السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«الحرائر».. «1»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اشتقاق المصطلح وتوظيفه، صفة تمتعت بها الجماعات الإسلامية بوجه عام وجماعة الإخوان بوجه خاص، لها تفسيرات مختلفة وأهداف يخاطب بعضها العقل الباطن.
أن تكون عضوا فى جماعة فأنت مختلف ومتميز عن العامة، فأنت «أخ» أو «مجاهد» أو «شيخ» أو «سلفي»، مقابل «العامة»، استعلاء يتصف ويشعر به كل من كان عضوا فى جماعة إسلامية.
وحتى بين الجماعات نفسها، فعضو الجماعة الإسلامية، يرى نفسه أفضل من «الإخواني»، و«الجهادي» يميز نفسه عن الاثنين، و«الإخواني» يرى عضو الجماعة الإسلامية أو الجهاد، أدوات له، ويرى السلفى ما سبق «مبتدعا»، وحتى بين الجماعة نفسها فالأخ الأكبر «يعرف» أكثر من الأخ الأصغر حتى وإن كان الأصغر يكبره عمرا وخبرة علمية وحياتية، و«الأمير» لا ترد له كلمة ولا عارضة.
تقسيمات تنظيمية لجماعات قالت إنها إسلامية وقالت أم الجماعات وأقدمها فى شعارها: الله غايتنا و«القرآن دستورنا» والجهاد سبيلنا..، وكأن من ليس فى جماعتهم ليس له القرآن دستورا.
فى قرآننا الذى هو حياتنا ومماتنا وما بين حياتنا ومماتنا، الذى أعلنوا عنه دستورا لهم دون غيرهم يقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (سورة الحجرات ١٣)، فجعل الله التقوى التى قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم مشيرا إلى قلبه «التقوى ها هنا» سبيلا للتميز عند الله تعالى وهى أمر غيبي، وما دونها الكل سواء فيه، فالذكر والأنثى والشعوب والقبائل متساوون، وبمقاييس الدنيا الكل واحد، وفى السنة يقول محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال لرجل «أرعد» أى خاف وارتعش أثناء لقائه: «إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد»، يقول خير البرية: «لا فرق لعربى على أعجمى إلا بالتقوى»، التقوى التى «ها هنا».
عقب ثورة ٣٠ يونيو، خرجت المرأة لترفض حكم «الإخوان»، وشاركت بنفسها وزوجها وابنها وأبيها وأخيها، هالتهم المفاجأة وفضلا عن السؤال لماذا خرجت النساء والرجال؟ اشتقوا مصطلحا، نال من كل النساء.
«الحرائر» فى المظاهرات، الحرائر الرافضات لـ٣٠ يونيو، تطور المصطلح واستخدموه «إنسانيا» و«سياسيا» و«مظلوماتيا»، فى معجم «المعانى الجامع» «الحرائر» جمع حرة، وهى عتيقة الأصل، التى لم تولد أمة، والحر مضاده العبد أو القن، وكأنهن فقط الحرائر، وباقى النساء إماء أقنان.
مصطلح استخدموه إنسانيا لجذب التعاطف مع خسارة «الجماعة» للحكم، وتميزا لحرائرهن عن نسائنا «الإماء»، ومظلوماتيا، تلك الصفة التى برعوا فيها وسبقهم إليها الشيعة، الذين تجاهلوا الإمام الثانى الحسن بن علي، لأنه أصلح بين الناس وتنازل عن الحكم، وأعلوا من الإمام الثالث الحسين الذى استشهد ثائرا طالبا للحكم، فعاش الشيعة حتى لحظتنا على مظلومية الحسين بن على رضى الله عنه، وكذلك الإخوان يعيشون على مظلومية صنعوها، والتشابه بين الاثنين لو تعلمون «كبير».
فى اعتصام رابعة، وما تلاه من فاعليات، تصدرت النساء، وقبلهن الأطفال، وظهر مصطلح الحرائر وطغى، وإن لم يفعل، لظهر مصطلح آخر خاص بالأطفال، لن تعجز العقلية الإخوانية عن اشتقاقه.
لا ينكر أحد دور المرأة فى جماعات الإسلام السياسي، وخصوصا الإخوان، كانت موجودة دائما، إلا أدوارهم تغيرت عقب خروج المصريين وعلى رأسهن النساء على حكم «الجماعة»، فى ٣٠ يونيو، كان وجود المرأة فى الإخوان والجماعة الإسلامية، والجهاد، وحتى التنظيمات التى كفرت الجماعات السابقة، أسريا لدعم «الأخ» أو «المجاهد»، ولتربية «إخوة» أو «مجاهدين» أو دعويا، لتعليم النساء كيفية ما سبق، والكثيرات منهن كان وجودهن، جهلا أو أنفا عنهن.. للحديث بقية.