الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

وكيل بابا الروم الأرثوذكس: الظروف دفعتنا لبيع الكنائس.. وملف "البوابة نيوز" حقيقة.. مكتبة البطريركية تحتوي 50ألف مخطوط أثري وترمم بأموال البنك اليوناني.. لدينا مدارس للاهوت والزراعة والتمريض

بطريك الروم الارثوذكس
بطريك الروم الارثوذكس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنيسة «النور المقدس» بالقدس ملكنا.. وأؤمن بالقضية الفلسطينية ومطلبنا بلد حر 
نسعى للوحدة بين الكنائس.. وعلاقتنا بالأزهر والإمام الأكبر جيدة
نسمح بالطلاق.. ولن نتقدم بأى مشروعات لقانون الأحوال الشخصية
50 ألف مخطوط أثرى بمكتبة البطريركية 
25 ألف نسمة عدد الروم بمصر بعد ثورة ١٩٥٢

فى الوقت الذى يصلى أقباط قرية الفرن وغيرها بالشوارع، نظرًا لعدم وجود كنيسة بالقرى والنجوع التى يقطنوها، وتسعى الكنائس جاهدة لترخيص وتقنين أوضاع مبانيها لإقامة شعائر الصلاة، فجرت «البوابة» ملف شغل الساحة القبطية، عن بيع كنائس لطوائف بعينها وأراض مملوكة لها باتت تحت وطأة محتلين بوضع اليد، وجاء أبرز البائعين طائفة الروم الأرثوذكس.
ولذا، كان علينا حوار وكيل البطريرك، الأنبا نيقوديموس برنانجيلوس، لكشف المزيد من الزوايا والأمور، واستيضاح الأوضاع داخل الطائفة ورأيها فى الحوار المسكونى، وعلاقتها بالأزهر، ونظائرها من الطوائف.
كما تطرق الحوار لعدة أمور شائكة، وأبرزها ترجمات الكتاب المقدس، وأمور الزواج والطلاق، ومنح الرعايا حق الطلاق فى حالات بعينها وفق أحكام لائحة 37.
وتحدث أيضا الأنبا نيقوديموس عن دور الكنيسة الرومية فى خدمة المجتمع المصرى وتوزيعها الجغرافى والعددى، بالإضافة لكشف جوانب ذات أهمية بشأن المخطوطات الأثرية التى تملكها مكتبة البطريركية ومجريات التجديد والتحديث، بالإضافة للمدارس ودورها.. فإلى نص الحوار.


■ متى نشأت أول كنيسة للروم الأرثوذكس فى مصر؟ وكم عدد أعضائها؟
- يرجع تاريخ تأسيس بطريركية الإسكندرية إلى عام ٦٢ ميلاديًا، وربطه باستشهاد القديس مرقس فى عام ٦٣ ميلاديا، وهو مبشرها الرسولى، وبطريركها الحالى هو البابا ثيودوروس الثانى.
واشتهرت الإسكندرية بمدرستها الفكرية «المدرسة الإسكندرية اللاهوتية»، والطابع العام الذى يميز الاتجاه الفكرى لها هو النظرة الصوفية والرمزية.
ويبلغ عدد رعاياها حاليًا نحو المليون ونصف المليون أرثوذكسى موزعين فى مصر وإفريقيا.
■ ما اللجان الممثلة داخل كنيسة الروم الأرثوذكس؟
- داخل كنيسة الروم، هناك عدة لجان للإدارة وهى: اللجنة المسكونية – اللجنة القضائية – لجنة الانتخابات – اللجنة الفنية – العلاقات العامة – المجلات البطريركية (الإعلام) – لجنة التبشير – لجنة الحوار الأرثوذكسى – لجنة الحوار الأرثوذكسى اللاتينى – لجنة الحوار الأرثوذكسى الإنجليكانى – لجنة الحوار الأرثوذكسى مع الكاثوليك القدامى – ممثلون البطريركية فى مجلس الكنائس العالمى – ممثلو فى مجلس كنائس كل إفريقيا – ممثلون فى مجلس كنائس الشرق الأوسط – الحوار المسيحى الإسلامى – مجلس كنائس مصر.
■ ما الهيكل الكهنوتى لبطريركية الإسكندرية؟
- بطريركية الإسكندرية تتكون من المجمع المقدس لكرسى البطريركية، ويرأسه البابا ثيودروس الثانى ويشاركة ٢٢ مطرانا وحكام منطقة ليس لهم حق التصويت.
