الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ننشر نص عظة البابا تواضروس من دير القديس الأنبا أنطونيوس بملبورن

البابا تواضروس
البابا تواضروس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زار البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والوفد المرافق له، صباح اليوم السبت، دير القديس الأنبا أنطونيوس بملبورن.
وقال البابا تواضروس، خلال عظته التي ألقاها في زيارته لدير الأنبا أنطونيوس بملبورن، "سعيد بتواجدي وسطكم في هذا الدير، وأشكر الأنبا سوريال وكل رهبان الدير، وإني أعلم أن تأسيس دير هنا بأستراليا، أمر هام لمستقبل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية".
وأضاف البابا تواضروس، "عندما كنت في سيدني ذهبت لدير القديس شنودة مع الأنبا دانيال رئيس الدير وأنبا دانييل أسقف سيدني، أعتقد وجود أديرة للرهبان والرهبات بأستراليا وكل أنحاء العالم هام جدا للمستقبل، فشكرا للأنبا سوريال ولرهبان الدير الذي أتمنى أن يزداد أعدادهم، الآن يوجد اثنان فقط أتمنى في الزيارة المقبلة أن يكون هناك المزيد".
واستطرد، "سعيد انهاردة إني أشوفكم وأكون وياكم سعيد جدا بهذه الزيارة طبعا في كل زيارة لازم أرى الأديرة ونتذكر البابا شنودة في تعبه لوضع وضع حجر الأساس له ثم الاعتراف به وتواجد رهبان به وبداية الحياة الرهبنية فيه، طبعا عملية إنشاء دير هو أمر ليس سهلا لكن مع مرور الأيام سيكون هناك ثمر، كما ذكر الأنبا سوريال في كلمته أن القديس الأنبا أنطونيوس كأول راهب والرهبنة هي الهدية التي قدمتها مصر لكل العالم وهي هدية ثمينة جدا قدمتها مصر لكل العالم".
وتابع البابا تواضروس، "انهاردة أريد أن أتكلم معكم كلمة بخصوص عيد النيروز، فاكرين مصر يوجد بها عيد يسمى عيد النيروز، البلح والجوافة تعرفوهم، هنا كنت سأشرح لكم ما هو البلح والجوافة، عيد النيروز سنحتفل به الاثنين المقبل ونقول باللغة الفرعونية (نوفري شاي... عيد سعيد)، آباؤنا وقصص الشهداء في التاريخ المسيحي عظيمة جدا كل واحد يعرف العديد منهم لكن أريد أن أتكلم معكم اليوم عن خمس علامات متواجدة مع الشهداء، ليست فقط في العصور القديمة بل في العصور الحديثة أيضا ولماذا خمس، كأصابع اليد والرقم نفسه يعبر عن القوة، ولأنهم فرحون بالمسيح، ولم يكن الفرح خارجيا بل داخليا كان في قلوبهم لذلك لا يمكن أن تجد أحد ذاهب لنوال الاستشهاد غير مبتهج".
وتابع البابا قائلًا: "سأقص لكم حكاية.. في صعيد مصر كان هناك شماس يسمى تيموثاوس بعد زواجه بثلاثة أسابيع، تم القبض عليه بتهمة إيمانه المسيحي وعندما سألوه عن عمله قال إنه شماس في الكنيسة يحرس كتب الصلوات، فطلبوا منه تسليم الكتب لحرقها فرفض قائلا: "لا أحد يسلم أولاده وكانت الكتب مخطوطات في هذا الوقت، وعندما علموا بأنه متزوج حديثا ذهبوا ليضغطوا على عروسته "مورة" وعندما طلبوا منها تسليم الكتب ردت كزوجها لا أحد يسلم أولاده، وهنا عندما رأوا أنه ليس هناك فائدة قرروا أن يأخذوهما للاستشهاد، فطلبت مورة أن يدعوها تلبس فستان زفافها، ونالا كل منهما الاستشهاد وهما في شهر العسل، ولم نسمع للحظة أنهما كانا مكتئبين أو متضايقين، بل كانا في قمة الابتهاج، وأول علامة لهما أن قلوبهما فرحة بالمسيح عند قبولهما للاستشهاد، قالا: "لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح"، لذلك أيها الأحباء شيء مهم جدا أن تعيش فرحا، هذا هو المسيح ما يسعدنا وجود المسيح في داخلنا، فالقديس داود يقول جعلت الرب أمامي في كل حين فلا أتزعزع، لذا بداية كل قصص شهدائنا هي الفرح بالمسيح القائم هو سبب فرحك لذا كنيستنا مليئة بالصلوات والمدائح لكي نبقى مرتبطين بشخص المسيح الذي هو سبب الفرح الوحيد.
وأشار البابا تواضروس، إلى أن العلامة الثانية "هي ارتباطهما الدائم بالكنيسة، ليس بالمبنى بل بالحياة الكنسية تعيش داخلهما"، أشارككم بترنيمة "كنسيتي كنسيتي هي بيتي، هي أمي هي سر فرح حياتي" مرتبطين بالكنيسة ليس كمبنى بل كحياة. القديس يوحنا ذهبي الفم له عبارة جميلة جدا 
"عندما تدخل الكنيسة وترى الأب الكاهن يفتح ستر الهيكل إنه يفتح باب السماء".. فارتباطهم بالكنيسة هو ارتباطهم بعضويتهم في جسد المسيح.. فالكنيسة ليست مكان لكن ارتباط بالحياة الكنسية، وارتباط بالأسرار وبالإعتراف وبالتناول وبالتعليم وبالخدمة.
