الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

تائهة في دروب الخوف.. ومتاهات الأسئلة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو أصغر منى بعامين، لكننا نعرف بعضنا منذ ٥ سنوات، كثيرًا ما يقول إنه يحبنى، وأحس فعلا اهتمامه بكل بشئونى، ودعمه لى، ووقوفه بجانبى فى كل موقف أو أزمة أمر بها، لكنى أشعر بحاجز كبير بيننا، هو هذا الفارق المادى الشاسع. فأنا من أسرة غنية للغاية، بينما هو يعمل أكثر من ١٥ ساعة يوميا ليوفر بالكاد ما يكفيه، خاصة وأنه كبير إخوته، وهو المسئول عن أسرته منذ وفاة والده.
لم أقل له يوما أننى أحبه، ولا تعاملت باعتباره كحبيب أو مشروع زوج. أحيانا أشعر أننى أحبه، وأحيانا أخرى أحس أننى أحب فقط اهتمامه بى، وكلامه الحلو عن جمالى وأناقتى، ووعوده لى بأنه سيعوضنى عن كل السنين التى عشتها وحيدة معذبة، وغير ذلك مما يستهوى قلب أى أنثى. ولا أخفيك سرًا أننى كثيرًا ما أرتاب فى نواياه، وأفكر: هل يحاول استغلالى؟ هل يمكن لعلاقتنا أن تنجح كزوجين مع كل هذا الفارق المادى الواضح بين الأسرتين؟
كثيرًا أحاول دعمه ومساندته، وحتى ماديا، عندما أضطر لذلك، وهذا يجعلنى أفكر: هل كان سيختارنى أيضًا لو أن أحواله المادية أفضل وأكثر ارتياحا؟ لكن ولأن كلينا يعيش فى بلد بعيدة عن الآخر، فكثيرا ما يسافر لأجلى ٥ ساعات كاملة، فقط ليرانى، ثم يعود مجددا، وهذا يجعلنى أفكر: لماذا يتحمل كل هذا لو لم يكن يحبنى بصدق؟
لو لم أكن أحبه، فلماذا أتمسك بوجوده؟ ولو كنت أحبه، فكيف أفكر فيه بهذا الشكل؟ نصحته مرات بأن يسعى لتحسين ظروفه المادية، بأن يسافر مثلا لبلد عربى، لعله يستطيع تكوين نفسه بشكل أفضل، والتقدم لى بشكل لائق، لكنى لا أراه يسعى بجدية فى هذا الاتجاه. هل هو أنانى؟ ويستمر فى علاقة لا تعود عليه بأى نوع من الضرر؟ بينما أنا الواقع عليها الضرر من كل النواحى؟
أكثر من مرة أقرر الابتعاد عنه، وطلبت منه هذا مرارًا، لكنه لا يزال متمسكًا بى. لو كانت ظروفه المادية أكثر ثراء، لم أكن سأخشى استغلاله لى، على الأقل. وأسئلة كثيرة تدور فى بالى: ماذا لو طاوعت قلبى ثم اكتشفت أنه يستغلنى، أو جرحني؟ كيف أقنع أهلى به مع هذا الفارق المهول بينه وبينهم؟ ماذا أفعل بالله عليك؟

الرد:

سيدتى، هناك جانبان رئيسيان فى رسالتك، وكلاهما مستقل عن الآخر، أولهما متعلق بك وحدك، دون هذا الشاب. والثانى متعلق بعلاقتكما سويا. 
أنت فى الأساس خائفة من الحب، ولا تشعرين بالطمأنينة تجاه أى أحد، وتخافين استغلال الآخرين لك، وتقيسين الأمور من زاوية مادية، وهذا لا لوم عليك فيه، لكن انتبهى لأن هذا التردد كفيل باستنزافك وسرقة عمرك، ويجعل كل من يحاول الاقتراب منك متهمًا منذ اللحظة الأولى. الجانب الآخر، عن علاقتك بهذا الشاب، فأرى أن موقفك منه، مبنى على ظروفه المادية، وليس على شخصه. يبدو أنه يحبك، ويجتهد من أجلك، لكنه غير مؤهل ماديًا للارتباط بيك رسميًا، وأنت تتركين الباب مفتوحًا للحديث واللقاء، وهذا يمنحه الأمل، ويظل مرتبطًا بك، بينما أنت واقفة على الحافة، ومترددة إزاء العلاقة بأكملها.
عليك أن تواجهى مخاوفك، وتحددى موقفك منه بوضوح، لئلا تظلمينه أكتر من هذا أو تظلمين نفسك. كفاك وقوفًا فى المنطقة الرمادية.