انتهت اليوم السبت، أعمال المؤتمر العلمي للتوعية باضطراب التوحد، والذي عقد بقاعة المؤتمرات بنقابة الأطباء بمحافظة كفر الشيخ، بحضور عشرات الأطباء من المتخصصين في المخ والأعصاب والطب النفسي وطب الأطفال وخبراء التربية والدمج بالتربية والتعليم، وبرئاسة الدكتور مصطفى عباس أستاذ مساعد بكلية الطب جامعة الأزهر واستشاري المخ والأعصاب، وبمشاركة الدكتور أحمد رءوف رئيس الجمعية المصرية العصبية للأطفال، والدكتور إيهاب رجائي أستاذ طب المخ وأعصاب الأطفال بالمعهد القومي للبحوث، والدكتورة عزة الأشوح مسئول الدمج بمديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ والدكتور جمال يوسف رئيس قسم المخ والأعصاب بمستشفى كفر الشيخ العام، والدكتور محمود بسيوني نائب رئيس المؤتمر اخصائي طب الأطفال بمستشفى العبور للتأمين الصحي.
وناقش المؤتمر على مدار جلساته، مرض اضطراب التوحد وكيفية علاجه وخطورته وكيفية اكتشافه.
وقال الدكتور مصطفى عباس، استشاري المخ والأعصاب: إن الإحصائيات شبه الرسمية تشير إلى إصابة 1 % من عدد الأطفال بمصر بهذا المرض، وترتفع النسبة بين الذكور عن البنات بمعدل 4 إلى 1، وينتشر أكثر في حالات زواج الأقارب كم يزيد في الحالات الوراثية المصابة.
وأضاف "عباس" أن المؤتمر تم تنظيمه لزيادة حالات التوعية بمرض التوحد، ومعاناة فئة غير قليلة من المجتمع ماديا ونفسيا بسبب هذا الأمر، نظرا لغموض الاضطراب من الناحية العلمية حيث ما زال لغزًا محيرًا للأطباء.
وأشار الدكتور محمود بسيوني نائب رئيس المؤتمر، إلى أنه على ضوء هذه المعطيات جاءت فكرة عمل يوم توعية عن مرض التوحد والجديد في علاجه، مستهدفا فئات، أطباء الأطفال، أطباء المخ والأعصاب، إخصائي التأهيل وأهالي الحالات، للوقوف على حقيقة هذا الاضطراب وحجم مشكلته، والخروج بتوصيات طبية تسهل الاكتشاف المبكر للحالات، وكذا الوقوف على الأنواع الجديدة من العلاجات الطبية لهذا الاضطراب.
وعن كيفية معرفة كيفية اكتشاف الطفل المريض بالتوحد، قال الدكتور أحمد رؤوف رئيس الجمعية المصرية العصبية للأطفال، تظهر على الطفل بعض علامات التوحد منها التأخر في الكلام والتلعثم والتهتهة في نطق الحروف، وزيادة نشاط الطفل وقيامه لبعض الحركات الترددية المستمرة، عدم تواصل العين أثناء الحديث مع الآخرين، تبلد مشاعر الطفل وعدم إدراكه بما يحدث، انطواء الطفل على نفسه وانعزاله.
ويضيف الدكتور إيهاب رجائي أستاذ طب المخ وأعصاب الأطفال بالمعهد القومي للبحوث، أن نسبة نجاح التوحد قبل سن الثالثة تصل لنسبة 100% عن طريق دورات التخاطب وجلسات التأهيل.
وأوضح الدكتور جمال يوسف رئيس قسم المخ والأعصاب بمستشفى كفر الشيخ العام، أن تأخير الاكتشاف المبكر يؤخر نسبة الشفاء وصعوبة العلاج وجلسات التأهيل، وأن الأسرة لها دور كبير في علاج الطفل بعدم عزله وتأهيله واكتشاف المرض مبكرًا.
فيما أكدت الدكتورة عزة الأشوح مسئول الدمج بمديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ، أنه يوجد 6 آلاف طفل معاق هذا العام من "كي جي وان" وحتى الثانوية العامة في كفر الشيخ ينقسمون إلى تقسيمات إعاقية من بينها التوحد.
وفي نهاية المؤتمر أوصى الأطباء المشاركون بضرورة الاكتشاف المبكر للتوحد، حتى لا يصاب الطفل بتشنجات، ومن الممكن أن يتسبب في الوفاة، فضلًا عن احتمالية الإصابة بالتخلف العقلي.
كما أوصى المؤتمر، بتكثيف العلاج بالجلسات التأهيلية ودورات التخاطب وعدم عزل الطفل، لأن العلاج الطبي ليس كافيًا ولا يساعد على شفاء الطفل، وكذلك زيادة التدريب للأطباء لأن المؤتمرات والدورات تعتب حلقة الوصل، بينهم وبين أساتذة الجامعة لمعرفة الجديد.
وفي نفس السياق أوصى المؤتمر بضرورة تأهيل الأسرة، بحيث تصبح شريكًا مع الأطباء وذلك عن طريق التوعية المستمرة، مع ضرورة تخصيص الدراسات بشكل أعمق عن التوحد في كليات الطب.
وأكد المؤتمر على أن الإعلام شريك أساسي في التوعية بخطورة وعلاج مرض التوحد عن طريق نشر التوصيات في المؤتمرات وتوعية المواطنين.
