اخترقت عالم الرجال منذ نعومة أظافرها، مارست مهنة "السباكة" في الوقت الذي كان رفاقها يلهون بالشارع ويتعلمون بالمدارس، حتى أصبحت "صنايعية" متمكنة لتطعم أسرة مكونة من 10 أفراد، تحمي نفسها كالرجل، وتحمل صاعقا كهربائيا بحقيبة أدواتها، لمنع أي شخص للتعرض لها.
كانت تعيش طفولتها في ليبيا مع أسرتها، تركت التعليم وهي بالصف الثاني الابتدائي تضررا من الأطفال هناك لاختلاف العادات والثقافات بينهم، اصطحبها والدها لتشغل وقتها بعد ترك المدرسة، ومن هنا تعلمت المهنة على يد والدها إلى أن أصبحت صنايعية متمكنة، وتقول مي جمال 19 سنة: "من حبي في بابا حبيت المهنة، وكنت بروح معاه الشغل وأنا عمري 7 سنين، وطول عمري ألقطها من أول مرة، لحد ما شربت الصنعة، بابا مرض معادش قادر يشتغل، قررت أكمل مشواره علشان أصرف على إخواتي الـ8".
"عم جمال" والد مي 60 سنة، يعيش وأسرته بمدينة العبور بالحي الأول، يقول: "اتجوزت 4 ستات وخلفت منهم 14 عيل، 7 بنات و7 ولاد، أصغرهم 4 سنين، اللي كبروا شقوا طريقهم، وفي رقبتي 8 أطفال، مرضت والحمل تقل عليا قاعد في شقة إيجار بـ 800 جنيه غير مصاريف الحياة، أم مي اللي عايشة معايا وبتساعدني في المعيشة بتشتغل على فرش ملابس" وهي ست أصيلة وأم مثالية، شالت عني كتير وربت عيالي وعلمتهم الأمانة والأخلاق، واعتمادنا الاكثر على مي وأخوها 14 سنة، الصبي بتاعها في الشغل.
* عن تعليمها والمهنة:
وعن تعليمها تقول: "كان نفسي أكمل تعليم في مدرسة، لكن بعلم نفسي بنفسي في البيت، واكتفيت بالسباكة، واتعلمت الخياطة في مصنع ملابس بعد شغل سنتين، وشاطرة في صيانة الكهربا في البيت" وما بدخلش صنايعي بيتنا، ورغبة مي: "عايزة أكفي مصاريف أهلي، اللي جاي على قد اللي رايح، وهما معتمدين عليا، والشغل مش داير علطول، يوم في وعشرة لا، وعايشين اليوم بيومه".
*حلمها زي أي بنت
وعن حلمها: "عادي بفكر زي أي بنت أتجوز، واتخطبت وكان عمري وقتها 16 سنة، لكن بحكم تربيتي وصنعتي أنا راجل، وأتمنى شخص يقدرني، وخايفة أتجوز، لو اتجوزت هسيب الصنعة اللي بتوكلنا عيش".
* أمنيتي شقة ومحل أدوات صحية
نفسي الريس عبدالفتاح السيسي يسمع صوتي ويساعدني، أنا بنت مكافحة، وبشتغل ليل نهار علشان أشتري شقة ملك بدل الإيجار، وكمان محل أدوات صحية لبابا؛ لأنه كبر ومبقاش قادر على الشغل، لكن كل دخلنا يا دوب بيكفي ناكل وندفع الإيجار، وأي حاجة تانية هحققها بمجهودي".