وتتكون الرتب والوظائف داخل البطريركية من مساعدى أساقفة، ومطارنة حاملو اللقب، ورؤساء كهنة، ومدير عام للبطريركية، ووكلاء بطاركة القاهرة والإسكندرية، وهناك حوالى ٢٠ لجنة مختصة بالأوضاع الخارجية والداخلية للبطريركية.
■ حدثنا عن تاريخ بطريركية الروم الأرثوذكس فى أرض مصر؟
- مقر البطريركية كنيسة الإسكندرية ومنزل البطريرك، كانا فى منطقة قيصاريو، ولكن فى عهد البطريرك إيليا، أى فى أواخر القرن العاشر، تم نقل مقر دار البطريركية إلى القاهرة فى «حارة الروم» فى حى الحمزاوى بجانب كنيسة القديس نيقولاوس التى تعد اليوم مقرا للجنة البطريركية فى القاهرة.
وفى عام ١٨٧٠، نقل البطريرك صوفرو نيوس مقر البطريركية إلى الإسكندرية بشكل نهائى فى دير القديس سافو، وبعد العديد من التنقلات التى حدثت فى عام ١٩٦٩ وبعد المحاولات المستمرة التى بذلها البطريرك نيقولاوس السابع، قامت الحكومة اليونانية بشراء بناية مدرسة «توسيتسياس» من الجالية اليونانية فى الإسكندرية، ثم تنازلت عنها إلى بطريركية الإسكندرية فى إطار حق الانتفاع الكامل.
وتم تجديد المبنى بأكمله فى نهايات عام ١٩٧١ وأصبح المقر الدائم للبطريرك، ثم قام صاحب الغبطة بطرس السابع بمجرد توليه مهام البطريركية، وبفضل مساندة كل من الحكومة اليونانية والقبرصية، ببدء الإصلاحات اللازمة فى المبنى ليتماشى عمليًا مع المتطلبات الجديدة، وحتى يتسنى استخدام كل الأماكن فيه وتوظيفها بطريقة عملية، ولكن للأسف رحيله المفاجئ لم يسمح له باستكمال ما كان يرمى إليه. 
وتمت أعمال التجديد والترميم بفضل المساعى المستمرة والدءوبة للبطريرك الحالى ثيودروس الثانى وافتتحت هذه البناية فى إبريل عام ٢٠٠٦.
■ ما تكوين مقر البطريركية، وخاصة بعدما قيل باكتشاف خزانات مياه تحتها؟
- مبنى البطريركية يضم جميع الإدارات، ويضم غرفا لتقديم الطعام للإكليروس القائم فى خدمة البطريركية، وعدة صالات للاستقبال، وكنيستين للقديس ثيودروس والقديس نقتاريوس، وقاعات لعرض قطع تذكارية ذات قيمة عالية، وقاعة الكرسى البطريركي، وأخرى للمؤتمرات التى ينعقد فيها المجمع المقدس، وأخيرا المكتبة التاريخية القديمة لبطريركية الإسكندرية، والتى تحتوى على مخطوطات فى غاية الأهمية.
وبالفعل تم اكتشاف خزانات مياه يرجع تاريخها للعصر الهيلينستي، ولا يزال العمل مستمرا فيها، إضافة إلى إنشاء قاعات أخرى داخل البطريركية لتضم الخزانة التى تحوى الأوعية المقدسة إلى جانب المتحف الجديد للبطريركية الذى من المنتظر أن تعرض فيه قطع أثرية مهمة وتيجان وزى الكنيسة البيزنطية وأيقونات نادرة جدا ذات قيمة دينية وفنية لا تقدر بثمن.
■ كم عدد المخطوطات النادرة فى مكتبة البطريركية.. وما هى مجريات ترميمها للحفاظ عليها؟
- المكتبة تحتوى على أكثر من خمسين ألف مخطوطة، وأجريت أعمال ترميم للغالبية العظمى منها للحفاظ على التراث الثقافى للكنيسة كونها جزءا من حضارة مصر.
وأجريت أعمال الترميم للمكتبة على نفقة البنك الأهلى اليوناني، وتم افتتاحها فى ٩ مايو ٢٠٠٨ حتى يتمكن العلماء والباحثون والزائرون من الاطلاع على الآلاف من الكتب ذات القيمة التاريخية والعلمية الكبيرة، التى وصلت إلينا عبر التاريخ الطويل لبطريركية الإسكندرية، بفضل حرص بطاركة الإسكندرية وحبهم للعلم والمعرفة.
