الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

شهداؤنا تاج فوق رؤوسنا.. قصص ملهمة للأبطال على خط مواجهة الإرهاب

  شهداء القوات المسلحة
شهداء القوات المسلحة والشرطة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«مبروك» انتقموا منه بسبب كفاءته فى جمع المعلومات عن الإخوان.. و«فراج» اغتالوه بكرداسة
«المنسى» لا تنساه «الصاعقة».. و«شويقة» و«الشحات» ارتميا فى أحضان الموت لإنقاذ رفاقهما بالجيش
5 يوليو ٢٠١٣: هجوم على كمين للجيش بسيناء
12 يوليو ٢٠١٣: هجوم على كمين جيش بالعريش
29 يونيو :٢٠١٣ اغتيال العميد محمد هانى بشارع البحر بالعريش
19 أكتوبر ٢٠١٣: تفجير مبنى المخابرات بالإسماعيلية
29 ديسمبر ٢٠١٣: استهداف مبنى مخابرات الشرقية
23 يناير ٢٠١٤: استهداف مديرية أمن القاهرة
26 يناير ٢٠١٤: هجوم على حافلة للجيش
4 فبراير ٢٠١٣: اغتيال فى الشرقية
7 فبراير ٢٠١٤: هجوم على كوبرى الجيزة
14 فبراير ٢٠١٤ : اغتيال فى الشرقية
15 مارس ٢٠١٤: هجوم على الشرطة العسكرية بمسطرد
20 أغسطس ٢٠١٥: تفجير مبنى الأمن الوطني

«هى البطولة تعيّش اسمك.. وللا البطولة إنك تعيش؟» بهذه الكلمات التى كتبها الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، ولحنها الموسيقار الراحل عمار الشريعي، شدا المطرب على الحجار، فى أغنية تتر مسلسل «شيخ العرب همام»، الذى كان يحكى ملحمة بطولية لأهل الصعيد، ضد الغزاة الأتراك.. لكنها تصلح كذلك للإسقاط على أبطال القوات المسلحة والشرطة، الذين خلدوا أسماءهم باستشهادهم فداء للوطن، وهم يدافعون عنه ضد الإرهابيين، ولأنهم لم يعودوا موجودين بيننا ليتباهوا ببطولاتهم، فمن الواجب التذكير بهم ونحن فى غمرة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، حتى لا ننسى أن ثمن الأمن الذى نعمنا بها خلال احتفالاتنا، دفعه هؤلاء الأبطال بأرواحهم، ولا ثمن أغلى من الروح يقدمه الجندى الباسل وهو على خط المواجهة، حتى يحمى وطنه ومواطنيه من عملاء الإرهاب فى الداخل والخارج.. وفيما يلى نبذات عن أبرز بطولات شهدائنا من الجيش والشرطة، التى سطروها بدمائهم خلال السنوات القليلة الماضية وحتى أيام قبل كتابة هذه السطور.

