الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

فلاحون ببني سويف: غلاء تكلفة العملية الزراعية أصبح عبئًا كبيرًا على البسطاء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تحتفل الدولة المصرية في الـ9 من سبتمبر من كل عام بعيد الفلاح، في ذكرى صدور قانون الإصلاح الزراعي عقب ثورة يوليو في عام ١٩٥٢، ورصدت "البوابة"، ردود أفعال المزارعين ببني سويف حول كيفية الاحتفال بهذا العيد.

يقول "طه رجب"، 60 عامًا، أحد المزارعين: إننا لا نعلم بما يسمى بعيد الفلاح نهائيا، ومدى أهميته وفائدته بالنسبة لنا، حيث أصبحت الزراعة عبئا كبيرا على كل البسطاء من الفلاحين؛ بسبب ما نعانيه فى الوقت الراهن من كافة المشاكل التي تحيط بنا، من خلال غلاء تكلفة العملية الزراعية وما يستلزمها من إيجاد كل مقومات الزراعة؛ بسبب زيادة وغلاء أسعار التقاوي، وزيادة المواد البترولية بالنسبة لعملية الري، حيث أصبحت تكلفة ري الفدان 75 جنيهًا.

ويوضح أن غلاء تكلفة الزراعة بعكس ما يعود علينا من الناتج الإجمالي للمحاصيل تصبح الزراعة مستهلكة للمال والصحة "بدون عائد مادى قوى يعطى من خلاله الدفعة الحقيقية لاستمرار العملية الزراعية لنا، حيث أصبح "جوال" الأسمدة يبلغ سعره الآن 450 جنيها للواحد فقط بالسوق السوداء، وما يلزم للفدان الواحد من شراء عدد من الأسمدة الكيماوية للمحصول، فهناك في الوقت الراهن محصول الذرة لا يوجد له ثمن مربح للفلاح، فأصبح سعره الآن 450 جنيهًا للأردب، والقيمة الإيجارية للفدان لمحصول الذرة فقط 3 آلاف جنيه، وبالقياس للناتج وما تم صرفه للمحصول ستصبح النتيجة غير مربحة نهائيا للفلاح، وأصبحت "العيشة مش جايبه همها نهائيا".

ويؤكد مؤمن المصري، فلاح، على أن هناك تجاهلا تاما من الحكومة لأحوالنا الزراعية، مما تسبب لنا إهمال كافة الحياة الزراعية، حيث أصبحنا نتسول المعلومة الزراعية بعد ما كانت الجمعية الزراعية تقوم بعمل ندوات زراعية إرشادية تتم من خلالها متابعة أحوال الزراعة، مشيرًا إلى أن أسعار المحاصيل الزراعية لا تناسب والحياة المعيشية، وارتفاع أسعار التقاوي الزراعية، مما أد إلى أن الحياة الزراعية أصبحت لا تناسب الفلاح بأي شكل من الأشكال، موضحا أن الفلاحين في موت مستمر ولا مكان للفقراء من بسطاء المزارعين في وقت أصبحت الحياة الزراعية للأغنياء فقط من أصحاب الإمكانيات المادية الكبيرة "ولا عزاء للفقراء "، مطالبا الحكومة المصرية بالبحث لنا عن وظائف إذ لم تهتم بشؤوننا الزراعية.

واستنكر "محمد شعبان"، مزارع، ما تقوم الحكومة من ادعاء بما يسمى عيد الفلاح، قائلا: "هو بقى فيه فلاح من الأصل علشان الحكومة تعمله عيد"، وأن ما يحدث ما هو إلا استهزاء بنا، لما تقوم به من إغفال للمعاناة التي نعانيها بأراضينا من خلال تدهور الحياة الزراعية بسبب بلوغ كافة المقومات الزراعية لأعلى أسعار لها، مع ضعف الناتج لنا، مشيرا إلى أن الحكومة الحالية هي حكومة الأغنياء فقط حتى في الحياة الزراعية، ودائما ما تنحاز لأصحاب الأموال الضخمة على حساب الغلابة والفقراء من المزارعين.

ويؤكد "حسين عبد الرحمن"، أحد المزارعين، أن الحكومة في الفترة الحالية لا تولي أي اهتمام بالشأن الزراعي بأي شكل من الأشكال فعلى سبيل المثال منذ أكثر من 20 عاما، كانت تعمل الحكومات على إعطاء جميع المقومات الخاصة بالزراعة للفلاح من الأسمدة والمبيدات الحشرية بأسعار كانت أقرب إلى المجانية، وكانت توفر العديد من المشاريع الإنتاجية للمزارع وأسرته، وخاصة الإمداد "بالبط، والأوز"، والعديد من الطيور المنزلية، وما يحدث الآن ما هو إلا التهرب من التزاماتها تجاه العملية الزراعية، مما نتج عنه تحول الكثير من مساحات شاسعة من أراضي الزراعة إلى تعديات عليها بالبناء في ظل صمت رهيب من المسؤولين وكأنهم بهذا الشكل يريدون التخلص من الزراعة بالدولة المصرية التي كانت في الأساس قائمة على الزراعة، مطالبا الحكومة بعدم الاستخفاف بعقول الفلاحين وإطلاق ما يسمى بعيد الفلاح الوهمي.