الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الحقيقة الغائبة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عادت المرأة بقوة إلى خضم الحياة، لتعدو فى معترك السباق، فأثبتت جدارة فائقة فى كل مجال خاضته، وأصبحت رائدة فى عملها ولا سيما فى مجال الدعوة الذى بدأ منذ عصر الصحابيات إلى أن ظهر بقوة فى هذه الأيام بتوجيهات من صاحب اليد الحنونة والقلب الكبير سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أمر بأن يكون هذا العام هو عام المرأة.
بدأ تألق الداعيات يظهر للمرة الأولى بتلك القوة على يد مجدد الفكر وناصر المرأة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة الذى أفسح للمرأة مجالات لم تكن تستطيع أن تخوضها من قبل؛ فأرسلها إلى معسكرات ودورات تدريبية وانطلقت حملة طرق الأبواب فى القرى والمدن بتوجيهاته الحكيمة لتعليم البسطاء من النساء والأطفال صحيح الدين
فأثمرت تلك الحملات عن العديد من النتائج الطيبة بفضل الداعيات المنتقيات بكفاءة عالية مما كان له بالغ الأثر فى مجال الدعوة التى سيكون لها أثر عظيم على مستقبل أبنائنا، ولم لا! فالمرأة أثبتت أنها تصلح كداعية بل هى رائدة، فالمرأة قوام الحياة فهى الأم والزوجة والابنة والأخت.
المرأة هى دعامة الحياة والرجل لا يستطيع العيش بمفرده، لذا وجب عليه أن يفسح لها الطريق كى تبدع وتنطلق فى كل مناحى الحياة، ولا سيما فى مجال الدعوة الذى أظهرت فيه براعة فائقة وملكة كبيرة لتنير دروب النساء، وتعلمهن ما هو الدين الوسطى الحنيف، وتبين لهن مدى سماحة الإسلام، وأنه لا يأمر بقتل الأبرياء مثلما يفعل هؤلاء الإرهابيون.
فالله سبحانه قد حذر من يفعل ذلك بعذاب أليم فقال عز وجل «ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا». إن المرأة قادرة على العطاء بقوة إذا وجدت من يشجعها ويفسح أمامها الطريق كى تثبت كفاءتها، عندها ستندهشون من عطائها.
وها هى الداعية الواعية المثقفة صاحبة الفكر المستنير، قد ظهرت من جديد تجدد الدعوة وتحذو حذو السلف الصالح متخذة السيدة عائشة رضى الله عنها قدوة لها، فهى من أخذ عنها ربع الأحكام الشرعية التى تعلمتها من النبى صلي الله عليه وسلم.
نحن فى أحوج ما يكون لدور الداعية الصالحة المثقفة المتسلحة بالعلم الشرعى فى زمن سقطت فيه الكثير من القيم والمبادئ، لكى تقوم بدورها فى إصلاح منظومة الأخلاق التى كادت أن تتهاوى فى مجتمع أصبحت تشوبه أفكار غربية هدامة.
فهنا يظهر دورها لتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، وتربى أجيالًا صالحة تعرف ربها مرتبطة بدينها، والله سبحانه قد جعل للمرأة مكانة مثل الرجل فقال سبحانه «فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض»، وقد رفع النبى صلي الله عليه وسلم من شأن المرأة وقال «إنما النساء شقائق الرجال لهن مثل الذى عليهن بالمعروف». 
فالمرأة تسير بجانب الرجل لتدير معه دفة الدعوة إلى الله نحو التقدم والرقى، فالمرأة الفقيهة ستكون أعون لامرأة مثلها لديها العديد من الأسئلة التى تستحى أن تسأل عنها الرجال، فمن أعون للمرأة غير امرأة مثلها تساندها فى تلك الأمور وغيرها.
وفى تلك الفترة الحرجة التى تمر بها الأمة الإسلامية من التطرف والإرهاب أصبحنا فى حاجة ماسة إلى نشر الفكر الوسطى الحنيف وتصحيح مفاهيم الإسلام المغلوطة بل وتجديد الخطاب الدينى مما يجعل الأمة تعبر بسلام من بوتقة الإرهاب، فلتحيا الأمة الإسلامية وتنطلق دعوتها.