رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بالصدفة كالفياجرا: "كيناكينو".. كان لعلاج القلب فهزم السرطان!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لأن الدخول فى معارك الماضى يلقى بالداخل إلى كهوف الماضي، يتحول إلى كائن منزوع القدرة على رؤية الشمس، عائش غائص فى طين الذكريات يستعرضها بالغل أو بالتبرير، ولأن الانخراط فى عك الحاضر، السياسى والاجتماعي، يتطلب من الشخص المنخرط أن يكون مخروطيا لولبيا سوستاجيا، لكى يتمكن من شن حرب الحقد على أشياء رائعة، وشخوص محترمة، أو ينحنى أمام كبار بالقوة والسلطان كالرقم ٨، رقم العبيد الأبدي، ولأن..، ولأن...، وكله غير مجد ولا مفيد، فإن الدخول بالعقل المصرى إلى سماوات المستقبل، يحرره من ترهات الجاهلية السياسية، وخرافات النخبة، وارتشاءات كبار الموظفين المنتفخين بالحرام!.
سندلف مباشرة إلى ملاذات العلم والعلماء وسأزف إليكم خبرا يسعدكم كثيرا لكن ما بعده هو الأكثر مدعاة للسعادة لأنه يمثل الطلقة الطفرة فى علاج السرطان وبخاصة سرطان الرئة وسرطانات أخرى. إنه العقار الساحرcanakinumab الذى يرى الصديق الدكتور هشام أبوالنجا استشارى أمراض الكبد ومدير مستشفى كليوباترا، أن العقار فى الأصل كان لعلاج التهاب المفاصل المناعى لدى صغار السن.
الحق أننا أمام دواء يماثل فى ثورته العلاجية طفرة الفياجرا لعلاج الضعف الجنسي.
كيف ؟
لقد نجحت مجموعة علمية بحثية متخصصة فى جامعة هارفارد الأمريكية، يرأسها دكتور بول رديكر مدير مركز الوقاية من أمراض القلب فى التوصل إلى عقار يستهدف التهابات القلب بغض النظر عن الكوليسترول، ويؤدى العقار الجديد إلى خفض مرات الإصابة بالأزمات والنوبات القلبية، بنسبة ١٥ ٪‏، ويوفر حماية لاحقة من أية أزمات تالية، وهو دواء تعتبره الأوساط العلمية وأطباء القلب، وجمعية القلب الأوروبية اختراقا عظيما، بل هو طفرة على حد تعبير صديقى الدكتور جمال شعبان أستاذ أمراض القلب وتصلب الشرايين بمعهد القلب، فى علاج أمراض القلب والوقاية منها، وفتحا عظيما بالصدفة البحتة لعلاج السرطان والوقاية منه، وبالفعل أنتجته شركة نوفارتس السويسرية واسمه التجارى «ايلا ريس»، ولقد طرح البحث الخاص بهذا الإنجاز الطبى الجديد فى المؤتمر العلمى الأخير فى برشلونة. أهمية هذا الدواء أنه يخاطب لأول مرة مرضى القلب الذين ليس بجدران قلوبهم دهون بالشرايين نسميها كوليسترول، من خلال أربع حقن على مدى عام.
الطريف أنه كما اكتشفت فايزر الفياجرا الحبيبة لذكور العالم المبتلين بالخيبة، ورفع رؤوسهم فى غرف النوم، وكان الاكتشاف بالصدفة البحتة، وهى تجرب هذا الدواء لعلاج أمراض القلب، فإذا بالدم يتدفق فى ذكورة رجل تجاوز السبعين، وكان ذلك العلاج السحرى للعنة مجرد أثر جانبى لدواء استهدف مرضا آخر بالأساس!
وعلى فكرة فإن الأسكتلندى ألكسندر فليمنج أيضا مكتشف البنسلين من العفن، كان قد فشل فى تجربته الرئيسية، ووجد المضاد الحيوى الذى تعرفه البشرية حاليا، واليوم، كان علاج سرطان الرئة وخفض نسبة الوفيات إلى ٥٠ ٪ مجرد عرض جانبي، لم يسع إليه أحد، سيحقق طفرة وثورة وكشفا فى الحرب على الوحش اللعين. سيكون العقار الجديد أيضا بمثابة مصل واق من أمراض القلب، وأمراض السرطان، لكن أكبر تحدٍ يواجه الشركة المنتجة هو ارتفاع سعره، فالكورس العلاجى كله يتكلف ٦٥ ألف دولار، ويحتاج المريض إلى أربع حقن فى العام، وكل حقنة ثمنها ١٦ ألف دولار.
بالطبع هناك فى الغرب، من يدفع عمره ليعيش عمرا جديدا، لكن هذه النوعية ليست عندنا، لأننا قوم لا نزال نفرح إذا نزل سعر كيلو السكر ٥٠ قرشا والفرخة جنيها، وعموما فإن السعر يبقى مشكلة حكومات لا مشكلة أفراد، كما هو الحال بالنسبة لسوفالدى وغيره من مجموعة علاج الالتهابات الفيروسية الكبدية، فقد كان سعره باهظا حتى هبط، ثم إن المعامل الهندية والصينية لعلها تتوفر الآن على إنتاج هاى كوبى من الدواء الأمريكي، ومعنى هذا أنه خلال شهور سيكون كيناكينو باشا متوفرا بالأسواق!
هكذا تفكر الدنيا العاقلة، والعالمة، أما مجتمع العوالم المحتشد لدينا وعلينا من أراجوزات الإعلام والسياسة وهيئة مصاصى دم الشعب فى الوزارات والمصالح، فإنه يتعاطى الدود، ليفرز الدود والعطن.
وبعد ذلك، وفوق كل ذلك، ستجد دودة متعممة ملتحية تحدد مصير أمثال ريدكر من العلماء بأنهم حطب جهنم وكفار!
الله يحبه فمنحه العلم ليعالجك، وأنت منحك الجهل لتذبح وتقتل وتحرق، أفتراه يحبك أيها المدعى باسم الإسلام؟!.