■ غالبية الكنائس لديها مؤسسات تعليمية، حدثنا عن ممتلكات الروم الأرثوذكس المعنية بهذا الشأن؟
- بالطبع، لدينا مدارس فى مقر دير القديس سافا التاريخي، وأيضا مدرسة بطريركية الإسكندرية والتى تحمل اسم «أثناسيوس الكبير»، بهدف إعداد وتعليم القائمين على العمل الإنسانى للكرازة، عن طريق تقديم دروس ومحاضرات فى مجالات الزراعة والتمريض وعلم اللاهوت، وتستغرق مدة الدراسة فى مدرسة البطريركية ثلاث سنوات وتمنح بعدها شهادات معتمدة من اليونان ومصر.
ومن المقرر إنشاء أكاديمية كنيسة الإسكندرية، والتى ستستغرق مدة الدراسة فيها أربع سنوات على نسق الجامعات الأوروبية والتى ستحمل اسم «أكاديمية الإسكندر الأكبر للدراسات اللاهوتية العليا» لتعليم الأفارقة والمسيحيين الأرثوذكس، ودراسة تخصصات الزراعة والتمريض، وتهدف الأكاديمية إلى تخريج دفعات تساهم فى نمو القارة الإفريقية.
■ ماذا عن الأديرة التابعة للبطريركية.. وتوزيع إيبراشياتها ومطرانيتها؟
- لدينا ثلاثة أديرة تابعة للبطريركية فى الإسكندرية هى ديرالقديس سافا، وفى القاهرة دير القديس نيقولاوس، ودير القديس غيورغيوس المعروف باسم مارجرجس الروماني، الذى يحج إليه المسيحيون لإحياء ذكرى رحلة هروب العائلة المقدسة إلى مصر.
أما بالنسبة للكنائس الموجودة بالإسكندرية، فلدينا ١٥ كنيسة تقام فيها الشعائر، و١٢ كنيسة فى القاهرة، كما يوجد فى القاهرة وقف دير سيناء، وهى كنيسة القديسة كاترينا فى منطقة الظاهر، وأيضا وقف لبطريركية موسكو وهى كنيسة القديس ذيميتريس فى منطقة الزيتون حيث يوجد مقر الكنيسة الروسية.
أما بالنسبة للمطرانيات فهى: مطرانية ممفيس، ومقرها هيليوبوليس فى القاهرة، وبخلاف القاهرة تشمل كلا من ميت الجهم، فاقوس، ميت غمر وزفتى، وتضم ست كنائس وتشرف على جمعية ماريا القبطية لمساعدة الفقراء والمحتاجين.
أما مطرانية ليوندوبوليس ومقرها الإسماعيلية وتشمل منطقة السويس، وبورتوفيق وتضم ست كنائس وتولى المطرانية خدمة مساعدة السجناء.
ومطرانية بلوزيوم (بورسعيد) ومحافظة دمياط، والمنصورة والقنطرة، وبها ثمانى كنائس ومركز لتعليم اللغة اليونانية.
■ ماذا عن الجمعيات التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس فى مصر؟
- بعد ما تعرضت له مصر فى حقب زمنية قديمة لسوء الحالة الاقتصادية وانتشار الفقر والجهل، قررت البطريركية تأسيس الجمعية اليونانية الأرثوذكسية، وجمعية الشوام للروم الأرثوذكس (التى سميت فيما بعد بجمعية الروم الأرثوذكس المصريين)، وجمعية الروس الأرثوذكس البيض، واهتمت هذه الجمعيات بإنشاء الكنائس والمدارس والمستوصفات حيثما تواجدوا، فامتدت الكنائس التابعة للجمعيات اليونانية من الإسكندرية شمالًا حتى أسوان جنوبًا، أما كنائس جمعيات الشوام (المصريون) فتركزت فى القاهرة والإسكندرية وفى المدن الواقعة شمال وشرق القاهرة.
■ ماذا عن تعداد الروم الأرثوذكس فى مصر؟
- بعد ثورة ١٩٥٢ كان تعداد الروم الأرثوذكس التابعين لبطريركية الإسكندرية فى مصر حوالى النصف مليون، وبسبب الهجرة إلى الخارج، وبعد تأميم الثورة للمصانع والأراضى والممتلكات للشركات والأفراد، قل عدد الروم الأرثوذكس فى مصر حتى وصل إلى ٢٥ ألف رومى أرثوذكسى.
