استهل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس السبت، زيارة إلى السعودية التقى خلالها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ووزير خارجية المملكة عادل الجبير.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في تصريحات نقلتها "روسيا اليوم"، أن جدول أعمال لافروف يتضمن زيارة إلى عمان يلتقي خلالها العاهل الأردني عبدالله الثاني، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.
وأضافت زاخاروفا أن المباحثات في كل من البلدين ستتركز على العلاقات الثنائية، وستتناول تطور الأوضاع في سوريا، على ضوء إنشاء مناطق خفض التصعيد في البلاد، وضرورة تشكيل وفد موحد للمعارضة في محادثات جنيف.
كما سيناقش الوزراء الأوضاع في اليمن والعراق وليبيا والتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، مضيفة أن اللقاء سيتضمن كذلك التوقيع على عدد من الاتفاقات، ومناقشة الكثير من الملفات التي تهم المنطقة.
فيما جددت زاخاروفا التأكيد على دعم موسكو لجهود دولة الكويت والأمير صباح الأحمد الصباح للتوسط بين جانبي هذه الأزمة، مؤكدة أن مباحثات الوزير لافروف في السعودية والأردن ستتركز على الخلافات الموجودة بين دولة قطر وعدد من دول المنطقة، مؤكدة أن موسكو لا تزال تدعو الدول المعنية إلى تجاوز خلافاتها من خلال المفاوضات وإيجاد حلول وسط تسمح بإعادة العلاقات بين هذه الدول إلى مجراها الطبيعي، وتأمين وحدتها في مواجهة عدد من التحديات المعاصرة.
وكان لافروف، قد أكد خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الفرنسي جان إيف لودريان في موسكو مساء الجمعة، أن عملية جنيف للتفاوض بين السوريين بلغت "الكتلة الحرجة" الضرورية لإطلاق حوار مباشر وموضوعي.
وقال: "في هذه الجهود يقدم لنا شركاؤنا الإقليميون مساعدة كبيرة، ومنهم بالدرجة الأولى، السعودية التي طرحت مبادرة لتوحيد كافة أطياف المعارضة"، مؤكدا أن روسيا تدعم الجهود السعودية بنشاط، مؤكدة ضرورة توحيد صفوف.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الكازاخستاني، قيرات عبد الرحمنوف، أمس السبت، أن المعارضة السورية أكدت مشاركتها بشكل مبدئي في الجولة السادسة من لقاء أستانة المقبل حول سوريا والمقرر عقده الشهر الجاري كـ"خطة أولى".
ومن جانبها، أكدت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، في تقرير لها بعنوان "آخر المستسلمين" على أن السعودية قد لحقت بركب أمريكا وأوروبا في القبول ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد، في سوريا، وضرورة تنسيقهم العمل مع روسيا للوصول إلى تسوية كاملة وحل شامل، بشأن تلك الحرب الدائرة منذ 6 سنوات.
ووفقا "لبلومبرج" فإن ما يثبت تلك الفرضية هو استضافة الرياض لمجموعات المعارضة لحثهم على الاتفاق مع الفصائل المتشددة على ضرورة أن يكونوا أقل إصرارا على رحيله الفوري.
كما أن زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى الرياض، وزيارة الملك سلمان المرتقبة إلى موسكو، تظهر أيضا أن السعودية بدأت فعليا في الاستسلام والتراجع عن موقفها المتشدد بشأن سوريا.
