الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

مذكرات "بنوتة" مصرية: "عاوزة أحب وأتحب من جوزي"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هذه أوراق بخط يد فتاة مصرية، تعيش حياتها بين دراستها وزوجها وأهلها، تحب زوجها، لكنها تعانى إهماله وهجرانه وسوء تعامله معها، خاصة منذ أن سافر إلى الخارج، وأصبحا لا يلتقيان إلا شهرًا واحدًا فى العام، وبينما يطالبها باستكمال أوراقها لتلتحق به حيث يعمل، تسترجع الفتاة حياتها معه، وتتردد فى الإقدام على تلك الخطوة.
كنت بقرأ رواية أبطالها حلوين أووى، وبيحبوا بعض جدًا، ومفتقدة الحب أوى، مش بحب أعيش من غير مشاعر كده، عاوزة أحب وأتحب من جوزى. إمتى بقى يا رب؟ بعيط تانى دلوقتى كالعادة وكعادة كل يوم.
عدى النهاردة أسبوعين بالتمام والكمال، منكرش إنه وحشنى كالعادة، بس متأكدة إننا مش هنقدر نكمل مع بعض بالطريقة دى. مش قادرة أنسى الـ٣ شهور اللى مكلمنيش فيهم، وقلت له: والله لو كلمتنى بكلمة واحدة هتلاقينى اتصافيت. طب ليه؟ ليه يفضل كل ده؟ دى مش مسألة كرامة أبدا. احنا كده لا محالة هنتطلق. عدى شهر ونص من غير ما يبعت لى فلوس. بدأت آخد من أبويا وأمى. خايفة أطلب منه عشان عارفة رده. طب أعمل إيه يعنى؟ هو أنا متجوزة عشان يمشى ويسيبنى بالكام شهر من غير سؤال حتى!
بس وعد هبقى واحدة تانية خالص غير اللى عرفها. غير اللى حبته من غير ما حتى ينفذ وعوده فى إنه هيسعدها معاه، عاوزة تعيش معاه بكل الطرق، هبقى باردة زى ما هو معندوش مشاعر، هبقى معنديش قلب زيه.
ربنا يصلح حاله، زى ما كل يوم بيكسر خاطرى وأنا مستنياه يجبر بخاطرى مرة واحدة.
جبر الخواطر عليك يا رب. اجبرنى.
أنا لو فضل كده كتير، وعد هكرهه، هخلى حبى له كله هطلعه من قلبى إن كان ده هو الحب معاه.
أنا نسيت إحساس الحب إيه معاه، نسيت أصلاً إحساس إنى مخطوبة أو متجوزة أو حتى فى حياتى زى ما بيقولوا راجل. الراجل عمره ما يعامل مراته كده أبدا أبدا، ولا يفضل كل ده ميكلمهاش.
صحيت متأخر النهاردة. اليوم ممل أوى، مخنوقة على قرفانة. أمى تعبانة، صحيت بوست إيدها وراسها وغسلت المواعين.
أكلنا وكنت مخنوقة أوى إن جوزى مكلمنيش. حتى لو شافنى عاملة حاجة مش بيقول لى: يا حبيبتى مش قلنا إنى بزعل من كده؟
لو بيقولهالى كده هقول له: آسفة يا حبيبى، وأبطل أعملها. إنما كل كلامى دايما إنى فىّ كل العبر.
كنت متوقعة منك كتير أوى بعد الجواز. بس الحمد لله خالفت توقعاتى، وأثبتّ لى إننا فعلا مش شبه بعض خالص فى أى حاجة، ولا بيننا أى توافق، ومش قادرة أنسى كلامك لىّ أبدا، ومش حابة أخلف منك بعد كده والله
■ أنا مش طايق العيشة معاك
■ بطلى العوج اللى إنت فيه
■ مبحبش أمشى معاك
■ الحمد لله إن مفيش حاجة تربطنى بيك
النهاردة إتكلمنا حلو أوى وكالعادة أنا اللى بدأت الكلام، بس مش مهم أوى. كنت خايفة جدا إن نتخانق بعد كام يوم، وزى ما توقعت، معداش يوم واحد بالظبط واتخانقنا.
