السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المعونة الأمريكية والتمويل الأجنبي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا، عن وجهها القديم والقبيح بشأن التدخل السافر فى شئون مصر الداخلية. فقبل زيارة الوفد البرلمانى المصرى للكونجرس الأمريكى فى يونيو الماضى، بعد قرار الكونجرس الأمريكى الأخير بخفض المعونة الأمريكية، قام النائب الجمهورى الأمريكى ليندسي جراهام بعقد جلسة استماع فى الكونجرس، طالب خلالها بإلغاء المعونة العسكرية أو تقليصها بحجج واهية، وهى تقييد الحريات وصدور قانون الجمعيات الأهلية، وزاد جراهام من بجاحته وقبحه وتدخله السافر فى شئون مصر الداخلية، بأن اشترط لعودة المعونات أن يتم إنهاء قضية التمويلات الأجنبية التى اتهمت فيها مراكز وجهات أمريكية عام ٢٠١٢ وحتى يتم إنهاء الهجوم على مصر. وتصريحات جراهام تحتوى على قدر كبير من البلطجة السياسية والابتزاز ويبدو أنه لم يدرك حتى الآن أن مصر أنهت عصر التبعية للولايات المتحدة بعد ثورة ٣٠ يونيو، وأن قرارها ينبع من إرادة شعبها وقيادتها السياسية.
ومن المعروف أن الولايات المتحدة ومنذ ثورات الربيع العربى، وتحديدًا فى مصر فى ٢٥ يناير ٢٠١١ قامت بتدريب وتمويل العديد من الحركات الثورية مثل حركة «٦ إبريل» و«كفاية» بهدف قلب أنظمة الحكم فى الدول العربية تحت مسمى «مشروع الشرق الأوسط الجديد»، من خلال منـظمات المجتمع المدنى الأمريكية التابعة لأجهزة المخابرات ووزارة الخارجية والبنتاجون، وتعتبر منظمة هيئة الوقف الأمريكى هى الغطاء القانونى للمنظمة المشبوهة «فريدوم هاوس» التى كانت تمول الحركات الثورية فى مصر قبل ثورة ٢٠١١ حتى أن جريدة نيويورك تايمز أكدت أن الدعم المادى للإدارة الأمريكية بالنسبة لحركة ٦ إبريل من ٢٠٠٦ حتى ٢٠١١ بلغ ١.٣ مليار دولار.
أما «جاريد كوهين» اليهودى قائد مدربى الشباب الليبيرالى المصرى على استخدام التكنولوجيا الرقمية فى إسقاط نظام مبارك، وهو زميل للناشط وائل غنيم أحد الرموز فى ثورة يناير من خلال إدارته لصفحة «كلنا خالد سعيد» التى أسستها جماعة الإخوان الإرهابية.
وقد نشر موقع «جلوبال ريسيرش» الكندى فى ١٩ فبراير ٢٠١١ بحثًا لتونى كارت لوتشى بعنوان «مصنع جوجل للثورة - تحالف حركات الشباب» يقول: «ما نراه مؤسسة ينتمى إليها مجموعة نشطاء تم اختيارهم بعناية يعملون على مناطق المشاكل التى تريد الإدارة الأمريكية إحداث تغيير فيها وهي: السودان وإيران ومصر والسعودية وأوروبا الشرقية» ويقول البحث: «إن حركة ٦ إبريل هى واحدة من هذه المجموعات ودورها البديهى هو نجاح الولايات المتحدة فى الإطاحة بحكم مبارك من أجل أن ترى رجلهم محمد البرادعى رئيسًا لمصر».
وقد فضح الباحث الكندى فى بحثه العلاقة المشبوهة بين منظمة «موفمينتس» التى يترأسها اليهودى جاريد كوهين وبين أمريكا والبرادعى وحركة ٦ إبريل. وقد دعا اليهودى «جاريد كوهين» اثنين من أعضاء حركة ٦ إبريل لمؤتمر تحالف الحركات الشبابية بواشنطن بحضور الـ«CIA». والجدير بالذكر أن هذا الاجتماع كان تحت رعاية منظمة «موفمينتس» لجاريد كوهين وهى المسئولة عن تمويل ٦ إبريل وكفاية، ومن هنا نعرف كم الدور المشبوه لجاريد كوهين ووائل غنيم فى ٢٥ يناير.
ومن هنا ندرك أهمية وإصرار النائب الجمهورى الأمريكى «ليندسى جراهام» تحت مزاعم تقييد الحريات وصدور قانون الجمعيات الأهلية الذى ينظم العلاقة بين منظمات المجتمع المدنى والتمويلات التى يحصلون عليها من الخارج، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة من أجل أن تكون هناك قنوات مفتوحة بين الحركات الثورية صاحبة المليارات من التمويلات وبين منظمات المجتمع المدنى الأمريكية حتى تساعد هذه الحركات الممولة والمشبوهة الولايات المتحدة فى زعزعة الاستقرار وهدم الأنظمة العربية لحساب المشروع الصهيو أمريكي. ومصر لا تخشى إرهاب أمريكا وإسرائيل ولن تلغى قانون الجمعيات الأهلية، ولا عزاء لدكاكين حقوق الإنسان والحركات الثورية من أجل التمويل.. والقانون هو الفيصل بين بائعى الأوطان وبين مصر.