الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"طيور النبع".. رواية تبحث عن المعدن الأصيل في الشعوب العربية

عبدالله ولد محمدى
عبدالله ولد محمدى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نادرا ما نسمع عن روايات تأتى من موريتانيا، وتحدث صداها داخل الأقطار العربية؛ تتصدر تلك الدولة المشهد فى الشعر عادة وبالتحديد العمودي؛ ما يلفت نظر القراء عندما تتولى دار جداول للنشر فى بيروت إصدار رواية «طيور النبع»، للكاتب الموريتانى عبدالله ولد محمدي، وتلقى استحسانا بين الأوساط الثقافية فى عدد من الأقطار العربية.
يسافر عبدالله ولد محمدى بقرائه فى تلك الرواية إلى عدة أماكن جغرافية لها دلالاتها التاريخية والسياسية، من مدريد إلى نواكشوط عبر فلسطين وبغداد وعلى مقربة من نهر السنغال لتستقر فى عمق إفريقيا جنوب الصحراء، حيث تستنطق عوالم قبائل «النمادي» وخلوات مالى القصية ومعتزلات غينيا، ثم تغوص فى العمق الموريتانى تستجلى طقوس التصوف وسعى القبائل بحثا عن الكفاف فى موسم القحط الطويل.
يلعب الكاتب فى «طيور النبع» على ثنائية الأصالة والحداثة بكل تجلياتهما وتداعياتهما عبر توظيف شخصياته لتعكس ما تموج به الصحراء الإفريقية من نوادر فى القصص والأساطير والموسيقى والمخيال والشعر تشكل الشخصية الإفريقية التى يمحورها الكاتب ولد محمدى فى نواكشوط، التى يقدمها لنا الكاتب فى ثوب الحداثة وازدواجية الهوية وتعدد الإثنيات والألوان.
لقد استفاد ولد محمدى من عمله الإعلامى كمراسل متنقل فى دول الصحراء الإفريقية ليقرب القارئ من مناخات الأمكنة، والتى غاص فى عمقها سنوات وعشق تفاصيلها التى يشارك القارئ بها فى روايته الجديدة، التى قسم وعنون فصولها لتكون مكلمة لبعضها فى سردها السيرى والقصصي.
الرواية من القطع المتوسط فى ١٥٦ صفحة الغلاف لأفنان الشيخلي؛ ومن أجوائها نقرأ: «لم يعرف أحد بالضبط من هو قائل القصيدة التى أصبحت موضوعًا اجتماعيًا أكثر منها موضوعًا أدبيًا، شغلت الجميع شيبًا وشبابًا، رجالًا ونساءً، وقد تحمس لها الشباب فى حين أسخطت الشيوخ، وأثارت غضبهم، واعتبروها فضيحة أخلاقية كبرى، أما النساء فقد أشعلت القصيدة غيرتهن، وكاد يتحول غضبهن إلى هستيريا جماعية. 
وأصبح كل شعراء القرية - وعددهم ليس بالقليل- مذنبين إلى أن يثبت العكس، وتحولت الحياة الزوجية للعديد منهم الى جحيم لا يطاق، ورفعت تسع سيدات دعاوى خلع أمام قاضى الحى تتهم كل واحدة منهن زوجها بالوقوف وراء القصيدة، وتطالب بالطلاق منه. 
ولم يعد للقاضى من شغل سوى تتبع تلك الدعاوى والبت فيها وقام باستدعاء أزواج تلك السيدات واحدًا واحدًا وواجههم بالتهمة الموجهة إليهم، وقد أقسم كل واحد منهم بأغلظ الأيمان أنه بريء من القصيدة براءة الذئب من دم يوسف».
وصدر لولد محمدى من قبل كتاب «تمبكتو وأخواتها» ٢٠١٥، و«يوميات صحافى فى إفريقيا» ٢٠١٣.