الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

خادم "الحسين": كل المصريين مريدون

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«حسين منّى وأنا من حسين».. قول رسول الله الذى يحفظه المصريون عن ظهر قلب، ويرددونه طوال زيارتهم لمسجد سيدنا الحسين، الذى يشع بالروحانيات، فهو المسجد الأقرب لقلوب المصريين والمسلمين خارج مصر وداخلها بعد المسجد الحرام فى مكة ومسجد رسو ل الله فى المدينة المنورة، حلقات الذّكر لا تنتهي، وصيحات المستنجدين تملأ جنبات المقام الشريف، وأصوات المرتلين تضج فى المكان كطنين النحل، تقف على باب المقام ما يُقارب النصف ساعة قبل أن تلقى السلام على سبط رسول الله، يستقبلك المحبون بالمسك، مرددين على مسامعك «صل على الحبيب»، وفى أرجاء المقام، تختلط الأصوات بين أنين وابتهال، وتوسل ورجاء، وارتجاف ودعاء، الكل ينشد الود، يطلب القرب، حبًا فى آل بيت رسول الله.
وفى ركن هادئ داخل المقام الشريف يجلس عم حسن خادم المقام، الذى تجاوز من عمره السبعين عامًا، ليروى لنا حكاياته فى رحاب الحسين والذى يقول، «حب آل بيت النبى لا يقف وراءه هدف ولا مصلحة، فالناس تأتى هنا لسيدنا الحسين حبًا فى رسول الله، وتبركًا بآل بيته الكرام، وإن كان يظن البعض أن الصوفية هم من يأتون لزيارة آل بيت النبي، فأود أن أقول لهم إن جميع المصريين مريدون ومحبون وجميع المصريين صوفية، فمن منا لا يرجو الله أن يحشره مع سيدنا الحسين رضى الله عنه؟، فجميع من يأتون هنا محبون ومريدون، وأنا منذ أكثر من أربعين عاما وأنا أجلس فى نفس المكان، نردد ذكر الله ونبتهل إليه، وننهل من كرامات الحسين عليه السلام، تركنا الدنيا وراء ظهورنا ولجأنا إلى آل بيت النبى عليهم السلام.
كرامات الحسين لا تنتهي، هكذا يردد الشيخ حسن، الذى يقول: «لقد رأينا البراهين بأعيننا فما من صاحب حاجة إلا وجاء إلى الحسين أملا فى قضاء حاجته، وبعدها بأيام نجد صاحب الحاجة عائد إلى المقام المبارك، تغلبه دموع الفرح بقضاء حاجته، ومن الحكايات التى أتذكرها أن جاءنى رجل سوداني، والده مريض فى أحد المستشفيات بالسودان ولا يملك ثمن العلاج، فجاء من السودان قاصدًا الحسين وبعد أن حكى لنا قصته ونصحناه بأن يتصدق باليسير من المال، وأن يبتهل ويدعو الله دعاء صادقًا، عاد إلينا بعد فترة يسيرة والسرور على وجهه فقد شُفى والده وخرج من المستشفى، والحكايات كثيرة، وفى إحدى المرات جاءنا شاب كان مرشحًا لعضوية مجلس الشعب وكان منافسوه من الكبار، ولكنه لجأ للحسين ودعا الله أمام مقامه الشريف، وبعدها بفترة عاد إلينا وهو يشعر بالنصر لأنه نجح فى الانتخابات وكان له نصيب أن يدخل البرلمان، وهذا الأمر ليس بغريب، فلا عجب أمام بركة آل بيت النبي.
وعن أشهر المريدين والمحبين وزوار الحسين عليه السلام، يقول خادم المسجد: رئيس إيران من أشهر جاء إلى مسجد الحسين وصلى بالمسجد، ووقف أمام المقام الشريف، والباكستانيون يأتون بشكل منتظم وكثيف وأغلبهم من العلماء وكبار رجال الدولة، ويسقطون على الأرض مقبلين لها، ومقبلين لأركان المقام، وجلس هنا فى المقام المبارك اللواء محمد الزعيرى رحمة الله عليه، وكان لواء طيار ومن محبى وعاشقى آل بيت النبى وسيدنا الحسين، بعد أن وصل سن التقاعد جلس فى مقام الحسين لمدة ١٥ عاما يقرأ ويُرتل ويبتهل، فالمريدون من كل الأجناس والدرجات، ومن العجائب أننى عندما كنت أقرأ بصوت عالٍ كان يميل إلىّ أحد المريدين الذى قضى عمره فى رحاب الحسين ويقول لى «سيدنا بيقولك وطى صوتك»، كان جسدى يرتجف، فالكرامات لا تنتهي.
ويواصل الشيخ حسن: «فى ذكرى استشهاد الحسين فى محرم يكتظ المسجد بالشيعة محبى الحسين رضى الله عنه، وكل إنسان يؤدى طقوسه دون أن يعترض عليه الآخر ففى النهاية جميعنا عاشق لآل بيت النبى ومحب للحسين، وفى فترة دخوله مصر – فترة المولد – تكون الزيارات كثيرة جدًا، فلا تجد موضع قدم داخل المسجد أو داخل المقام، وهناك زيارات خاصة لبعض العائلات الملكية لمختلف بلدان العالم ولكن هذه الزيارات تكون ليلًا حيث يتم فتح المسجد لهم فى وقت لا يكون به زحام.