الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"العيد في الصعيد".. "جلابية ورقصة" وزيارة المقابر

الأحتفال بالعيد في
الأحتفال بالعيد في الصعيد بالتحطيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجهيز «المندرة» قبل الوقفة بثلاثة أيام.. لتجمع الأقارب والضيوف
المزمار فقرة أساسية.. و«الرمح والرقص» يستمر حتى عصر اليوم الأول
زيارة المقابر و«التحطيب» و«بوظة الأسطى جبريل» أهم الطقوس

صلاة العيد فى الساحات، الذهاب للسينما ليلًا وحديقة الحيوان صباحًا، التنزه فى الحدائق العامة، تجمعك مع أصدقائك فى كافيهات وسط البلد، حتى الاستمتاع بشواطئ البحر فى الإسكندرية والساحل الشمالى، لا شك أن مظاهر الاحتفال السابقة بالعيد، مُبهجة وجميلة، لكن دعنى أُخبرك صراحةً بأنه «فاتك كتير»، لأنك لم تأكل «نابت عم غريب» وتشرب «بوظة الأسطى جبريل» ولم تُشاهد «ساحات الرُمح والمزمار» ولم تتسلق «تبة القرنة»، باختصار لأنك اعتدت، ولو قليلًا، على رتابة قضاء أيام العيد فى العاصمة القاهرة ومُدن المحروسة الكُبرى.

احتفال «الجنوب» يبدأ بتفصيل «الملابس».. و«الكفافة» الأغلى سعرًا

هُنا.. فى القرية الهادئة الوادعة، أبو دياب، البعيدة عن القاهرة ٧٥٠ كيلومترًا، شرق مركز دشنا بمحافظة قنا، لم تؤثر التكنولوجيا بعد على طقوس العيد المتوارثة عبر الأجيال المُتلاحقة، فمظاهر وعادات الاحتفال بالعيد ما زالت بكرًا، رغم أنف السنين الزائلة، وكغيرها، من قُرى الصعيد الجوانى، تتفرد بطابع ولمسة خاصة جدًا فى استقبال الأعياد والاحتفال بها، حتى أن السطور التالية قد تدفعك للسؤال؛ لماذا لم أُفكر يومًا فى قضاء أيام العيد فى قرية صعيدية؟ أو قد تتحمس أكثر فتُمسك بهاتفك المحمول وتبحث عن أصدقائك أو أقاربك الصعايدة لتطلب منهم استضافتك خلال أيام العيد.
يبدأ التجهيز لاستقبال العيد فى القرية قبل شهر ونصف أو شهرين من خلال «تفصيل الجلابية»، فبالنسبة لأهالى القرية، سواء الأطفال منهم أو الشباب وكبار السن، فإن الجلابية الجديدة تُعد أهم مظاهر الاحتفال بالعيد، حسبما قال رأفت نصر، ٣٤ عاما، ويوضح: «الجلابية الصعيدى نوعان، إما بلدى أو ربع ياقة، والأخيرة أغلى سعرًا، لأن تفصيلها يكون كفافة أو كُلفة، بمعنى أن الترزى يقوم بحياكتها يدويًا، أما الجلابية البلدى فتكون حياكتها غالبا بماكينة الخياطة، وقماشتها أقل سعرًا ويرتديها الأطفال».