«كنائس للبيع».. الظروف دفعتنا لبيع الكنائس وبروتستانت مصر حاولوا الاستيلاء على أرض «كنيسة حلوان»
■ بشأن كنائس الروم.. فجرت «البوابة» ملف «كنائس للبيع»، والذى فجر النقاش عن بيع أراض وكنائس تابعة لطائفة الروم الأرثوذكس، فما تعليقك؟
- بالفعل الملف صحيح، طائفة الروم قامت ببيع بعض الكنائس لنظيرتها الأرثوذكسية، مما جعل أعداد الكنائس والمترددين عليها أقل مما كان عليه من قبل، وأصبحت كنائس الروم الأرثوذكس مركزة فى القاهرة والإسكندرية وبشكل محدود جدا فى بعض عواصم المحافظات فى شمال وشرق القاهرة.
وأمام التحديات التى واجهت الوجود الأرثوذكسى فى مصر، عمل باباوات وبطاركة الكرسى الإسكندرى للروم الأرثوذكس على وقف بيع الكنائس، وتجديد وترميم ما هو باق من المملوك للبطريركية وللجمعيات، وذلك بالتعاون مع مطارنة الإيبراشيات فى مصر والجمعيات المالكة للكنائس.
أما بالنسبة للقضية التى تناولتها الجريدة، وبالأخص فى كنيسة حلوان، بالفعل نحن قمنا بتأجير بعض العقارات التى بنيت بمعرفة الطائفة وتحت إشرافها، وهذا الأمر تم بعد محاولات عديدة ومستمية من أحد الأشخاص ويدعى القس بشاى والتابع لإحدى الكنائس البروتستانتية، والذى حاول أكثر من مرة ابتزاز الطائفة ومحاولة الاعتداء على أرضها بحلوان، وبتدخل أحد الأجهزة السيادية فى الدولة تم وقف هذا الأمر وعمل تجديدات بالكنيسة فى حلوان وتتم الصلاة بالكنيسة من حين لآخر، وهذا ما جعلنا نأخذ موقفا سلبيا تجاه البروتستانت فى مصر.
ومثلها كنيسة أخرى فى فاقوس، وكنيسة الروم فى الزقازيق، وقد حاول بعض من القساوسة التابعين لطائفة البروتستانت شراء كنيسة الروم فى فاقوس، وكانت باسم يوحنا المعمدان، إلا أن الجمعية اليونانية المتصرفة فى هذه الكنيسة تنازلت عنها للأقباط الأرثوذكس، لأنهم يصلون على مذبح، والبروتستانت لا يصلون على مذبح، ثم ظهر شخص يدعى «المستشار» وحاول الاستيلاء على الكنيسة، وحاول هدمها بعدما قام بتزوير عقود الملكية التى يحملها، وبعدها المستشار خسر ثماني قضايا وأقام بالهدم بدون إذن أو ترخيص، ثم جاء قرار المحكمة بملكية الأرض للطائفة ووقف الهدم.
ولدينا عدد كبير من المشاكل فى بعض من الكنائس والأراضى المملوكة للطائفة حتى الآن وبالأخص فى السويس، وسانت كاترين ونحاول جاهدين استخراج تصاريح ولكن الروتين الحكومى يقف عثرة دائمًا أمامنا.
■ بخصوص الكنائس أيضا، هل قامت طائفة الروم الأرثوذكس بتسليم أوراق تقنين أوضاع الكنائس؟
- نحن نجهز أوراق عدد من الكنائس التى تحتاج إلى تصاريح خاصة بالبناء أو التجديد، والقانون المصرى الجديد الخاص ببناء الكنائس لا ينطبق علينا لأنه لا يمسنا كطائفة.
■ كنيسة الروم الأرثوذكس والحوار المسكونى بين الكنائس، نريد أن نتعرف على الدور المبذول فى ذلك؟
- قامت حركة مسكونية بين جميع الكنائس لبحث الأمور العقائدية فيما بينها، وعقدت اتفاقيات عقائدية ورعوية بين الكنائس المختلفة.
فبين كنيسة الروم الأرثوذكس والكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقع البابا والبطريرك بارثنيوس الثالث (١٩٨٧-١٩٩٦) اتفاقية فى مصر عام ١٩٨٩، حول شخص المسيح (الكريستولوجي) بقبول الكنيستين بالصيغة «أن يسوع المسيح الكلمة المتجسد، هو كامل فى لاهوته وكامل فى ناسوته. وأن اللاهوت لم يبتلع الناسوت، كما أن الناسوت لم يذوب فى اللاهوت، وأن ناسوته واحدًا مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا تشويش، ولاهوته لم ينفصل عن ناسوته لحظة واحدة ولاطرفة عين».
