السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

قطر - إسرائيل.. وبينهما داعش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ألقت القوات الليبية القبض على ضابط مخابرات إسرائيلي يعمل إمام مسجد في ليبيا ويمارس التجسس والتحريض على الفتنة والقتل، ونقلت أغلب الصحف والمواقع العربية عن صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرها عن العميل الإسرائيلي " بنيامين إفرايم " الذى يعمل لحساب جهاز الموساد الإسرائيلي ضمن وحدة المستعربين، وهي فئة من الضباط المتخصصين في كل ما يتعلق بالدول العربية وباللهجات العربية المختلفة وكذلك بالطوائف الدينية في البلاد العربية، والتي تعمل بتنسيق مباشر مع الموساد الإسرائيلي.
نجح " بنيامين إفرايم " وهو يحمل لقب " أبو حفص " في التسلل إلى ليبيا مع المسلحين الدواعش واستقر في إحدى مناطق بنغازي الليبية التي كانت تحت سيطرة المسلحين، واستطاع التغلغل داخل المجتمع الليبي في أعقاب أحداث 2011 وما نتج عنها من حالة الاقتتال الداخلي والانقسام الشديد إلى أصبح إماما لمسجدا كبيرا في ليبيا، وكون خلية من المقاتلين الأجانب قوامها 200 من الارهابيين، وكانت تعد من الجماعات الأكثر دموية في ليبيا وهددت بنقل الحرب إلى الداخل المصري تحت شعار " الحرب على مصر " في ظل محاولات عديدة ومتكررة لاختراق الحدود الليبية المصرية ولقد كان للمخابرات المصرية دورا مهما في كشف حقيقته وتقديم معلومات للسلطات الليبية وبالتالي القبض عليه.
الجميع تناول الخبر في دهشة إذ كيف استطاع عميل الموساد أن يخترق تنظيم " داعش " وينضم له بل ويكون قيادة كبيرة داخل التنظيم إلى أن تم القبض عليه داخل مدينة بنى غازي الليبية.
ولاشك أن الإجابة تكشف وبوضوح مدى خضوع تنظيم " داعش " بالكامل للسيطرة عليه من قبل أجهزة مخابراتية شاركت بمنتهى الدقة في رسم وتنفيذ مخطط إسقاط المنطقة العربية بأكمالها.
وهو ما يعيد الكشف عن إجابة السؤال الذى طرح نفسه منذ بداية ظهور تنظيم " داعش " على الأراضى السورية، إذ لم يقترب المجاهدين الأجانب المنضمين للتنظيم من الحدود الاسرائيلية ولم تكن معركة تحرير القدس وتطهيره أحد أهدافهم في يوم من الأيام.
نذكر هنا التقارير الأجنبية التى كانت تنشر أن المصابين من الإرهابيين الدواعش كانوا يتلقون العلاج داخل اسرائيل، فمن كان ينقلهم الى هناك، وكيف كانت تفتح لهم الحدود في ظل تبادل إطلاق النار على بعض خطوات من الحدود الاسرائيلية، من كان يتحمل تكلفة علاج هؤلاء الإرهابيين، لماذا العناصر الإرهابية فقط استطاعت عبور الحدود الاسرائيلية وتلقى العلاج ولم يتمكن المدنيين السوريين من نفس الأمر، ولماذا لم يتم إلقاء القبض عليهم؟
وفى المقابل لو ربطنا هذه الحقائق بالخطوات التى تتخذها الدبلوماسية المصرية لتقويض حركة التنظيمات الإرهابية في العالم وليس في المنطقة فقط، ومنها أدلة قدمتها جمهورية مصر العربية للجنة الدولية لمكافحة الإرهاب تثبت العلاقة المباشرة ما بين تنظيم " داعش " مع قطر من خلال ثبوت تورطها بأكثر من صورة في تمويل ودعم التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها " داعش "، وهو ما يعنى أننا يمكن أن نتواصل لمعادلة أطرافها " إسرائيل وقطر وداعش " لتساعدنا على فهم الموقف في المنطقة جيدا. 
ومن ثم يمكننا أن نبدأ في إستيعاب اهداف هذه التنظيمات، ولماذا تتحرك في توقيتات محددة وكأنها ترد على مواقف معينة تتخذ على مستوى السياسة الدولية بين الدول، وأن نفهم لحساب من تتحرك هذه التنظيمات، ليس على مستوى العمليات الإرهابية، ولكن حتى المناطق التى تم انتقائها لتكون مسرح عمليات هذه التنظيمات، بهدف اخلائها من السكان أو تحويلها لمناطق غير مستقرة. 
الأهم من ذلك هو حماية الشباب المستهدف من قبل تلك التنظيمات والذى يمكن التلاعب بمشاعره وإستغلاله من قبل أي من دعاة للتدين الوهمي أو السطحي والذى كانت تدعمه جماعة الإخوان الإرهابية، وتستفيد منهم لتسريب مفاهيم مغلوطة عن الدين والوطن لهم، إن حماية الشباب وتوضيح كامل الصورة لهم يساعد وبشكل مباشر في حماية الوطن وإسقاط المخططات الرامية لهدم المنطقة.