الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الإمام الليث.. قبلة البسطاء والمريدين

 ضريح الإمام الليث
ضريح الإمام الليث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«نصير الفقراء، ظهير الضعفاء، عزيز النفس، صافي الوجدان، الليث أفقه من مالك إلا أن قومه أضاعوه وتلاميذه لم يقوموا به»، هكذا قال الإمام الشافعي عن الإمام الليث بن سعد، وكنيته «أبا الحارث» وهو إمام أهل مصر في الفقه والسنة، وصاحب الأئمة الأربعة.
يقع ضريح الإمام الليث في السيدة عائشة، وبني مسجد له في عام ١٤٠٨م وضم المسجد ثلاثة مقامات لـ«الإمام الليث، وسيدي شعيب، وسيدي الجعفري»، ويقال إنهم أبناؤه.
ذلك المسجد الذي كان مقصدًا لملوك مصر خاصة السلطان قايتباي والسلطان الغوري، حيث كانا يقصدان كلا من قبري الإمام الليث والشافعي، كما قال الإمام المقريزي: «جاء الإمام الكامل ودفن ابنه بجوار قبر الإمام الشافعي، وبنى تلك القبة على القبر، وفي يوم الأحد السابع من جماد الثاني سنة ٦٠٨هـ، انتهى الملك من بناء قبة الإمام الشافعي والتي بلغت تكاليفها خمسين ألف دينار».
يعد ذلك الضريح رائعة معمارية وهو قبلة البسطاء والمريدين الذين طالما يحضرون إليه لقراءة الفاتحة والدعاء، فما أن تدخل إلى ساحة المسجد حتى تجد عدة غرف بكل غرفة منها مقام، تلك المقامات التي تحاط بأسوار خشبية وتوجد المصاحف بداخلها وتجد المريدين حولها يدعون الله ويقرأون الفاتحة.
ويقول علي محمد، أحد الموجودين بالمسجد: «بكون موجود في المسجد كل يوم، مفيش يوم بيعدي من غير ما أزور مقام جدي الإمام الليث، بقرأ ليه الفاتحة وبدعي ربنا وبحكيله أسراري كلها، أد إيه لما تزور مقامات آل البيت الإنسان بيحس براحة ملهاش مثيل».
توفى الإمام الليث في ١٧٥هـ/ ٧٩١م، وقال خالد بن عبد السلام الصدفي: «شهدت جنازة الليث بن سعد مع والدي، فما رأيت جنازة قَط أعظم منها، رأيت الناس كلهم عليهم الحزن، وهم يُعزى بعضهم بعضًا، ويبكون؛ فقلت: يا أبتِ، كأن كل واحد من الناس صاحب هذه الجنازة، فقال: يا بُني، لا ترى مثله أبدًا.
ووقف على قبره الإمام الشافعي وقال: «لله درك يا إمام، لقد حزت أربع خصال لم يكملهن عالم: العلم والعمل والزهد والكرم».