كل يوم بيزيد خوفى إنى أبقى معاه لوحدى، مش بيستحمل يكلمنى كلمة حلوة على بعضها.
هو ليه مش بيحبني؟ مع إنى ببقى نفسى أرضيه والله. بكلمه بكل الطرق الحلوة، ليه لازم يهيننى ويوجعنى بكلامه وينيمنى معيطة؟
أنا استحالة أسافر له، كرهت السفر والله، وكل ما يبقى نفسى فى طفل منه، أفتكر كلامه: «الحمد لله إن مفيش حاجة تربطنى بيك»، وإنه دايما بيعاملنى وحش. بقول الحمد لله إنى محملتش منه فى أول الجواز. الحمد لله.
الأيام اللى كنت بفرح فيها جدًا:
■ لما أعمل له أكلة تعجبه ويشكر فيها
■ لما يجيب لى شيكولاتة وهو جاى
■ لما يقول لى: وحشتينى، حتى لو مش من قلبه
■ لما يكون نايم وأحضنه ويقول لى: إرقينى
■ كنت بحب أسهر أوى عشان مثلا أعمل له حاجة بيحبها، أو لمّح لى إنه عايزها وأنا لمّحت له إنى مش هعملها. بس من جوايا ببقى مبسوطة جدا إنى هعملها وهو نايم، ولما يصحى يلاقيها ينبسط
■ زى الرز بلبن، زى أكوى له هدومه، وألاقى فى عنيه نظرة رضا عن اللى عملته.
خرجنا ورحت كشفت.
ماشية وحيدة كأنى لوحدى مش متجوزة، ميبانش خالص إن اللى ماشى ده جوزى.
مشينا وروحنا بعد الكشف، وكنت أتمنى أبقى حامل منه وأفرحه، بس بعد كده شكرت ربنا كل يوم إن فعلا مكنش فيه حمل.
«الحمد لله مفيش حاجة تربطنى بيك».
الكلمة دى صعبة على نفسى جدا يعنى هو فعلا كل اللى يربطك بىّ الحمل؟
بعد الكلمة دى، عدت والله خايفة أخلف منه. أما الأب يعامل الأم كده، الأولاد هيبقوا إزاى؟ هيبقوا مشوهين نفسيًا.
رجعنا البيت وقال لى: مبحبش أمشى معاك. يومها انفجرت عياط، محاولش حتى يحضنى، يطمنى، يسكتنى، يوضح لى وجهة نظره.
فضلت أعيط من جوايا كام يوم وهو نايم وأنا بعيط فى البلكونة، كل اللى قدر عليه: قومى ادخلى جوة.
زعلانة جدًا جدًا. كنت بدعى له فى الطريق وأنا رايحة الكلية، بستغفر كتير كل يوم عشان ربنا يسهل له طريقه ويلاقى شغل كويس وينزل عشان أشوفه.
قاعدة فى العربية راجعة من الكلية مكتئبة، بهتانة، زعلانة إنه مش بيكلمنى، فجأة كلمنى، فرحت جدًا إنه أخيرا افتكرنى، بس سريعا ما أحبطت بالمكالمة:
■ ألو
■ ألو
■ إزيك؟
■ الحمد لله كويسة
■ عاملة إيه؟
■ كويسة الحمد لله
■ على فكرة، أختى تعبانة كلميها
■ ألف سلامة عليها، حاضر هكلمها
■ عاوزة حاجة؟
■ سلامتك
■ سلام
■ سلام
ده كان مختصر المكالمة، كنت مستنية حتى كلمة وحشتينى، كنت هنسى كل حاجة وأقولك: وإنت كمان وحشتنى أوى وبدعى ربنا إنك تيجى فى رمضان وأشوفك.
