رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

في ذكرى ثورة "عرابي" تعرف على قائدها.. "المنتصر الحر"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حينما قال الخديو توفيق: "كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا"، فرد عليه قائلًا: "لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا، فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورث، ولا نستعبَد بعد اليوم".. بهذه العبارة استطاع القائد العسكري والزعيم المصري أحمد عرابي، قائد الثورة ضد الخديو توفيق أن يخلد اسمه في ذاكرة ووجدان التاريخ المصري.
لم يكن "أحمد عربي" مجرد رجل عسكري فحسب، بل كان قائدًا، استطاع أن يقود معارك عديدة ضد قرارات "الخديو"، وحاز على ثقة الشعب والأعيان والعمد في الكثير من آرائه، رغم كونه ينتمى إلى الأسر الأولى التي هاجرت من العراق إلى مصر، منتصف القرن السابع الهجري.
ينتمي "عرابي" إلى نسل الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم من سلالة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، وابن السيدة فاطمة الزهراء.
ولد في 31 مارس 1841 بقرية "هرية رزنة" بمحافظة الشرقية، وكان ثاني الأبناء، ثم عهد به والده الذي كان عمدة القرية إلى صراف القرية الذى كان يدعى ميخائيل غطاس، حيث دربه على العمليات الحسابية والكتابية، ومكث يتمرن على يديه نحو 5 سنوات أحسن فيها معرفة القراءة والكتابة وبعض القواعد الحسابية، وفى سن "الثامنة" طلب من أبيه أن يلحقه بالجامع الأزهر فأجاب طلبه وأرسله إلى القاهرة، فالتحق بالأزهر في نوفمبر 1849م، ومكث فيه 4 سنوات أتم خلالها حفظ القرآن الكريم وأجزاء من الفقه والتفسير.
توفي والده في 23 يوليو 1848م لإصابته بوباء الكوليرا، عن عمر يناهز 63 عاما، وكان سن "أحمد" 8 سنوات وكان أخوه محمد ينفق عليه، حيث كان مصدر معيشة الأسرة ريع 74 فدانًا تركها والده، وتوفي أحمد عرابي في 21 سبتمبر 1911.
وتحل اليوم التاسع من سبتمبر، ذكرى الثورة العرابية، التي كان قصر عابدين شاهدًا على أحداثها عام 1881، ووصلت ذروتها بتحرك جميع الوحدات العسكرية المتمركزة في القاهرة إلى ميدان عابدين مع أحمد عرابي.
شاركت فئات الشعب في هذه الثورة والتفت حول قائدها بسبب نمو الوعي القومي وسخط الشعب من سوء الأحوال الاقتصادية، ومعاملة رئيس الوزراء، وقتها، رياض باشا القاسية للمصريين.
وصل "أحمد عرابي" أمام "قصر عابدين" وخرج عليه الخديو توفيق ومعه القنصل البريطاني والمراقب المالي البريطاني وسط حرسه الخاص، وأعلن "عرابي" مطالب الجيش والشعب المصري وهي "عزل وزارة رياض باشا، وانشاء مجلس نواب على النسق الأوروبي، وزيادة عدد الجيش إلى 18 ألف جندي طبقًا للفرمان السلطاني"، ورد الخديو قائلًا: "كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا"، ورد عليه "عرابي" بمقولته الشهيرة: "لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقار فوالله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم"، وفي النهاية انتصر الشعب وأحمد عرابي وثورته، ووافق الخديو على مطالبه.