كما وقع اتفاقية ثانية فى جنيف عام ١٩٩٠ خاصة بشخص المسيح، وتم الاتفاق على الاعتراف المتبادل بسر المعمودية، وبحث ورفع الحرومات لإعادة الشركة الكاملة، وقد ورد فيها «فى ضوء الاتفاقية الكريستولوجية.. نحن الآن ندرك جليًا أن العائلتين حافظتا دائمًا على الإيمان الكريستولوجى الأصيل، والتقليد الرسولى المستمر وغير المنقطع».
كما وقع البابا والبطريرك بتروس السابع (١٩٩٧ -٢٠٠٤)، اتفاقية ثالثة فى مصر عام ٢٠٠١، بقبول الكنيستين لسر الزيجة الذى يتم إجراؤه فى أى منهما، بشرط أن الطرفين لا ينتميان فى أصلهما إلى نفس بطريركية الكنيسة الأخرى. وعلى كل من البطريركيتين قبول إجراء كل الأسرار الأخرى للأسرة الجديدة فى الزيجة المسيحية المشتركة، كما اتفقت الكنيستان على عدم قبول ضم أى من الزوج أو الزوجة بمفرده من أبناء أى كنيسة منهما إلى الكنيسة الأخرى.
كما يوجد لدينا باع طويل من الحوارات المسكونية بين الطوائف المسيحية الأخرى كالكاثوليك والبروتستانت، ولدينا تمثيل فى مجلس كنائس مصر، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومجلس كنائس كل إفريقيا، ومجلس الكنائس العالمي، ونسعى لمد الجسور بيننا وبين الآخرين، وإلى التماسك والوحدة بين الكنائس.
■ نريد معرفة علاقة الكنيسة بالأزهر؟
- لدينا علاقات جيدة بالأزهر الشريف، وبفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وتجمعنا اللقاءات المشتركة لترسيخ قيم المواطنة، والإخاء، ونحن نتبادل المعايدات دائما معهم، ويرسلون أئمة وشيوخا لمشاركتنا الأعياد والأفراح.
■ ينشغل المجتمع القبطى الآن بقانون الأحوال الشخصية الموحد، فهل أنتم ممثلون فيه، أو تقدمتم بأى مقترح للقانون؟ وهل تبيحون الطلاق؟
- كنيستنا تقبل الطلاق وتسمح به فى عدد من الأمور، كما تعطى الإنسان الحرية الكاملة فى استقرار حياته الشخصية، وإذا كان ذلك فى إنهاء الزواج بينهما، ونحن لن نتقدم بأى مشروع لقانون الأحوال الشخصية، أو نتمثل فى أى لجان مختصة بذلك، لأننا لدينا قانون الأحوال الشخصية التى نحن تابعون له وهو قانون ١٩٣٧.
■ نريد معرفة رأيك بشأن قضية علاقة كنيسة الروم الأرثوذكس بالقضية الفلسطينية، وهل يوجد خلاف بين كنيسة الروم والكنيسة الأرثوذكسية فى القدس؟
- أريد أن أتحدث كإنسان وليس كمطران، أنا أومن بأنه فى القضية الفلسطينية لا بد من وجود بلد حر، وإسرائيل لها حق التواجد، والفلسطينيون أيضا، والفكرة فى كيف يكون الاثنان معًا على أرضية مشتركة، وهى قبول الآخر مع احترام مقدسات وتاريخ بعضهم البعض، والحفاظ عليها واستقرارهم وأمنهم وسلامهم.
ونحن كيونانيين لدينا حساسية فى المشكلة الفلسطنيية، لأنه لدينا نفس المشكلة فى قبرص، لأن تركيا احتلت نصف قبرص، وحتى الآن نحن تحت الاحتلال التركى.
أما بشأن الخلاف، نعم، يوجد خلاف بين الكنيستين ففى فلسطين الكنيسة التى يظهر فيها النور المقدس بالقدس أصلا هى ملك الروم الأرثوذكس، ولكن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحاول أن تتصدر المشهد وهى تحاول فرض نفسها على الحدث، علما بأن الحدث خاص بنا وبكنيستنا.