شهداء الشرطة.. شهيد الكفاءة 
فى فجر يوم الأربعاء ١٨ نوفمبر ٢٠١٣، خرج المقدم محمد مبروك من منزله متوجها إلى مقر عمله، بالقرب من تقاطع شارعى عباس العقاد وذاكر حسين، بمدينة نصر، وبينما يقود سيارته التابعة لوزارة الداخلية، فوجئ بـ٧ أشخاص ملثمين يستقلون سيارتين «ملاكي» بدون لوحات معدنية، يمطرونه بـ١٢ رصاصة استقرت منها اثنتان فى رأسه، واثنتان فى وجهه، و٦ طلقات بالصدر، وطلقة بالكتف اليسرى، وطاشت واحدة فقط، ما أدى إلى استشهاده على الفور.
الشهيد المقدم «مبروك» كان أشرف على قضايا بالغة الأهمية والخطورة، منها قضية خلية مدينة نصر، وتحريات هروب الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى وأتباعه، من سجن وادى النطرون، والتحريات الخاصة بأحداث مكتب الإرشاد والمقطم وشارع النصر ورابعة العدوية، والنهضة وجامعة القاهرة، إلى جانب قضية التخابر المتهم فيها المعزول، كما كان عضوًا فى فريق البحث والتحرى بحادث محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم. 
كل هذه القضايا التى أشرف عليها «مبروك» تدل من ناحية على كفاءته المهنية وثقة رؤسائه فى قدراته وإخلاصه للوطن، ومن ناحية أخرى تدل على أنه كان صيدا ثمينا لمجرمى الجماعة الإرهابية، وهدفا بالغ الأهمية، لا بد من تصفيته، ولذلك فإنه عقب الانتهاء من مراسم تشييع جنازة المقدم محمد مبروك، ردد العشرات من المواطنين هتافات مدوية: «لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله.. والإخوان أعداء الله».
الشهيد المقدم محمد مبروك، من مواليد عام ١٩٧٤ فى منطقة الزيتون بمحافظة القاهرة، تخرج فى كلية الشرطة عام ١٩٩٥، وانتسب إلى جهاز مباحث أمن الدولة فى عام ١٩٩٧، ولحق بقطاع أمن الدولة بمدينة نصر حتى مايو ٢٠١١، وانتقل للعمل بجهاز الأمن الوطنى بمديرية أمن الجيزة، وبعد ٣٠ يونيو انتقل للعمل فى جهاز الأمن الوطنى الرئيسي. 
وقد رحل الشهيد عن عالمنا تاركًا وراءه ٣ أطفال فى عمر الزهور، وهم: زينة ١٤ سنة، ومايا ١٢ سنة، وزياد ٩ سنوات، الذين قالت عنهم زوجته: «طبعًا بيفتكروا والدهم على طول، لأنه كان حنيّن عليهم جدًا، رغم أن إللى يشتغل الشغلانة ده طبيعته يبقى قوى وعنيف، لكن محمد كان شغله حاجة، وبيته وأولاده ووالده ووالدته حاجة تانية».

شهيد كرداسة
فى السادسة من صباح يوم الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠١٣ أصيب اللواء نبيل فراج بطلقات نارية فى الجانب الأيمن من الصدر، أطلقها أحد الأشخاص بشكل بدا عشوائيا، فى أثناء قيام قوات الشرطة باقتحام منطقة كرداسة لتطهيرها من البؤر الإجرامية والإرهابية، وعلى الفور قام رجال الأمن بنقل اللواء إلى مستشفى الهرم لإسعافه، لكنه توفى فور وصوله إلى المستشفى، قبل أن يذكر تقرير الطب الشرعى أن اللواء نبيل فراج تلقى الرصاصات من مسدس ٩ ملم لبندقية قناص، ما يشير إلى أنه كان مستهدفا من الإرهابيين الذين يعرفون مدى كفاءته وإصراره على مكافحة أنشطتهم الإجرامية.
كان للواء الشهيد نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة، سجل حافل بالإنجازات، علاوة على خلقه الذى يشهد به الجميع، فضلا عن وطنيته وحبه لبلده وعمله فى جهاز الشرطة، فلم يتوان لحظة عن أداء واجبه، وقياداته لم يوقعوا عليه جزاء واحدا طوال مدة خدمته.
اللواء نبيل فراج من مواليد محافظة سوهاج، تخرج فى كلية الشرطة ١٩٨١م والتحق بالإدارة العامة لاتصالات الشرطة ٢٠٠٤ إلى ٢٠٠٧م وترقى لرتبة عقيد، فى يوليو ٢٠١٣ تمت ترقيته إلى رتبة لواء.
ورحل «فراج» عن عالمنا تاركًا وراءه زوجة وهى «نضال عفت – مهندسة زراعية»، ولديه ٣ أولاد وهم «عمر وأحمد وزياد».

