الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الهلال" تحتفي بمرور 125 سنة على تأسيسها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الهلال ليست مجرد مجلة، لكنها ذاكرة مصر والأمة العربية وسلاح ضد التطرف والإرهاب".. هكذا عبرت أسرة تحرير أعرق المجلات الثقافية العربية عن توجهها الراهن بعد 125 سنة على تأسيسها على يد جورجي زيدان، من خلال غلاف عددها التذكاري المتوفر حاليا في الأسواق مع كتيب هدية عن أهم 125 فيلما أنتجتها السينما المصرية في تاريخها، وكذلك من خلال كلمة للرئيس عبدالفتاح السيسي في الصفحة السادسة، وجاء فيها: "إن المفكرين والكتاب يشكلون الضمير والوجدان في مصر ولهم دور خطير جدا في قيادة الرأي العام بمعاونة أجهزة الإعلام، ومختلف مؤسسات الدولة المعنية بالتعليم والثقافة". 
وفي الكلمة ذاتها "مصر تحتاج إلى ضرورة خلق منظومة وعي حقيقية لدى كل مواطنيها، حتى يتسنى حلها بشكل فعال، خاصة وأن الدولة لن تحتمل الصراع والتشتت مرة أخرى، بعدما بات كيانها على المحك ويمكن أن يتهاوى في أي وقت". 
واختتمت كلمة الرئيس السيسي بقوله "إن المعرفة الإنسانية بمفهومها الشامل هي المعنى الحقيقي للثقافة، ولن نتمكن أبدا من استيعاب الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة القويمة، إلا من خلال كم ضخم جدا من الثقافة والمعرفة والانفتاح على العلوم والفنون المختلفة لدى شتى الحضارات والشعوب". 
وجاءت كلمة رئيس التحرير خالد ناجح تحت عنوان "معجزة الشاب جرجي زيدان"، وتضمنت: "نحصل على الحكمة ونتعلم القدوة من قصص السابقين، خاصة لو كانت دراما القصة تشبه دراما حياة الكثير منا، فما بالك لو كانت هي قصة الشاب المعجزة جورجي حبيب زيدان، المولود لأسرة فقيرة، كان يساعد فيها والده بعمله في مطعم، كان يتردد عليه الأدباء من أمثال إبراهيم اليازجي وعبدالله البستاني ويعقوب صروف، مما أيقظ لديه طموح المعرفة". 
أما غلاف العدد (1495) والذي صممه الفنان محمد أبو طالب، فتتوسطه صورة لجورجي زيدان ويحمل شعار "125 سنة مع التنوير"، وقائمة بأبرز من كتبوا للمجلة، ومنهم الزعيم أحمد عرابي، جمال الدين الأفغاني، عبدالرحمن الرافعي، الشيخ محمد عبده، مي زيادة، زكي مبارك، محمد حسين هيكل، جبران خليل جبران، بشارة الخوري، برتراند راسل، أبو القاسم الشابي، عباس العقاد، طه حسين، خليل مطران، توفيق الحكيم، سلامة موسى، ميخائيل نعيمة، ومعروف الرصافي. 
وجاء العدد التذكاري لمجلة "الهلال" في 610 صفحات، بدأت بمقالات عدة عن المؤسس جورجي زيدان، أولها مقال للدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية، ذكر فيه أن قدوم جورجي زيدان إلى مصر ضمن مجموعة من الرواد الشوام في ميادين الأدب والصحافة والمسرح، ثم السينما إنما يؤكد ملاحظة متصلة الوجود تاريخيا مؤداها أن العلاقة بين مصر وما نطلق عليه تعبير الشام ككيان سياسي، هي علاقة تتجاوز حدود التضامن السياسي والعسكري عبر التاريخ لتكون دائما محورا ثقافيا للتيار القومي الذي واكب النهضة العربية الحديثة واتخذ من مصر ركيزة له. 
وكتب الدكتور محمد فتوح أحمد تحت عنوان "رائد تاريخ أدبنا العربي"، أنه حتى حين وصل إلى القاهرة في أكتوبر سنة 1883 لم يكن أحد ولا هو نفسه، يعرف أن عاصمة المعز تشهد قدوم أحد فرسان التنوير الفكري، الذي سوف يستأثر بمكانة لا تبارى في ميادين العلم والثقافة والأدب على حد سواء. 
وأضاف إن جورجي زيدان العصامي، الذي فر من جحيم الفتنة الطائفية التي ضربت وطنه لبنان منذ سنة 1860، والذي علم نفسه بنفسه كان آية عصره في التربية الذاتية والقدرة على هزيمة الصعاب والإيمان بسلطة العقل وقيمة الحرية، ناهيك عن عزيمة لا تقل صلابة عن الحديد. 
وتحت عنوان "جورجي زيدان.. إمام الرواية التاريخية"، كتب الدكتور يوسف نوفل" إن جورجي زيدان علامة في تاريخ التجديد والتحديث في مجالات متنوعة، منذ هجر دراسة الطب، إلى الصحافة والأدب، وما كان له أن يحقق هذا القدر من النجاح لولا ما أتيح له من حسن اختيار ميدان الانطلاق ومضماره، وقد أظن أن هذا الميدان قام على أساسين هما مجلة الهلال ثم دار الهلال. 
وتضمن العدد كذلك قصيدة للشاعر العراقي الراحل محمد مهدي الجواهري عنوانها هلال الفكر: "يا علال الفكر في العيد السعيد/ هكذا ظل مضيئا ألف عيد/ هكذا ظل كما كنت حفيا/ بجهود وحافظا لعهود/ يا هلال الفكر كم طورت جيلا/ وتطورت على جيل جديد".