الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

بعد 16 عامًا.. إيران متهمة بالتورط في أحداث 11 سبتمبر

 أحداث 11 سبتمبر-
أحداث 11 سبتمبر- صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل الذكرى الـ 16 على أحداث11 سبتمبر والتي تسببت في تغيير الخريطة السياسية للعالم، وكان من أسبابها غزو العراق والحرب على حركة طالبان فى افغانستان، فقد أشارت أصابع الاتهام إلي إيران بتورطها فى الأحداث بدعمها تنظيم القاعدة المتهم الرئيسى.
ففى فيلم وثائقى عرضته قناة "العربية" الجمعة الماضى، تم تصويره فى الولايات المتحدة بمشاركة عدد من الخبراء المعنيين بالشأن الإيرانى وشخصيات أمنية متابعة للتحقيق فى هذه الإعتداءات، والذى سلط الضوء على الدور الذى لعبته ايران فى الأحداث.
وعرض الفيلم شهادات مختلفة لعدد من الأخصائيين الأمريكييين وكذلك الآراء المدعمة التى تثبت التورط الإيرانى فى الهجوم، كما تناول أيضا العلاقة التاريخية بين كلا من ايران والقاعدة والتى تعود الى بداية انطلاق القاعدة وانتشرت وثائق تؤكد علاقة ايران بالتنظيم قبل وقوع الهجوم فتشير إلى عقد اجتماع بين بن لادن وخليفه أيمن الظواهرى ومغنية ومسئولين إيرانيين وتعززت العلاقة فيما بعد من خلال تقديم طهران الدعم اللوجيستى والميدانى لميليشيات "حزب الله" و"القاعدة" وساعدتهم فى عمليات إرهابية عديدة مثل ضرب سفينة "يو أس أس كول" فى اليمن، والهجوم الانتحارى على سفارة الولايات المتحدة فى نيروبى عام 1998 وراح ضحيتها 213 شخصا وأخيرا هجوم 11 سبتمبر، ومن المثير للجدل أن هذه العلاقة استمرت وأثبتت متانتها فلم تتأثر بالمتغيرات الإقليمية والسياسية.
وفى سلسلة من التحقيقات التى قامت بها صحيفة الشرق الأوسط أثبتت تورط ايران وتعاونها مع تنظيم القاعدة، وسردت مجموعة من الأدلة والشهادات لمسئولين أمريكيين وأعضاء فى جهاز الإستخبارات المركزى "سى اى ايه " التى تثبت صدق تورط ايران ’ ونتعرض لبعض هذه الشهادات فى السطور التالية:
ففى حوار خاص للشرق الأوسط مع الدكتور بروس تيفت مسئول العمليات السرية لدى الإستخبارات المركزية والذى أكد أن ايران شاركت فى التخطيط للعملية وقدمت ملاذا آمنا ودعما استخباراتيا كما كانت على اتصال بكبار تنظيم القاعدة.
كما أفادت الصحيفة بحصولها على تقرير قاضى محكمة نيويورك الجزئية جورج دانيلز ووثائق وأدلة قضائية أخرى تثبت علاقة طهران بتنظيم القاعدة وضلوع المرشد الأعلى الإيرانى وحزب الله فى تخطيط لهجمات 11 سبتمبر، وأكدت شهادة مسئولين فى وكالة الإستخبارات الأمريكية أن الحكومة الإيرانية قدمت دعم مادى لتنظيم القاعدة ساعدته على تنفيذ الهجمات.
نقلت الصحيفة شهادة اثنين من المسئولين العاملين فى المخابرات الأمريكية والذين أكدوا أن العلاقة بين تنظيم القاعدة وايران ليست وليدة اليوم وإنما تعود الى ثمانينات القرن الماضى وكان لهذه العلاقة دورفى هجوم 11 سبتمبر كما أنها ساعدت على هروب المئات من عناصر تنظيم القاعدة من جبال تورا بورا الى ايران بعد الغزو الأمريكى لأفغانستان.
وفى لقاء أجرته الصحيفة مع كلير لوبيز، عميلة وكالة الاستخبارات الأميركية السابقة، وجهت الإتهام مباشر الى آية الله خامنئي ورئيس الاستخبارات الإيرانية علي فلاحيان وفسرت ذلك بأن تسلسل السلطة الصارم فى ايران يمنع القيام بأى عمل خارجى دون موافقة المرشد الأعلى كما تم توثيق الصلات التي جمعت بين عناصر القاعدة وإيران وحزب الله على نحو جيد في القضية عبر مجموعة معتمدة من الشهود والمواد.
وفى 5 مارس عام 2016 أصدرت محكمة أمريكية حكم يثبت تورط نظام ملالى ايران فى أحداث 11 سبتمبر وقضى الحكم بتغريم ايران 10.5 مليار دولار، وبرر القاضى الحكم بأن ايران عاجزة عن الدفاع عن نفسها واثبات براءتها بشأن مساعدة الإرهابيين المشاركين فى هذه العملية مما يحعلها تتحمل المسئولية المادية والمعنوية المرتبطة بالهجمات.
ومن المثير للجدل أنه بالرغم من كل الأدلة السابقة على تورط إيران بالإضافة الى الحكم القضائى، إلا أن الولايات المتحدة لم تتخذ اى قرار ضدها، على العكس قام اوباما بعقد الإتفاق النووى معها عام 2015 والذى على أثره جمدت العقوبات الإقتصادية، وهذا يخالف تمامًا قيام أمريكا مباشرة بغزو أفغانستان إثر اتهامها بتنفيذ الهجمات وكذلك غزو العراق وادعائها بامتلاكها لأسلحة نووية مما يهدد أمنها ويضر مصالحها الإستراتيجية.