وتابع: أنتم تعلمون جيدا الفرق بين كلمة "organ " وكلمة "member" كلاهما عضو بالعربية لكن organ تعني عضو حي الجسد يحتاجه ومن دونه يكون ناقص. لكن member هي العضوية الرمزية كعضو في مؤسسة نادي إلخ، نحن كلنا أعضاء في جسد المسيح الواحد صغار أم كبار أغنياء وفقراء، تعليمهم عالي جدا أو محدود، هم أعضاء في جسد المسيح. لذلك ارتباط الشهداء بالكنيسة يفوق الوصف حتى لو البلد التي أعيش بها ليست بها كنيسة. فمن يعيش في هذه البلاد يصلي من أجبيته والأبصلمودية يعيش بالفكر الكنسي يصوم ويقدم مطانياته.
واستطرد: أحكي لكم قصة أسقف شهيد عمره 86 سنة..القديس بوليكاربوس وإسمه يعني عديد الثمر، تم القبض عليه في عمر الـ86 عاما وجاءوا به لساحة الإستشهاد لينكر المسيح وعندما رفض أرهبوه أنهم سيطلقوا عليه الوحوش فقال عبارة خالدة في التاريخ ( 86 سنة أخدمه ولم يصنع بي شرا فكيف لي أن أنكره الآن) فأطلقوا الوحوش عليه. في ظرف دقائق كانت قد التهمته الوحوش الجائعة فأسرع المؤمنين بمناديل ليأخذوا من دمه وما تبقى من جسده لتكون ذخائر غالية وسيرته تعيش إلى اليوم لكن من قتلوه واستشهد على يديهم لا أحد يعرفهم، ككتب السياسة صاروا في مزبلة التاريخ، لذلك لا تهمل عضويتك في الكنيسة وأنت تربي أولادك فهي تبني مستقبل وشكل الإنسان.
وأوضح البابا أن العلامة الثالثة هي التعزية الدائمة بكلمات الإنجيل: في ناموسه يلهج نهارا وليلا. في بعض الأحيان يخطئ الإنسان ويكون عنده قراءة بعض الأمور أهم من الإنجيل..برغم كلمات الله التي تقول فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح. كانوا يرددوا الآيات ويحفظونها ويعملون بها في مواجهة مواقف الحياة.. فالحياة مع المسيح فعل وعمل.. (لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدا، الذين في المسيح يسوع يضطهدون، إني أحسب أن آلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا ) هذه كلها وعود الكتاب. الوعود الكتابية حاضرة في ذهنهم ربوا أولادكم على مسامع آيات الإنجيل.. أحرسوا أولادكم بكلمة الإنجيل فهي برج حصين.. وكلما تقرأ الإنجيل سيزداد فرحك لأنه البشارة المفرحة.
وتابع البابا تواضروس، رابعًا خدمة الناس:أول حكاية:ولد يعمل بالنقاشة في إحدى البلدان المجاورة لمصر خريج جامعي. وكان يعمل في شغل يستغرق 20 يوما فجاء صاحب العمل في اليوم 18 افتعل شجار معه لكي لا يعطيه أجرته وطرده لكن بعد ساعتين رجع له هذا الشاب المسيحي وقال له أنت طردتني ولن تعطيني الأجرة لكن قد اتفقت معك أني سأنهي عملي فاتركني هذين اليومين لأتمم إتفاقي معك لقد تعودت ما أقوله بلساني هو ما أفعله. فأندهش صاحب البيت وظن أنه يدبر له مكيدة لكن بعد انتهاء اليومين وإستكمال العمل المتفق عليه استعجب من أمانته وإخلاصه، فقال له: لقد تعلمت منك درسا أريدك أن تأتي وتتولى كل أعمالي.
القصة الثانية: وقف المضطهد وأمامه من كان في طريقه الى الإستشهاد فليمون وأثناء تعذيبه له بالسياط جاء طرفه في عينه مما أدى إلى قلع عينه فقال له فيلمون عند موتي خذ من تراب جسدي وضعه على عينك ستشفى وقد كان. وآمن بالمسيح ذلك الضابط الوثني.
الشهداء كانوا يخدمون حتى من كان يضطهدهم ولم يتخل عندهم أو يسبب لهم ضرر. فمثلا عند استشهاد البابا بطرس خاتم الشهداء كان الشعب هائج أمام الكنيسة فقال لمضطهديه إن قطعتم رأسي أمامهم سيهيج عليكم الشعب..أريد أن أحفظ سلامة شعبي فخرج من باب خلفي ليحفظ سلامتهم. 
أنظروا إلى أهالي شهدائنا اليوم كيف يسامحون.
وأختتم البابا تواضروس عظته بالأمر الأخير والذي أكد عليه وهو يعيش في سلام ومحبة: لا يسببوا تعب لأحد كالقديسة دميانة والعذارى. لهذا طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون. حتى في استشهادهم صنعوا سلام. كشهداء ليبيا من كرزوا حول العالم بسلامهم.
أخيرا أيها الأخوة إفرحوا بالمسيح إكملوا بالكنيسة تعزوا بالإنجيل أهتموا إهتماما واحدا بالخدمة عيشوا بالسلام. وإله المحبة والسلام سيكون معكم. هذه آخر آيه في رسالة القديس بولس الرسول الثانية لأهل كورنثوس.
هذه الخماسية هي خماسية حياة الشهداء الذي نحتفل بهم يوم الأثنين القادم 1 توت. في مصر خلال المجمع المقدس أصبح هناك عيد للشهداء المعاصرين هو 15 فبراير من كل سنة يتوافق مع عيد دخول المسيح الهيكل لأنهم دخلوا الهيكل السماوي.
ربنا يبارك الجميع لألهنا المجد الدائم آمين.