لها كلفة لم يتوقعها النظام القطرى ولم يتصور تبعاتها على حالة نفسية عامة بدأت فى الهبوط إلى أدنى مستوياتها.
يؤكد خالد، من دون تردد، أن التبرم الشعبى المتصاعد قد يقود إلى اتّساع دائرة القمع فى الداخل، ومن ثم اصطفاف عدد من أعضاء الأسرة الحاكمة بدعم من الجيش القطرى ضد الشيخ تميم بن حمد، وتأسيس حكومة معتدلة وأكثر استقرارًا، «وهو ما يعنى تغييرا سلميا فى السلطة الحاكمة».
ويشبه هذا السيناريو الظروف المحيطة بانقلاب عام ١٩٧٢ على الشيخ أحمد بن على آل ثاني، الذى حدث نتيجة اكتساب الحركة الإصلاحية فى المجتمع حينها زخما كبيرا، أدّى إلى التأثير على وجهاء دولة قطر لإحداث تغيير بدعم من الزعيم محمد بن عبدالله العطية، مؤسس وقائد الجيش القطرى آنذاك. وتولى حينها الشيخ خليفة بن حمد السلطة.
أما إذا دخلت القوات التركية على الخط، فسيؤدى ذلك، كما يقول خالد، إلى «تغيير من الخارج»، لأن «الدول الإقليمية لن تقف مكتوفة الأيدى أمام قمع المواطن القطرى على يد الأتراك، خصوصا لو استنجدنا بهم».
كلما مرّ الوقت ازدادت مطالبات الشعب القطرى لإيجاد حل. لكن ما أظهرته الأزمة هو قمة جبل الجليد لتراكمات جعلت القطريين يسيرون عكس التيار. ففى السعودية هناك حركة إصلاح واسعة ترمى إلى خفض النفقات وتنويع مصادر الدخل حتى لا تعتمد على النفط فحسب. سبق ذلك إصلاحات مماثلة فى الإمارات نجحت فى تغيير شكل الاقتصاد برمّته.
فى ذلك الوقت ظلت الحكومة القطرية تنفق المليارات على مشاريع بنية تحتية استعدادا لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، وعدد كبير من المشاريع التى بالكاد تغطى نفقاتها فى أوروبا، وشركات علاقات عامة وجماعات جهادية تقاتل فى سوريا والعراق واليمن وليبيا.
ويشعر خالد بالغضب حيال ذلك. وسرعان ما ترى من خلال هذا الغضب نموذجا مصغرا لغضب أوسع على المستوى الشعبى فى قطر. يقول خالد «هذا بلد تمتلئ السجون فيه بالغارمين، وعندما يرى الناس ٢٠٠ مليار دولار تنفق على مشاريع بنية تحتية وملاعب كرة قدم لن تستخدم بعد انتهاء البطولة، إذن من حقهم أن يغضبوا».
لكن ليست هذه هى دوافع الغضب فحسب. فالحكومة القطرية فتحت المجال لقوات تركية يصل حجمها ما بين ٣ إلى ٥ آلاف جندي، ومنحتهم قدرة على السيطرة على الجيش القطري.
ووفقا لمصادر تحدثت إلى خالد من الدوحة فقد منحت الحكومة القطرية العسكريين الأتراك «القدرة على الوصول إلى وحدات الجيش وكل المعلومات عن القوات المسلحة، ووصل الأمر إلى أن أصبح العقل المدبر للقيادة العسكرية القطرية ضباطا أتراكا».
وذكر أن دبلوماسيا تركيا فى لندن أكّد له أن «العلاقات بين تركيا وقطر لا تقوم على دوافع إنسانية كما تعتقد، ولكن هناك مصالح شخصية وروابط اقتصادية تربط الشيخ حمد بن خليفة وابنه الشيخ تميم بأردوغان وعائلته».
أما الإيرانيون فقد توثق التعاون بينهم وبين قطر «من الناحية الاستخباراتية بشكل غير مسبوق»، كما أصبح لإيران «تأثير كبير داخل قطر، من الناحية الاقتصادية والتجارية» التى منحت الإيرانيين تواجدا كبيرا فى منطقة الخليج.
وبسبب مهاجمته المستمرة لهذا «الغزو» التركي-الإيرانى لقطر، اتهمت دوائر الحكم فى الدوحة خالد بأنه مموّل من قبل دول خليجية أخرى. لكنه نفى أيّ علاقة له بأيّ قوى إقليمية، وقال: «لا علاقة لى بالسعودية ولا الإمارات ولا أيّ بلد آخر. نحن مستقلون تماما».
وأكد أيضا أنه سيرفع دعوى قضائية ضد قناة الجزيرة ومنظمة تدعى «مركز لندن للشئون العامة» مموّلة من قبل قطر بعد اتهامها لمنظمى المؤتمر بتلقى تمويل خارجي. وكان خالد الهيل يقول ذلك بينما يسير وسط مساعديه وحراسه باتجاه ثلاث سيارات كانت تنتظره خارج الفندق، للانطلاق إلى مكان ما، حيث سيعودون جميعا للانهماك فى التحضير للمؤتمر.