الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

فن الإرهابية.. الجماعة تطالب وزير داخلية الملك بفرض الرقابة على السينما

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رفعت جماعة الإخوان الإرهابية فى أوائل الأربعينيات مذكرة باسم الجمعيات الإسلامية إلى حضرة صاحب الدولة وزير الداخلية، هذه المذكرة ذكرت بالنص فى كتاب أوراق من جماعة الإخوان لجمعة أمين:
من الجمعيات الإسلامية
إلى حضرة صاحب الدولة وزير الداخلية
لا شك أن مصر فى نهضتها الحاضرة تحتاج إلى تنبيه الرجولة فى رجالها، والأخلاق المتينة فى نسائها، ليكون لها من بنيان الأسرة صرح يقوم عليه تحقيق الآمال الجسام فيما تستقبله من واجبات قومية عظيمة.
وأن الجمعيات الإسلامية فى مصر فى اجتماع لها عقدته خصيصًا للتفكير فى أسباب الضعف التى تعترض مصر فى سبيل نهضتها القومية، لاحظت أن شباب الأمة وفتيانها كان يجب أن يكون نصيب الوطن من قواهم وعنايتهم أكثر من نصيبه الحاضر، ولعل من أهم الأسباب التى تحرم الوطن من استثمار جميع قوى الشباب انصراف فريق عظيم منهم إلى المتعة وتوجيه كثير من مداركهم وأوقاتهم نحوها.
ومن أهم ما يمكن أن يتلافى به هذا الضعف:
أولًا: أن تكف بعض الصحف عن نشر الفصول والصور التى تهيج حس المتعة فى الشباب مما يدخل بحسب اصطلاحهم فى باب الأدب المكشوف والفن، ويمكننا عند الأخذ فى دراسة هذا الموضوع أن نقدم تقريرًا يلم بكثير من وجوه هذه الناحية.
ثانيًا: أن تزاد الرقابة على أفلام السينما فتنقى بقدر الإمكان من المشاهد الغرامية التى يسوء فريق عظيم من الآباء أن تقع أنظار أبنائهم وبناتهم عليها، بل أن تقع أنظار الفريقين على إعلاناتها على الجدار وفى أكثرها صور التقبيل بين الجنسين مما لا يجوز عرضه على أنظار الفتيات وهن فى دور الطهارة لئلا يهون عليهن اعتياد النظر إليه فيما يعترضن من تجارب، وكم كان لذلك من آثار مؤلمة ونتائج محزنة.
ثالثًا: وهنالك الإذاعة اللاسلكية وهى أيضًا كالصحف والسينما، على أن تكون أداة تثقيف وتهذيب يمكن أيضًا أن تكون وسيلة من وسائل تهييج الشهوات، وتعويد الآذان سماع ما يكرهه أنصار الفضيلة، نقول ذلك بمناسبة ما اعتادته إدارة الإذاعة اللاسلكية من تركيب آلاتها فى حفلات كحفلات «كشكش» وصالة بديعة مصابني، فتنقل إلى المنازل وإلى أسماع الفتيات ما لا يرضى به الآباء الذين يهمهم أن تبقى أخلاق بناتهم طاهرة مصونة، فكم من الألفاظ المقذعة والعبارات النابية تلقى فى مثل هذه الحفلات، فتقشعر منها جلود الآباء الحريصين على طهارة بناتهم، وينشأ عن ذلك خزى كانت مصر غنية عنه لأن مثل هذه الصالات والحفلات ليس كل الناس سواء فى الرغبة وفى الإذن لفلذات أكبادهم فى استماع ما يلقى بين جدرانها.
رابعًا: ومما لا يتفق مع تقاليد مصر ودينها وجود الحمامات البحرية وغير البحرية التى يباح الدخول فيها للجنسين، وقد ضجت الأرض والسموات من ذلك فى السنين السابقة، وبلغ الأمر ببعض فتيات الجامعة أن يتجردن للاستحمام فى محضر الرجال وفى حفل رسمي، إن اللائق بمصر أن يكون للنساء حمامات مستقلة بهن لا يدنو منها الرجال، وبذلك يتمتع الناس جميعًا بالاستحمام، وتسلم الأخلاق عن الانحدار فى الهوة الرهيبة التى هى منحدرة فيها الآن، وإن أمرًا بسيطًا كهذا لا مؤونة فيه ولا مانع يحول دونه عجيب أن يتأخر تنفيذه للآن.
ولما كان أمل الأمة فى وزارتها عظيمًا جدًا فالجمعيات الإسلامية ترفع إلى دولتكم هذه المذكرة مؤملة صدور أوامركم الكريمة بتوجيه عناية جديدة إلى إنقاذ الشبان والشابات من كل ما يسوء أثره فى تربيتهم وبداية نشأتهم. ونرجو أن نسمع فى أقرب وقت صدى التماسها هذا تتردد به جنبات الوادى فتلهج الألسنة بالحمد عليه وما ذلك على دولتكم بعزيز.
وتفضلوا يا صاحب الدولة بقبول عظيم الإجلال والاحترام.
توقيعات لرؤساء الجمعيات الشبان المسلمين، أنصار السنة، المسلم العامل، الإخوان المسلمين، أنصار الإحسان، الجهاد الإسلامي، التعارف الإسلامي.. إلخ.