"يعني مش كفاية ضيق الحال اللي بنمر بيه ييجي النمل الأبيض كمان يكمل علينا".. بتلك الكلمات وصف أهالي قرى مركز القرنة غرب الأقصر حالهم ومعاناتهم مع مستعمرات النمل الأبيض التي تهاجم منازلهم وتسببت في تآكل جدرانها وسقوط أسقفها في مشكلة مزمنة تعاني منها تلك القرى.
وبالرغم من انتشار شكاوى المواطنين بخصوص وقائع هجوم النمل الأبيض إلا أنه لم يتوصل إحداها لحل يرضى الأهالي، حيث يعاني سكان قرى نائية بمدينة القرنة بتآكل الأساسات الخشبية بمساكنهم، والأقمشة ليكتشفوا دخول النمل الأبيض إليها لتتضاعف معاناتهم بالتزامن مع الظروف المعيشية الصعبة.
"البوابة" انتقلت إلى قرية حاجر جبل الأقالتة بمدينة القرنة غرب الأقصر، حيث يقطن بها نحو 10 آلاف مواطن، يعيشون وسط جحافل النمل الأبيض التي تسببت في خراب منازلهم المبنية من الطوب اللبن ومعاناة الأهالي الذين قرر كثير منهم أن يتركوها ويبحثوا عن غيرها وسط تجاهل أو سبات عميق من المسئولين.
قال محمد يوسف أحد مواطني قرية حاجر الأقالتة، "شكوينا لطوب الأرض ومفيش مسئول بيسمع ولا بيحسوا بينا حتى وبيتي وقع من هجوم النمل الأبيض عليه وسقفه تآكل وقمنا بعمل كل الإجراءات وخرجت لجنة هندسية من مجلس المدينة، وعاينت منازلنا، وأقرت بأنها آيلة للسقوط، وأرسلت خطابات للهيئة الهندسية، وبعدها بأيام أرسلت لنا خطابات إزالة للتوقيع عليها بإخلاء المنازل لإزالتها وبعد إخلاء منازلنا قمنا باستئجار منازل أخرى، دون تدخل يذكر".
وقالت "حليمة ع "، ربة منزل "مش عارفين نعيش في بيوتنا اللي المفروض تكون أماننا وسترنا، النمل بيخرج من تحت رمل البلاط في المنزل، ويأكل الأساسات الخشبية، أكل السرير والدولاب والكراتين والكنب" مطالبة بضرورة وجود حلول حقيقية للحد من معاناتهم، بعد تآكل أساسات المنازل والأقمشة، وعدم مقدرتهم على تخزين أطعمة لهجوم النمل الأبيض عليها.
بينما قال سمير أحمد، 29 سنة، "معظم سكان القرية بيدوروا على معايشهم وحالتنا متسمحش لا بتملك أرض ولا شراء بيت، وبنجري على المسئولين ومحدش سائل فينا، وبتوع الزراعة ودن من طين وودن من عجين بيتعاملوا مع المشكلة بعدم اهتمام على أساس أنها مشكلة عامة بعدد من القرى بييجوا يعملوا إثبات حالة ويعالجوها مؤقتا بالمبيدات ويمشوا ومش بنشوفهم عينهم تاني والنمل بيرجع تاني إحنا مش معانا وظائف ولا دخل كل اللي عايزينه شوية اهتمام ونعيش عيشة كريمة مش هيبقى النمل وضيق الحال علينا".
فيما قام عدد من أهالي القرنة، بعمل توكيلات لطلب تعويضات من الحكومة بسبب الخسائر التي يتعرضون لها، بعد انهيار منازلهم وصدور قرارات إزالة بشأنها دون توفير البديل للمواطنين أوإيجاد حلول للأزمة وطالب الأهالي بضرورة قيام مديرية الزراعة بتوفير المبيدات الحشرية للقضاء على النمل الأبيض وتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم من تصدع منازل وانهيار بعضها.
فيما أوضح مصدر بمديرية الزراعة بالأقصر، أن النمل الأبيض هو حشرة تعيش مجتمعات تسمى مستعمرات وتتغذى على مادة السليلوز، المتوافرة في كثير من استعمالات الإنسان اليومية من أساس منزلي وأخشاب وسجاد وملابس وتعاني من المشكلة عدة مناطق في الأقصر مثل نجع أحمد حسين وقرية السيول بالطود وقرية حاجر الأقالتة بالقرنة لافتا إلى أنه يتم مكافحة النمل الأبيض فيها باستمرار وتوفير المبيدات الحشرية للقضاء عليه مشيرا إلى أنه يجب على الأهالي تقديم طلب للمديرية لإدراجهم في خطة المكافحة، والقضاء على هذه المشكلة.