محارب الإرهاب
فى صباح الثلاثاء ٢٨ يناير ٢٠١٤ أطلق مسلحان ملثمان يستقلان دراجة بخارية، وابلًا من الرصاص على اللواء محمد السعيد، مدير المكتب الفنى لوزير الداخلية، أثناء مروره بسيارته فى شارع الهرم، بالقرب من منزله بمنطقة الطالبية، ما أدى إلى استشهاده.
رحل اللواء «السعيد» تاركا سيرة عطرة، كما يليق بشرفاء هذا الزمان، فهو من مواليد الجيزة عام ١٩٥٧، وتخرج فى كلية الشرطة عام ١٩٧٨، وعمل بمديرية أمن الجيزة قبل أن ينتقل إلى جهاز مباحث أمن الدولة، الذى قضى به سنوات عديدة حتى نهاية التسعينيات، وهى الفترة التى شهدت موجة عاتية من الإرهاب.
كان اللواء السعيد آنذاك واحدًا ممن تصدوا لموجة الإرهاب، بصحبة أستاذه اللواء الراحل أحمد رأفت، وكان له دور بارز فى هذه المعركة والإيقاع بمعظم دعاة الإرهاب فى تلك الفترة، ما جعل الرجل معروفا لدى القيادات. 
بعد الانتهاء من فلول إرهاب التسعينيات، انتقل اللواء سعيد إلى الإدارة العامة للأموال العامة، حتى يرتاح من العمل الشاق، لكنه أثبت كفاءة أيضا، فظل يتدرج فى المناصب حتى وصل إلى منصب مدير إدارة مكافحة الاختلاس. 
بعد الثورة، استعان اللواء محمود وجدى وزير الداخلية آنذاك باللواء السعيد للعمل فى الإدارة العامة للمكتب الفنى للوزير، فأثبت كفاءته أيضا، ما دفع وزراء الداخلية اللاحقين، منصور العيسوي، ومحمد إبراهيم يوسف، وأحمد جمال الدين، ومحمد إبراهيم، إلى الإبقاء عليه فى الإدارة، ثم تمت ترقيته إلى منصب مدير الإدارة العامة للمكتب الفنى لوزير الداخلية. 
ولأنه كان يؤدى دورا كبيرا فى استعادة وزارة الداخلية لتوازنها فى فترة ما بعد الثورة، كان اللواء السعيد هدفا مهما للجماعات الإرهابية، وربما كان يدرك أنه على قائمة الاغتيالات، فأدى فريضة الحج بصحبة زوجته، وكان دائما ما يردد: «ربنا يسترها على مصر».

شهيد المحكمة
فى يوم الاثنين ١٧ أغسطس ٢٠١٥، استشهد البطل العقيد هشام العزب، رئيس قسم مرور النزهة، متأثرا بإصابته فى انفجار ميدان المحكمة بمصر الجديدة، الذى تسبب أيضا فى إصابة الرائد أحمد فكرى الضابط بالإدارة، والمجند مصطفى على عباس، من قوة الإدارة العامة لمرور القاهرة. وتقدم اللواء مجدى عبد الغفار، وزير الداخلية، وعدد من قيادات الوزارة الجنازة العسكرية للعميد هشام العزب، وذلك بمسجد الشرطة بالقاهرة الجديدة.
وحفل سجل «عزب» بالعديد من البطولات التى خاضها فى أثناء ممارسة عملة، وقد رحل عن عالمنا إلى جوار ربه تاركًا وراءه طفلتين: «شهد» ١٠ سنوات، و«جنة» ١٣ سنة.

شهيد الصلاة
فى ظهر يوم الجمعة ٧ يوليو ٢٠١٧ قام مجهولون يستقلون دراجة نارية بإطلاق أعيرة نارية تجاه الملازم أول إبراهيم عزازى شريف عزازي، من قوة قطاع الأمن الوطني، أثناء خروجه من محل إقامته متجهًا للمسجد لأداء صلاة الجمعة، ما أسفر عن استشهاده. ولأكثر من ٢٠ عامًا، ظل عم «إبراهيم» كما كان يطلق عليه جيرانه ومحبوه، يقطن بكفر الشيخ مصلح، مركز الخانكة محافظة القليوبية. كل من كانوا يتعاملون مع الشهيد، وصفوه بأنه كان يتمتع بحُسن الخُلق والسيرة الطيبة، قائلين: «طول عمره فى حاله، ولا كأنه ضابط أصلًا، وكمان فى أمن الدولة.. مفيش ولا مرة اتخانق مع حد، ولا ليه عداءات أو خصوم فى المنطقة كلها».
يذكر أن حركة «حسم» التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية تبنت حادث اغتياله، بل ووجدت فى نفسها من الوقاحة والإصرار على الإجرام ما يدفعها إلى ذكر تفاصيل حادث الاغتيال، وقالت وقتها إنها نفذت العملية فى الساعة ١٢ و٥ دقائق ظهر ذلك اليوم، أمام منزله بحى الشيخ مصلح بمركز الخانكة.

