الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أنا وابنتي ومارك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
معذرة مارك زوكر، فعلى الرغم من نبل هدفك.. وعبقريتك التى خلقت عالمًا يتواصل من خلاله مئات الملايين.. إلا أننى لعنتك ولعنت عالمك الافتراضى ولعنت عبقريتك، اعذرنى يا مارك على هذا التطاول، فلا شىء أغلى من الضنا، ولا شىء أفدح من أن يسىء أحد السفهاء لابنتك، فأنت مثلى «أبوالبنات» بعد أن رزقك الله بطفلتك الثانية، لا بد أنك ستقدر فداحة المشكلة، فإذا كان اختراعك «فيس بوك» قد وحد العالم واختصر المسافات، وأصبح رقيبا على الحكومات وصوتا للضعفاء.. فهو أيضًا دمر آلاف الأسر بسبب حالات الطلاق، ولن أبالغ إذا قلت إن اختراعك استغله البعض فى تفتيت دول وتشريد شعوب. أعلم أن هدفك نبيل، لكننا فى العالم الثالث استخدمنا نبل هدفك فى الإساءة لبعضنا البعض. ماذا تفعل يا مارك لو أن أحد السفهاء سرق الحساب الخاص بابنتك وبث من خلاله عبارات وصورًا كفيلة بتفكيك أسرتك وتشريد أطفالك؟ بالتأكيد سوف يجن جنونك وتفقد أعصابك وربما ينعكس ذلك سلبًا على ابنتك وأسرتك إذا ما تريثت واحتكمت لعقلك، هكذا أنا.. فقدت أعصابى بسبب أحد السفهاء الذى سرق حساب ابنتى على «فيس بوك» وكتب فيه ما لم تعرفه ابنتى أو تسمعه من قبل، ما شاهدته أفقدنى أعصابى فتطاولت عليك وعلى اختراعك ولعنت عبقريتك، وبدأت رحلة البحث عن هذا السفيه الذى استغل اختراعك لتشويه الغير. تواصلت مع مباحث الإنترنت.. فطلبوا منى الإبقاء على حساب ابنتى لحين التوصل للجانى، استجبت لهم، لكننى كنت وما زلت كالماسك على الجمر، يضيق صدرى كلما اتصل بى صديق أو زميل يلفت نظرى أن حساب ابنتى على «فيس بوك» تم اختراقه وفيه عبارات خادشة للحياء، ويجن جنونى كلما شاهدت ابنتى منهارة، وأخشى من أن أتحول إلى قاتل لو أمسكت بالجانى.. فأضيع وتضيع أسرتى. 
تلك هى الحكاية التى لم تنته بعد، ولا أعلم كيف ستنتهى. حكايات أخرى كانت نهايتها فى المحاكم حيث انفصال الزوجين والأبناء كانوا الضحية، وحكايات كان المشهد الأخير فيها سرادقات عزاء. ألم يكن فى مقدورك يا مارك حماية رواد عالمك باختراع آخر؟ ألم يكن فى مقدورك تقديم حلول سريعة لضبط المتجاوزين؟ مجلس النواب فى بلدنا يا مارك ما زال يفكر ويفكر فى وضع قوانين تنظم التعامل مع اختراعك، بعض الدول أوقفت التعامل معه نهائيًا، وبعضها وضع ضوابط صارمة، ونحن ما زلنا عينًا فى جنة اختراعك وأخرى فى ناره، وأعتقد أننا سنظل على هذا الوضع فترة طويلة، لذلك عليك أن تحمى اختراعك بآخر يحميه، ولو لم تفعل سيظل ما قدمته للبشرية يستخدمه البعض وكرا للخيانة وسلاحا لتفكيك الأسر وتخريب الدول، اختراعك يا مارك أصبح أداة فى يد الإرهابيين ومن يؤويهم ويمولهم. فانهض بحمايته لتحمى العالم وتنقذ شبابنا وتستر ابنتيك وبناتنا.