الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

قطرة "الميدرابيد".. منتج جديد في سوق الكيف

  محررة « البوابة
محررة « البوابة » تشترى « الميدرابيد »
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المدمنون يستخدمونه بديلا عن الكوكايين.. والنتيجة موت محقق 
صيدليات فى الجيزة تبيع العبوة بـ300 جنيه
25 شخصًا توفوا هذا العام من مدمنى هذه القطرة
20 إلى ٢٥ يومًا تظل أعراض انسحابها لمعظم المدمنين
7 إلى ٣٠٠ جنيه ارتفاعًا فى سعر القطرة بعد علم بعض الصيادلة أن بها مادة مخدرة
5 عبوات قطرة يتناولها المتعاطون فى اليوم الواحد، وتدمر خلايا المخ وتسبب شللًا كليًا
80% من المتعاطين يتعرضون للموت المفاجئ
أعراضها
«قىء، مغص شديد، سخونة شديدة، توسيع حدقة العين وزغللة» 
والجرعة الزائدة تؤدى إلى هبوط مفاجئ وتوقف فى عضلة القلب..
القطرة غير مدرجة بجداول المخدرات
لا يتوقفون عن ابتكار التجارب التى يتغيبون بواسطتها عن الوعى كى يتناسوا هموم حياتهم، فكل يوم يخرج لنا واحد من بين مدمنى المخدرات بتجربة مخدر جديد، مستخدمين العقاقير الطبية، التى تقتحم سوق الكيف، وتنتشر فى كل المحافظات، كالنيران فى الهشيم، . آخر تلك الابتكارات، كانت قطرة الميدرابيد، التى تستخدم فى توسيع قاع العين أثناء العمليات الجراحية، ولكن المدمنين جعلوا لها استخدامات أخرى، وهى أن يتعاطوها مثل مخدر منفرد أو مع الهيروين، ولكن مع كل ابتكار جديد للمدمنين تظهر الآثار الجانبية، والتى قد تصل لحصاد أرواح هؤلاء المدمنين الذين يدفعون أرواحهم ثمنًا لتلك التجربة.
«تستخدم خارجيًا فقط ولا تستخدم للحقن».. تلك التحذيرات والاحتياطات المكتوبة فى النشرة المصحوبة بعلبة قطرة الميدرابيد، فحسب حديث أحد الصيادلة أن تلك القطرة تحتوى على مادة «تروبيكاميد» ، وأنه عند استخدامها عن طريق الحقن كمخدر فإنها تسبب الأعراض التالية: «قىء، مغص شديد، سخونة شديدة، توسيع حدقة العين وزغللة» والجرعة الزيادة تؤدى إلى هبوط مفاجئ وتوقف فى عضلة القلب، لكن الأخطر أنه بمجرد علم بعض الصيادلة بهذه التجارب.. تبدأ رحلة الإتجار لترتفع سعر القطرة من 7 إلى 300 جنيه، فيما تقف وزارة الصحة موقف المتفرج.. «البوابة» تفتح الملف.

اختراق صيدليات سبوبة «الميدرابيد» فى «الجيزة»
من المفترض أن تكون قطرة الميدرابيد علاجا متاحا فى جميع الصيدليات، ولكن حسب ما قاله مدمنو القطرة والمتعافون، إنه يوجد صيدليات تقوم ببيعها بأضعاف سعرها الرسمى، والذى يكون ٧ جنيهات، حيث يصل سعرها فى بعض الصيدليات للمدمنين لـ٣٠٠ جنيه، لذلك قررت خوض جولة على الصيدليات لرصد كيفية تحول تلك الصيدليات لدواليب مخدرات للمدمنين.
بدأت جولتى بصيدلية دكتورة هبة، فى منطقة الكونيسة بالعمرانية، وقمت بالاستعانة بـ«تامر» أحد المدمنين المتعافين لشراء القطرة.. دخل تامر الصيدلية وقال للطبيب المسئول: «عايز نص» يقصد نصف عبوة قطرة، فقام الطبيب على الفور بإحضارها، فسأله تامر «هى بقت بكام؟».. فتردد الطبيب متراجعًا وسأله: «أنت أول مرة تشتريها من هنا؟».. فأجابه تامر: لا.. فرد عليه قائلًا: «خلاص نفس السعر القديم»، فأعطاه تامر ٦٠ جنيهًا، وخرج حاملًا بيده نصف عبوة القطرة أمام الجميع.
بعدها انتقلت لواحدة من الصيدليات المعروفة بسمعتها السيئة، حيث إن صاحبها من الرجال أصحاب النفوذ، الذى تحدى وزارة الصحة وقسم العمرانية، الذين سعوا لغلقها أكثر من مرة، وقاموا بتشميعها عدة مرات ومع ذلك فإنها ظلت تبيع للمدمنين جميع العقاقير المخدرة، وحتى من كان منها ضمن جداول المخدرات.
راقبت تلك الصيدلية لمدة شهر، ووجدتها تفتح ٣ ساعات فى اليوم من الساعة السابعة وحتى العاشرة مساء، كما أن بعض الأيام تغلق تلك الصيدليات، ولا تفتح ولكن لم تكن تلك أيام الإجازات، بل الأيام التى يكون مقدماً بها بلاغ فيقوم القسم أو إدارة التفتيش الصيدلى بوزارة الصحة بالتفتيش عليها ليجدوها مغلقة، حسب حديث المدمنين الذين يتعاملون مع طبيبها.
هذا وقد اعترف لى العديد من المدمنين أن بعض معارفهم ممن يتعاطوا القطرة، قد توفوا لذك فإن طبيب الصيدلية يحرر ضده العديد من المحاضر والشكاوى، ولكن فى النهاية بلا جدوى ما زالت الصيدلية تمارس أعمالها غير الأخلاقية التى تودى بأرواح الكثيرين.