شهداء القوات المسلحة.. شهيد الكتيبة ١٠١
مساء يوم الخميس ٢٩ يناير ٢٠١٥، استشهد العميد أركان حرب السيد فوزى مصيلحي، قائد معسكر الزهور بالكتيبة «١٠١»، التى استهدفت فى العريش بشمال سيناء. 
العميد «مصيلحي» كان قائد اللواء ١٢ مشاة ميكانيكى من قبل، وكان تربطه علاقات حميمية مع رجال قوات تأمين المحافظة التابعة للجيش الثانى الميداني، الذين عمل معهم منذ أحداث سجن بورسعيد العمومي، وحتى انتقاله إلى خدمة الوطن بسيناء.
العميد أركان حرب السيد فوزى المصيلحي، من أبناء بورسعيد، توفيت زوجته، واستشهد تاركا طفلا عمره ٧ سنوات.

الشهيد الفدائى
المجند الشحات فتحى شتا، ٢٢ عاما، شهيد الكتيبة ١٠١، لا تختلف قصته كثيرًا عن قصة غيره من الأبطال، لكنه أقدم على فعل نادر الحدوث، فقد كانت توجد سيارة محملة بـ١٢ طن متفجرات، كسرت سور بوابة الكتيبة، ووراءها ميكروباص به ٥ تكفيريين مرتدين أحزمة ناسفة ومتجهين لمخزن الذخيرة لتفجيره، وقام التكفيريون بتوزيع أنفسهم فى أماكن تجمع الجنود لتفجيرهم، ولم يتبق إلا تكفيرى واحد حاول جمع الجنود للالتفاف حوله بهدف تفجيرهم، قائلًا لهم: «أنا الصول سيد بتاع الجيش»، لكن الشهيد الشحات فتحى وجد حزامًا ناسفًا حول خصره، فدافع عن زملائه بتصديه للإرهابى لينفجر معه بعد أن استطاع إبعاده لمسافة ١٠٠ متر.

أمير شهداء سيناء
فى يوم ١٣ نوفمبر ٢٠١٥ قرر المقدم محمد هارون، قائد كمين الجورة فى سيناء، أن يجلى جنوده ويبعدهم جميعا عن الخطر فنال الشهادة وحده، متأثرا بعبوة ناسفة انفجرت، ليختم مسيرته الحافلة بالبطولات بقصة استثنائية. 
المقدم «هارون» سطر بدمائه العديد من البطولات على أرض سيناء، جعلت من اسمه مصدر رعب لكل إرهابى وتكفيرى وطئت قدماه أرض الوطن، فهو الضابط الوحيد الذى احتفلت جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية باستشهاده، بعد أن كانت هددته بالقتل فى وقت سابق.
«هارون» الملقب بأمير شهداء سيناء، كانت من أهم إنجازاته معركة الشيخ زويد الكبرى فى ١ يوليو ٢٠١٥، أى قبل استشهاده بـ٤ أشهر فقط، إذ أثبتت شهامة وشجاعة منقطعة النظير، فقد كان جسورا صعيدى الطبع، لا يرد الهجوم إلا بالهجوم، ولذلك كان الإرهابيون يفكرون ألف مرة قبل مهاجمة كمينه، لعلمهم بالتحول السريع للكمين من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم ومطاردة التكفيريين، ونظرا لتميز هذا الكمين، أطلق عليه «كمين هارون»، ومن هنا كان إصرار الإرهابيين على التخلص منه بأى ثمن، لكنه حتى وهو فى لحظاته الأخيرة، آثر أن يموت وحده، وأن يعيش جنوده ليكملوا المسيرة من بعده.

