الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

محرر "البوابة" يروي كواليس حواره مع محفوظ عبدالرحمن

 الكاتب الراحل محفوظ
الكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد الضجة التى أثارها نشر الحوار الأخير مع الكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن، حول زواج السيدة أم كلثوم، وكثرة الاتهامات التى أثيرت حول الموضوع، كان لزامًا علينا توضيح حقيقة الأمر، من باب الإنصاف التاريخي، كما نشرنا الحوار الذى تم تسجيله بصوت الكاتب محفوظ عبدالرحمن، من باب الإنصاف التاريخى أيضًا.
فلم أكن أتوقع يومًا أن أكون سببًا فيما أسماه الإعلام بـ «فتنة أم كلثوم» أو أى فتنة أخرى، ولم يخطر ببالى لحظة أن أكون سببًا لجدال، حول اثنين من أهم الشخصيات الفنية المحببة إلى قلبي، «أم كلثوم، محفوظ عبدالرحمن»، ولم ولن أسعى يومًا لسبق صحفي، فأنا لستُ صحفيًا ولا أستطيع أن أدعى هذا الشرف، بل أعتبر نفسى هاويًا للكتابة فقط، وتلميذا يحبو فى بلاط صاحبة الجلالة، إلى جانب ممارستى لفن التمثيل كعملى الأساسي، ومن مجال التمثيل بدأت القصة مع الكاتب «محفوظ عبدالرحمن» ومنها إلى كوكب الشرق «أم كلثوم».
عن طريق التمثيل، جاءت العلاقة التى جمعتنى منذ سنوات بالكاتب محفوظ عبدالرحمن، الذى جمعته علاقة صداقة قوية بوالدى منذ سنوات طويلة، فقام الكاتب الراحل بترشيحى للعمل فى مسلسل «أهل الهوي»، الذى كان من تأليفه، وتناول خلاله حياة بعض الشخصيات التاريخية، أمثال بيرم التونسى وسيد درويش، وغيرهما من شخصيات تلك الحقبة، وقمت من خلال العمل بتجسيد شخصية الدكتور «عريان سعد»، إحدى الشخصيات التاريخية صاحبة النشاط السياسى البارز فى تلك الفترة، ومن خلال العمل بالمسلسل توطدت علاقتى بالراحل الذى كنت أعتبره أحد أهم أساتذة الدراما فى مصر والوطن العربي، الذين أتعلم من كلماتهم، ومن أصحاب الفضل علىّ بشكل شخصي، ونظرًا لحبى الجم وتقديرى لقيمة وقامة محفوظ عبدالرحمن، على المستوى الفنى والثقافى والسياسي، قررت أن أقوم بعمل حوار تاريخى عن حياة ومشوار محفوظ عبدالرحمن الفني، منذ بدايته فى كتابة أولى كلماته بمجال القصة القصيرة ومرورًا بكل أعماله المسرحية والتليفزيونية والسينمائية والإذاعية، كى يكون هذا الحوار بمثابة لقاء تأريخى لمشواره الفنى بالكامل كنوع من التخليد والتقدير لهذا الكاتب الكبير، وليس لعمل حوار صحفى عادى أو السعى وراء سبق صحفي، قد يخرج من فم هذه القامة الفنية الكبيرة، فقمت بالاتصال بالكاتب الراحل فى أغسطس عام ٢٠١٥، وطلبت منه إجراء هذا الحوار، وهو ما لاقاه بالترحيب الشديد، وقام بتحديد موعد اللقاء فى تمام السابعة مساءً فى السابع من أغسطس عام ٢٠١٥ بمنزله بمدينة الشيخ زايد، وأثناء ذهابى إلى منزله فى الموعد المحدد، كنت على تواصل بالسيدة سميرة عبدالعزيز، حرم الكاتب الراحل، تليفونيًا كى أتمكن من معرفة المنزل والوصول إليه.
فى الموعد المحدد كان الكاتب فى انتظارى مع زوجته بالمنزل، وبدأنا تسجيل الحوار بحضور السيدة زوجته، التى أنكرت وجود الحوار الصحفي، وقد كان الكاتب الراحل على علم بتسجيل الحوار، الذى استمر لما يقرب من الأربع ساعات، وهو ما يظهر بالصور التى التقطت لنا أثناء الحوار، كما كان يعلم بأن هذا الحوار ليس حوارًا صحفيًا عاديًا، بل كان بمثابة تسجيل تاريخى لمشواره الفني، وأهم ذكرياته وحكاياته الفنية والسياسية.
ومن هذا المنطلق استرسل الكاتب فى حديثه عن تاريخ حياته بأكملها، وتعرض للكثير من الشخصيات الفنية والسياسية والثقافية، وأثناء الحديث عن مسلسل «كوكب الشرق أم كلثوم» الذى قام بتأليفه، تعرض إلى خبر زواجها وإنجابها لثلاثة أبناء، حسبما جاء فى التسجيل، الذى قامت «البوابة» بنشره من خلال موقعها، وهو ما قرر إخفاءه، حسبما فعلت صاحبة الشأن أم كلثوم، ولم يتعرض له خلال عمله التليفزيونى عن حياتها، إلا أنه طالب بعدم نشر هذه الأخبار وغيرها من المعلومات، حتى لا يتعرض لمشاكل هو فى غنى عنها، وحتى لا أتعرض أنا أيضًا إلى مشاكل، حسبما صرح.. وحسبما يوجد فى التسجيل الصوتى الذى لدينا، وتقديرًا منى لهذا الكاتب العظيم ولرغبته فى عدم نشر هذه المعلومات، حتى لا يتعرض لمشاكل، قمت بنشر جزء من الحوار فى جريدة «البوابة» بدون الأجزاء التى طالب بعدم نشرها إلا بعد وفاته، برغم سعى بعض الصُحف لنشر هذا الحوار كاملًا أثناء حياته، وهو ما رفضته احترامًا لرغبته.
وفى نهاية حوارى معه عدت لتذكيره بأن هذا الحوار ليس حوارًا صحفيًا، لكنه حوار تأريخي عنه، وأن الحوار احتوى على العديد من التصريحات التى قد تثير الرأى العام، فأخبرنى بأن ما قاله لا يوجد فيه ما يشين أحدا، إلا أن هناك بعض الآراء والتصريحات التى قد تكون جديدة على الرأى العام ومثيرة له فى الوقت ذاته، لذا فهو يفضل عدم نشرها فى هذا الوقت حتى لا يحدث صدمة للرأى العام، خاصةً أن بعض هذه التصريحات قد تكون فرصة سانحة للصائدين فى الماء العكر لإحداث فتنة وبلبلة، إلى جانب أنها قد تتسبب له ولى فى بعض المشاكل، وبناءً على تلك الرغبة واحترامًا لتاريخ وقامة الرجل قمت بالاحتفاظ بالتسجيل، ما يقرب من عامين، إلا أنه بعد رحيله، وبعد أن أصبح بين يدى الرفيق الأعلى، ولا يقوى كائن من كان على توجيه اللوم له أو تعريضه لمشاكل أصبح هذا التسجيل، ونشر ما فيه يخصنى لوحدى فقط، وأنا المسئول عن تحمل تبعيات نشر ما فيه، ولست مسئولًا عن صحة ما فيه من عدمها، فالعهدة فى النهاية على الكاتب الراحل، إلا أنه لثقتى بهذا الأستاذ الكبير ومعرفتى بدقته فى اختيار كلماته قمت بنشر الحوار كاملًا دون شك ولو للحظة فى صحة كل ما صدر عنه من تصريحات.