رحلة البحث عن ترزى 
ربما طقوس تفصيل الجلابية، كونها رمزًا هامًا لاستقبال العيد، هو السبب الرئيسى وراء سعى أهالى القرية، خاصة الشباب منهم، للبحث عن أفضل «ترزية الخياطة» فى القرى المجاورة، كقرية الجحاريد أو قرية أبو مناع أو مركز دشنا، كما أن ميعاد الاستلام غالبًا ما يشوبه اختلال، ما يضطر بعضهم إلى التضحية مثلا باستلام «الصديرى» الخاص بالجلابية، أو الاستغناء بجلابية وتأجيل استلامها إلى ما بعد العيد فى حالة إن كان اتفاقك مع الترزى على تفصيل جلابيتين.
تجهيز المندرة
أولى بشائر قدوم العيد فى القرية، تبدأ بعودة المسافرين فى ربوع مصر سعيًا وراء «لقمة العيش» إلى منازلهم قبل أسبوع، وأيضًا وصول العائدين من دول الخليج سالمين إلى ذويهم، ثم تتبعها مرحلة «تجهيز المندرة»، ويوضح «نصر»: «كل عائلة فى القرية لها مضيفة أو مندرة خاصة بها لاستقبال الضيوف، يتجمع شباب العائلة لتنظيفها وفرشها بالكنب لتُصبح جاهزة بكامل طاقتها لاستقبال الزائرين قبل العيد بثلاثة أيام».
ويُتابع الشاب الثلاثينى: «شباب كل عائلة يستعدون أيضًا لتجهيز تجمعاتهم مع أصدقائهم فى المندرة، فمنذ عدة سنوات، قبل عصر الدش، كانوا يتجمعون ليلة العيد والليلة التى تسبقها لمشاهدة الأفلام الهندى من خلال جهاز الفيديو، غالبًا كان بطل تلك الأفلام الممثل الهندى الشهير أميتاب باتشان، لكن حاليًا الأمر أصبح بسيطًا فالمندرة بها تليفزيون ودش ووصلة، غير أن تجمعات الشباب مع بعضهم للسهر ومشاهدة الأفلام فى ليلة العيد ما زالت قائمة».
«تشريفة العيد»
هذا من ناحية الشباب فى ليلة العيد، أما كُبار السن من العائلات فلهم هوايات أخرى، حيث يتم الاتفاق مُسبقًا مع فرقة «مزمار صعيدى» لإحياء ليلة العيد، يكون فيها البطل، أصحاب الخيول من أبناء العائلة والعائلات المجاورة، الذين يتجمعون فى مساحة أرض خالية لاستعراض الرقص والرمح بالخيول، أما الأطفال فأدوارهم فى ليلة العيد تقتصر على جمع «العدية» والنوم مبكرًا حتى يستعدوا لاستقبال يوم حافل بالبهجة.
فجرًا، وفى الدقائق الأولى من صباح اليوم الأول من العيد، يستقبل كبار عائلات القرية عيدهم بإطلاق رصاصتين فى الهواء من سلاح مُرخص، فيما يسمونه «تشريفة العيد»، يستيقظ على إثرها أطفال القرية لارتداء ملابسهم الجديدة والتجمع فى الشوارع.
يقول موسى مبارك، ٢٧ عاما: «بعد الانتهاء من صلاة العيد يصطف الشباب فى طابور لاستقبال الخارجين من المسجد بالسلامات وتبادل تحيات العيد، بعدها يتوجه كبار السن إلى المندرة للتجمع وتبادل أطراف الحديث، وأيضًا انتظار الزوار والضيوف، أما الشباب فيشكلون مجموعات مع بعضهم البعض، يتوجهون بعدها إلى الشيخ مبارك، وهى الناحية الغربية من القرية، وهى أيضًا منطقة دفن الموتى وأضرحة أولياء الله الصالحين، حيث تُقام فيها الاحتفالات».
ويُكمل «مبارك»: «كعادة قُرى الصعيد الجوانى، لا ينسى أبناؤه زيارة الموتى فى ذلك اليوم، حيث يقوم أهالى القرية، خاصة السيدات اللاتى يسكن لهن أحد أقاربهن فى القبور، بتوزيع الحلويات والكحك والفاكهة على قبور ذويهم إلى الفقراء والقائمين على خدمة القبور، فى لفتة منهم بأنهم يتذكرونهم، ويشاركونهم فى الاحتفال بالعيد».
طقوس العيد
فى الشيخ مبارك، حيث يتجمع ما يزيد على ١٠ آلاف من أهالى القرية والقُرى المجاورة، مشاهد عديدة ترصدها عيناك، بداية من التجمعات الغفيرة على «عم غريب»، صاحب أشهر طبق فول نابت وبليلة لإفطار العيد، والأسطى جبريل، أشهر من يقدمون «البوظة» فى دشنا، مرورًا بمن يلعبون التحطيب على صوت مزمار يخرج من «كاست» مجاور لمدخل ضريح الشيخ مبارك، عبورًا بمن يلتقطون صورًا تذكارية لتجمعهم على «الترعة» المجاورة للضريح من خلال المصور أحمد حمدى، وصولًا بسيدات يتناوبن الدخول إلى الضريح لقراءة الفاتحة لروح صاحبه والتوسل إلى الله بإجابة مطالبهن ودعواتهن.
يُضيف مبارك: «زمان، قبل التليفونات، كان من يملك «كاسيت» أو كاميرا للتصوير من الشباب يُعتبر زعيمًا لشلته من الشباب، ورغم تطور التكنولوجيا، إلا أن المصور والكاسيت موجودان فى الشيخ مبارك، كُل منهما له دوره، كما أن القُرى المجاورة تأتى إلى الشيخ مبارك لتوزيع العيش والحلويات على أرواح موتاهم المدفونين بمقابر القرية وللاحتفال والتسوق أيضًا».