«الصيادلة»: لا نستطيع وقف الكارثة لأنها «مش جدول»
لم يكن بالتأكيد حى العمرانية، هو الوحيد من بين الأحياء الذى تنغرس صيدلياته فى تلك التجارة المحرمة للأدوية، فهناك العديد من الصيدليات التى اتخذت من القطرة سبوبة لها.
قال الدكتور محيى عبيد، نقيب الصيادلة: «دى مش أزمة النقابة إحنا ملناش دعوة.. دكتور فى صيدلية وبيبيع علاج، ومش نازل جدول، كون المدمنين بيتعاطوا دى مش جريمة الصيدلى».
وعندما سألته عن الشق القانونى، الذى تقوم به النقابة تجاه من يبيع القطرة، فقال: «مفيش أى شق قانونى ضد اللى يبيع القطرة، إلا أنه يبيع بسعر أعلى أو يقوم بتقسيم العبوة الواحدة، وهنا كمان دور وزارة الصحة إدارة التفتيش الصيدلى، وبعد أن يصدر حكمها ضد الصيدلية والصيدلى تقوم النقابة بشطب اسمه من عضوية النقابة»، مبررًا ذلك بأن النقابة مدنية، وليس لها أى سلطة قانونية وضبطية.
وأشار عبيد إلى أن النقابة تسعى للحصول على الضبطية القضائية لوقف ممارسات بعض الصيادلة غير المشروعة كبيع القطرة.

«البوابة» مع مدمنى «القطرة» وأهاليهم
شاب عشرينى يكشف أسعارها فى سوق الكيف المصرية
«الميدرابيد» تخطف شقيقين من حضن عائلتهما فى أسبوع
كثير من الأسئلة تدور فى أذهاننا حول إدمان قطرة الميدرابيد، من أين جاءت؟.. وكيف وصل لها المدمنون؟ وأعراض انسحابها؟ لذلك قررنا لقاء بعض من مدمنى القطرة، لنأتى بإجابات على هذه الأسئلة من مصدرها.
فذهبنا لإحدى الصيدليات المعروفة بسلوكها السيئ وتعاملها مع المدمنين وراقبنا الصيدلية لمدة ٣ أيام ووجدنا عشرات الشباب يترددون على الصيدلية يوميًا، يقومون بأخذ القطرة وخلطها مع مسحوق البودرة أو يأخذونها منفردة عن طريق الحقن فى الجسد.
من أمام الصيدلية يصطف مجموعة من الشباب غرباء الهيئة، لوهلة ستنتفض من مظهرهم الخارجى، ولكنك عندما تقترب ستجدهم مجرد أجساد بلا روح، واقفين بعيون تائهة، لا يدرون ما يدور حولهم كل ما يفكرون فيه هى الحقن التى يمسكون بها، والتى يدخلونها بشغف كبير فى عروقهم لتنقلهم إلى عالمهم الخاص الذى ينعزلون به عن الدنيا.
على بعد خطوات من الصيدلية، وقف أحد تلك الأجساد بعدم إدراك بما يدور من حوله، معتقدًا أنه يحادث نفسه فى إحدى لحظات غيابه عن الوعى، وتمتم بهمسات قائلًا: «إمتى ألاقى حاجة مفعولها أشد من الزفتة دى اللى مبلاقيهاش ومبلحقش أتهنى عليها عشر دقايق وبتفصل وأبقى عاوز شكة تانى».
اتجهت إليه عارضة عليه المساعدة.. ليبدأ حديثه معى بعيون غائرة وملابس مهرولة ولسان تلعثم عن الكلام وقف ذلك الشاب العشرينى «خالد.خ» قائلًا: أنا بدأت الأول بالسجاير بعدها الحشيش بعدين البرشام والبودرة، وبقالى سنة بحقن بودرة مع قطرة، ومبقتش جايبة معايا نتيجة».
وعن أعراض القطرة مع البودرة يقول خالد: «القطرة لما باخدها بتعلى الدماغ اللى بتعملهالى البودرة، أول ما سن الإبرة يلمس العرق بحس بفلاش ضرب فى عينى، وبعدها مش بحس بالدنيا بكون فى عالم تانى لدرجة أن صوتى بيعلى أوى وبكون مش سامعه».
ويضيف أن سعر القطرة من سنة كان ٤ جنيهات، فضلت تغلى لحد ما الصيدليات عرفت أننا بناخدها مخدرات ووصلت لـ٣٠٠ جنيه، وفيه صيدليات حاليًا بتبيع للمدمنين ربع ونص قطرة حسب مقدرة كل واحد فينا.
موت شقيقين 
وفى واقعة غريبة روت لنا فاطمة نادى، عن شقيقيها «سيد ورجب» اللذين توفيا بفارق عشرة أيام بين كل منهما بسبب القطرة، فتقول إن شقيقيها من تجار بيع الكيف، وأنهما يتعاطيان جميع أنواع المخدرات حتى وصلا لقطرة الميدرابيد، وتشير إلى أن سبب الوفاة كان تعاطيهما للقطرة، وتقول: «أخواتى كانوا مسجونين فى قضية إتجار بعد ما خرجوا من الحبس كانوا فى حالة اكتئاب، ومكنش معاهم فلوس، وقعدوا لمدة أسبوع بيضربوا القطرة دى لوحدها من غير ما يخلطوها بالبودرة، وكانوا بيخلوا عيالهم الصغيرين يجيبوها من الصيدلية بـ٧ جنيه، لأنهم لما بينزلوا يشتروها بتكون غالية علشان شكلهم لأن الصيدليات لما بتبيع لمدمن غير لما بتبيع لمريض فكان بيوصل سعرها لـ١٢٠ جنيها».
وتابعت: «كانوا بيضربوا ٥ عبوات قطرة فى اليوم الواحد، ودى كانت جرعات زيادة أوى عن اللى معتادين يضربوه، سيد مقدرش يستحمل ومات قبل شهر رمضان الماضى بيوم واحد، وبعد ثلاثة أيام رجب مات زيه لأن القطرة عملتلهم مشاكل فى القلب».