شهيد الغدر
فى يوم السبت ٢٢ أكتوبر ٢٠١٦ طالت أصابع الغدر، العميد أركان حرب عادل رجائى، باغتياله أمام منزله بالعبور أثناء توجهه للعمل. عرف «رجائى» بأخلاقه الحميدة، وقربه من الضباط والجنود، كما كان له دور بارز فى عملية هدم الأنفاق على الحدود بين مصر وقطاع غزة، خلال فترة كبيرة من العمل فى شمال سيناء.
تولى العميد عادل رجائى، منصب قائد أركان حرب قائد الفرقة التاسعة مدرعات بدهشور، فى أوائل عام ١٩٩٨، وتزوج بالصحفية سامية زين العابدين، المحررة بجريدة التحرير، وكان مسئولا عن ملف هدم الأنفاق الواصلة بين غزة وسيناء.
ذات يوم سألته زوجته: هل تريد الشهادة؟ فأجابها: كل ضابط بالجيش يتمنى الشهادة.. ولم يكذب «رجائي» خبرا، فاستشهد، على أيدى مجموعة إرهابية مسلحة، وجهت نيرانها إليه هو والحرس الخاص به.

شهيد الصاعقة
فى يوم الجمعة ٧ يوليو ٢٠١٧، شن الإرهابيون هجوما على الكتيبة ١٠٣ صاعقة فى مدينة رفح، ما أدى لاستشهاد ١٠ جنود، فضلا عن البطل أحمد المنسى، قائد الكتيبة، الذى تم تكريمه على كفاءته وتميزه فى أداء عمله، وانضباطه العسكرى، فى رمضان الماضي.
وكان «المنسي» يعرف أن نهايته ستأتيه على أيدى الإرهابيين وهو يحمى وطنه منهم، فقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى منشورا كتبه قبل استشهاده بيوم، ينعى فيه العقيد رامى حسنين، أحد أبطال الصاعقة المصرية، والقائد السابق للكتيبة ١٠٣ صاعقة، الذى كان توفى يومها، ويقول فيه: «فى ذمة الله أستاذى ومعلمى، تعلمت منه الكثير، الشهيد بإذن الله العقيد رامى حسنين، إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب».
الشهيد أحمد المنسى، من مواليد عام ١٩٧٨ من محافظة الشرقية، والتحق بالصاعقة المصرية فى أواخر التسعينيات، بعد تخرجه فى الكلية الحربية، وكان من الضباط المميزين فى سلاح الصاعقة، وترقى إلى أن تولى قيادة الكتيبة ١٠٣.

شهيد العيش والملح
المجند الشهيد محمد أيمن شويقة، كانت لحظات استشهاده أسطورية وملحمية ونادرة، تستحق التخليد، فبينما كانت كتيبته تداهم وكرا إرهابيا بقرية زارع الخير جنوب العريش بشمال سيناء، دفعه الحماس إلى التقدم ناحية الإرهابيين، لدرجة أن قائد الكتيبة صرخ فيه طالبا منه أن يعود، لكنه لم ينفذ الأوامر، فقد كان يركض بكل ما أوتى من قوة، ويبدو أنه أبصر باب السماء مفتوحًا، فأراد اللحاق به.
«شويقة» ابن قرية الإبراهيمية فى دمياط، تبين أنه لم يكن يخالف الأوامر لحماس مفرط كما ظن زملاؤه، فقد كان ينقذ شركاء العيش والملح من إخوانه العساكر، إذ أبصر إرهابيًا يختبئ فى «عشة» لأحد البدو، وهو «يتحزم» بحزام ناسف، ولمح أصابعه تتحسس الحزام فى حذر، فلم يفكر ثانية أو يتردد لحظة، فانطلق كالسهم نحو الإرهابى، وارتمى عليه، واحتضنه، فانفجر الحزام الناسف، وتبعثرت أشلاؤهما معًا، وسط ذهول أبناء دفعته.
رفاق الشهيد من المجندين أصروا على عدم الصراخ لدى تشييعه، ودعوا الأهالى إلى استقباله بالزغاريد لأنهم يزفونه إلى السماء شهيدًا، الأمر الذى أدخل أمه فى حالة من الانهيار اختلطت فيها دموعها بابتسامتها، وأخذ لسانها يلهج بعبارات الحمد لله والدعاء لفلذة كبدها، أن يرتقى الفردوس الأعلى.