طبلية «الصعايدة» دسمة ومليانة بالخير
كما هى الحال بالنسبة لطقوس العيد فى قرى الصعيد الجوانى، فإن مائدة الطعام أيضًا لها طابع خاص هناك، فقبل العيد بأسبوع، تبدأ سيدات الصعيد بعمل «خبيز العيد» أو ما يُطلقون عليه «الشِريك» أو «الفايش»، وفى يوم الوقفة يكونون قد انتهوا لتوهم من تجهيز «الفطير»، كُونه الوجبة الأساسية مع اللحمة بـ «التِقلية»، وهى عبارة عن البصل وبعض التوابل التى تم تسويتها فى الزيت.
فى الوقت نفسه، تكون «فطيرة الصُنية» جاهزة أيضًا قبل العيد بيوم أو يومين على الأكثر، وهى بمثابة «الحلو» بالنسبة للصعايدة بعد تناول الفتة باللحمة، وفطيرة الصُنية عبارة عن رُقاق مصنوع بطريقة خاصة داخل «صنية» يتم حشو طبقاته بالسمنة البلدى والسُكر وجوز الهند والزبيب والمكسرات، وغالبًا ما يمتاز ويقتصر إعداده على قليلين من أبناء الصعيد، خاصة قبائل الهوارة، التى تَعتبر فطيرة الصُنية بالنسبة لهم واحدة من أصناف الحلويات التى تتفرد بصُنعها عن القبائل الأخرى.
عبدالباقى إسماعيل، موظف بإدارة تموين قنا، قال: إن مائدة الطعام فى قُرى الصعيد تكاد تكون موحدة، يأتى على رأسها أكلات رئيسية كالملوخية والبامية «الويكة» و«الفاصوليا» و«البطاطس»، لكن فى الأعياد تختلف القائمة أكثر من قرية لقرية، فرغم اتفاق أغلبهم على تجهيز «الفتة باللحمة» أول أيام العيد، إلا أن بعضهم يتميز بعمل بعض الأصناف الأخرى مثل «المخروطة» و«المبروم»، اللذين يتم تجهيزهما من القمح بطريقة مختلفة داخل أوانى الفخار مع إضافات كالعسل واللبن، كما أن «فطيرة الصُنية» واحدة من الأصناف التى ما زالت موجودة، بالرغم من اقتصار عملها على بعض القبائل، لكن تظل «البليلة» وجبة أساسية فى إفطار أول أيام العيد.
وأضاف إسماعيل: «وبعيدًا عن أنواع أطعمة العيد، فإن كُل بيت وعائلة يقوم بحصر أبنائه من النساء المتزوجات، ليُرسل لهم يوم وقفة العيد اللحم وبعض أنواع الفاكهة مع «العيدية»، بينما قال الشاب الثلاثينى كمال خليفة، قرية أصفون إسنا بالأقصر: إنه بالإضافة للحوم كوجبة أساسية فى عيد الأضحى، فإن أكلة «السخينة»، وهى عبارة عن بصل تم تسويته فى الفخار «البورمة» وتشويحه مع اللحمة ثم إضافته إلى «فطير» كبير الحجم يوضع فى صنية، تُعتبر وجبة أساسية فى مائدة الغذاء أول أيام العيد، ويُضيف: «لا نهتم بعمل حلويات عديدة كما هى الحال فى البندر والمدينة لكن نكتفى بعمل بسكويت العيد وشراء «قُرص السُكر» للتحلية».
وبحسب جمال حمدى، قرية الأربعين بمركز طما، سوهاج، فإنه بعد الانتهاء من صلاة العيد وتناول الترمس والحمص والفول السودانى كإفطار، تبدأ طقوس العيد من المقابر القاطنة على حدود القرية، حيث ساحة العيد، وعصرا يعود الشباب والرجال لتناول الوجبة الدسمة، التى تكون إما عبارة عن الفتة باللحمة أو كبدة الأضحيات التي يتم تشويحها بالسمنة البلدى، كوجبات رئيسية فى أول أيام العيد.
ويُتابع حمدى: «أيام العيد تشهد مناخًا زاخرًا بالترابط الاجتماعى بين الناس، فلا فرق بين غنى وفقر، الكُل يتناول اللحم والفتة، لدرجة أن الناس تُهادى بعضها البعض، فى الأيام السابقة للعيد، الأكل والطعام، كما أن القادمين من الخارج لا يتركون منزلًا فى نجعهم إلا وأهدوا أصحابة قماش الجلابية ثم اللحوم والفاكهة، و«محدش بينسى حد فى العيد»، سواء كان قريبا أو فقيرا».