رحلة إقلاع مدمن عن تعاطى «الميدرابيد»
«نادرًا ما ينجو مدمن القطرة من الموت».. تلك الحقيقة التى قالها لنا عدد من أهالى مدمنى الميدرابيد، الذين توفى أقاربهم بسبب القطرة، وهذا أيضًا ما أكده لنا «تامر.ب» الشهير بـ«بربش»، شاب ثلاثينى، مدمن متعافى من إدمان البودرة والقطرة منذ عام.
قال: «قعدت سنة ونص بحقن القطرة مع البودرة لحد ما ربنا تاب على، أطول فترة امتنعت عن ضربها كانت ٦ شهور، لحد ما ربنا كرمنى وخرجت سم القطرة من جسمى فى ١٥ يوما التى هى أعراض الانسحاب، وبقالى سنة ونص متعافى من الإدمان».
ويضيف تامر: «يوميًا كنت بضرب من علبتين لـ٣ علب قطرات، سواء لوحدهم أو مع البودرة، وعلبة القطرة الواحدة كانت تكفى للحقن خمس مرات»، ويشير إلى أن خطورة تعاطى القطرة منفردة أقوى عشر مرات من تعاطيها مخلوطة مع البودرة. وبعد لقائى مع عدد من المدمنين، وأهالى المتوفين نتيجة إدمانهم للقطرة، ذهبت لإحدى مصحات الإدمان بحدائق الأهرام، وهناك التقيت بـ(أحمد فؤاد) مدمن متعافى، الذى قام بكشف الكثير عن خبايا القطرة التى وصفها بالقاتلة، فروى لى أن المصحات ترفض استقبال حالات لمدمني القطرة، باعتبارهم فى عداد الموت، وأن المصحة لا تستطيع إنقاذهم.
«مدمن القطرة ميت ميت».. بهذه الكلمات أكد «فؤاد» مصير مدمن قطرة الميدرابيد، فقال إن المدمنين الذين يتعاطون القطرة يكونون فى عداد الموتى، حيث إن أعراض انسحابها لمعظم المدمنين الذين كان يعرفهم الموت بعد ٢٠ أو ٢٥ يوما، موضحًا أن الأعراض التى تصاحب مدمن القطرة خلال فترة انسحابها من الجسم هى «البرودة والسخونة المفاجئة للجسد، وأصوات غريبة عند النوم غير الطبيعية، صعوبة فى التنفس، نغزات فى القلب»، مشيرًا إلى أنه فى دائرة معارفه توفى هذا العام ٢٥ شخصا من مدمنى القطرة.