والله بعد ما كنت بدعيلك كل يوم، كل يوم عدت بشتكى لربنا منك، والله نعم المولى ونعم النصير. أنا استحالة أسافر له وأقعد معاه، أما أنا بعيدة عنه ويعمل معايا كده، بعدين هيعمل فىّ إيه؟ أنا بخاف منه جدا، بخاف أبقى معاه، يضربنى أو يقول لى كالعادة كلام يجرحنى، أعيط، وملاقيش حد جنبى يواسينى. الحمد لله إنى فى بيت أهلى، الصغير قبل الكبير بيواسينى ويطبطب علىّ وقت ضيقتى وزعلى. الحمد لله إنى وسط أهلى وناسى، وإنت محاولتش حتى تكون إنت، عشان تكون أهلى وناسى.
أولا أنا مش مضطرة أستحملك، لأنك مش راجل معايا فى أى حاجة زى ما إنت فاكر. معملتش أى حاجة قلتها. دايما إهانات، الكلمة الحلوة بشحتها منك. حتى الحضن مستكتره عليّ، وتقول لي: «إيه؟ إنتِ ما بتزهقيش؟». استحملتك من الأول رغم خصامك اللى كان بيدوم، وكنت أسمع كلام أبويا: معليش، يمكن مضغوط من الشغل. وجيت هنا، حتى الأيام اللى فرحت بيها، مش إنت السبب فيها. أنا لو كافرة وبعيط، كان قلبك لان. إنت ايه؟
حابب تثبت إيه لنفسك؟ إنت أثبتّ لى كتير:
١- مش أى واحد يتقال عليه راجل
٢- الراجل مايسيبش مراته من غير مصروف كعقاب ليها
٣- الراجل مايبقاش ماشى مع مراته من غير ما إيده فى إيدها
٤- الراجل الحنين رزق، وإنت مش رزق
٥- الراجل البياع مايتآمنش
٦- الراجل اللى شايف إن الأطفال بس همّ اللى بيأسسوا للعلاقة، لامؤاخذة مش راجل، حتى الحيوانات بتخلف، بس مش أى راجل
٧- الرجولة مواقف، الرجولة إنك إن ماحبيتش مراتك، ع الأقل عاملها بالمعروف.
دى أمانة أهلها عندك، ولا كنت نازل تنام وتعمل زى أى حيوان وتمشى؟
مكتبتش من كام يوم، لأنى الحمد لله مرتاحة نفسيًا، ربنا يديمها علىّ نعمة.
مرتاحة جدا رمضان ده، ووصلت لدرجة من الراحة فى البعد مكنتش أتمنى أوصل لها، بس مش مهم. أهم حاجة آخد بالى من نفسى، محدش هياخد باله منى، مبقاش اعتمادية فى أى حاجة، حتى لو بسيطة. أحب نفسى، أحترم نفسى، أواسيها. مكنتش أتمنى إنى أبقى متزوجة مع وقف التنفيذ كده. بس الحمد لله إنها جت منك. قلتلك: ماتعودنيش على البعد لأنه هيبقى صعب أقرب تانى. النهاردة كملنا شهر خصام و٣ أيام، ياللا عقبال السنة، معادتش فارقة والله. قلت لك: يوم يجيب شهر.
أول يوم العيد
الحمد لله زى ما توقعت بالظبط، إنى ولا أسوى شىء بالنسبة له. شكرًا للتأكيد
كانت رسالة منك هتفرق كتير، وهتغير كتير، بس الحمد لله، غيرت للأحسن، وهو إنى أعتبرك مش فى حياتى، زى ما إنت قلت قبل كده: «إنت من النهاردة مش فى حياتى»، على أساس كنت فيها قبل كده بس الحمد لله، اتبسطت مع أهلى، ونمت طول اليوم.