«العيد مش فرحة» مع الغربة ومواجعها
كانت نشأة المُغتربين الصعايدة وسط عادات وطقوس تؤمن بأن الاحتفال بالأعياد، سواء الأضحى أو الفطر، لا بد أن تظل مستمرة وقائمة على مدار أربعة أيام متواصلة، هى السبب الرئيسى فى أن أغلبهم يشعُر بالغربة الحقيقية أول أيام العيد على وجه الخصوص، حيث هناك، على بعد عشرات الكيلومترات من قراهم، فى الصعيد الجوانى، غالبًا ما تنتهى أهم مظاهر وطقوس الاحتفال بالعيد عصر اليوم الأول منه، وهى الفكرة التى بدورها ترسخت فى وجدان المغتربين الصعايدة بعد أن تشبعت أذهانهم بها.
الاحتفال بعيدا عن الأهل 
يقول إيهاب مُصطفى، روائى وقاص، من قرية العديسية بالأقصر ومُقيم بالقاهرة: إن العيد بالنسبة للصعايدة، يتمحور فى «اللمة» والمحافظة على الطقوس المتوارثة وسط الأهل والأقارب والأصدقاء القُدامى بعد صلاة العيد، وليس التنزه فى الحدائق والذهاب للسينمات، كما هى الحال فى المدينة، لذلك المغتربون الصعايدة يتأذون نفسيًا صباح اليوم الأول من العيد أكثر من أى يوم آخر، فهم معتادون على قضاء هذا الوقت تحديدًا وسط عائلاتهم وأقاربهم.
ويُضيف «مصطفى»: «يحاول المغتربون عن قُرى الصعيد أن يكونوا متواجدين فى هذه «اللمة» عن طريق الاتصال بالأهل فى اليوم الأول، حتى وإن كانوا غير متواجدين كُليا فيها، كما أن أغلب هؤلاء المغتربين يزهدون الاحتفالات فى محل إقامتهم، لأنها كما يقولون «بتقلب المواجع»، وهو الأمر الذى يزيد من غربتهم ويزيد من شعورهم بالضيق».
«مصطفى» واحد من المغتربين الصعايدة الذين قضوا ما يزيد على ٧ أعياد بعيدًا عن عائلاتهم خلال الخمس سنوات الأخيرة، وخلال الفترات الأخيرة منها، قرر مقاطعة الأعياد فى القاهرة، محل إقامته، لأنه يُعتبر اليوم الأول منها «موجع» وأن الاحتفال به مع أصدقائه القاهريين، وبعيدًا عن والديه، يجعلهُ «أكثر وجعًا».
ظروف العمل السبب
ويُتابع مصطفى: «عندما يغيب الصعيدى عن قضاء العيد فى مسقط رأسه، يقول الأهل هناك إن غيابه لم يجعل للعيد طعم، فهناك يشبهون العائدين للاحتفال بالعيد وسط أهله بـ «قطعة السُكر» التى تُحلى طقوس وأيام العيد، وأن بُعدك عنهم خلال تلك الفترة يعنى لهم أنك «بتبوظ فرحتهم»، وذلك هو السبب الرئيسى الذى دفعنى فى رمضان الماضى للعدول عن فكرة قضاء العيد فى القاهرة، وهو السبب نفسه أيضًا الذى جعلنى أُقرر قضاء عيد الفطر وسط أهلى مهما كلفنى الأمر من متاعب فى عملى».
رأفت عبدالمجيد، مُشرف جودة بجهاز خدمات القوات المُسلحة، قال: إن ظروف عمله الخاصة تضطره إلى قضاء أحد العيدين، الأضحى والفطر، بعيدًا عن أسرته فى قنا، موضحًا: «فى بداية التحاقى بالعمل، منذ سنوات عديدة، كُنت مُستاء وحزينًا إذا جاء أحد العيدين واضطررت لقضائه فى العمل، لكن مع مرور الوقت والأعياد، تعودت على ذلك، لكن يظل اتصالى بجميع أفراد أهلى أول أيام العيد لتبادل التهانى، هو المنفذ الوحيد للقضاء على شعور الغربة فى هذا اليوم».

العيد فى سيوة
وعن كيفية قضائه أيام العيد أثناء عمله فى واحة سيوة، أشار «عبدالمجيد» إلى أن أول أيام العيد فى العمل يكون إجازة، فبعد صلاة الفجر وصلاة العيد وذبح الأضحية، يتجمع هو وأصدقاؤه لإعداد الطعام بأيديهم، وبعد العصر، يتفق هو وزملاؤه على وجهتهم للتنزه، والتى غالبًا ما تكون «عيون سيوة» أو «رحلة سفارى».
ويُكمل عبد المجيد: «نحرص أيضًا على الذهاب فى أول أيام العيد إلى أصدقائنا من الواحة وقضاء بعض الساعات فى ضيافتهم، وليلًا نتجمع للسهر بأحد الكافيهات، ورغم أن اليوم الثانى من العيد يكون عملًا، إلا أننا نحرص أيضًا على قضاء بعض الوقت منه فى التنزه، غير أنه فى الحقيقة للعيد طعم ولون ورائحة فى الصعيد، وسط الأهل وأصدقاء الطفولة، لا نجدها فى أى مكان آخر».