الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"الشوايا والهلال".. طقوس الاحتفال بالعيد لقبائل الإسماعيلية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يزال العالم الخاص لقبائل "العيايدة والأخارسه والمساعيد والاحيوات والطميلات " البدوية، بمحافظة الإسماعيلية، عالم مثير، وطالما حافظوا عليه، غير عابئين، بأي مدنية، وخصوصا خلال عيد الأضحى المبارك.
هذا العالم ملييء بالطقوس والأحداث المختلفة، وعندما تقترب من بيوتهم تثيرك بساطتهم وحياتهم البدائية، التي يعيشونها بلا استثناء.
جاءت تلك القبائل إلى الإسماعيلية عقب حرب 1973.. وعاشوا بمناطق القنطرة شرق وأبوصوير وأبوخليفه والتقدم وأبو سلطان،، والملاك، والمجاهدين العرب، وبعض المناطق، بمدينة الإسماعيلية، تزوج الكثير منهم من أبناء المحافظة، والتحقوا بالعديد من الوظائف لكن مازالوا متمسكين بطباعهم البدوية التي تعطي للمحافظة طابعًا خاصًا يجعلها تتميز عن غيرها.
ويحرص العائلات البدوية على الاستيقاظ في الساعات الأولى مع تكبيرات صلاة العيد ويتجمع أبناء العائلة لأداء الصلاة في المسجد المتفق عليه، ثم يتوجهون إلى المقابر وتبادل التهاني مع المصلين والجيران، ومنها يتوجهون إلى منازلهم لنحر الأضاحي العيد.
ويحرص كل منهم على ذبح أضحيته بنفسه، تماشيًا مع السنة النبوية، فكل منهم يجيد الذبح وسلخ وتقطيع الأضحية وباقي الذبائح وتوزيعها على المحتاجين بواسطة أطفالهم الذين يدقون أبواب البيوت والمنازل المحيطة بالمنطقة، وهم يرددون ابتهالات وتكبيرات العيد.
وتتفرغ نساء العائلة لاعداد وجبه الافطار التي تتكون من صحن كبير من كبدة الأضحية والقلب ورئتها وتقطع إلى قطع صغيرة وتطهي مع بعض من شحوم الأضحية وبعض من السمن والرقاق البدوي الذين يجدون صناعته ويبيتون ليله وقفه العيد في تجمعات نسائيه لخبزه في افران منزلية ويسمونه "الرقاق الصاج" وبعد أن يحضر جميع أفراد العائلة مشهد ذبح الأضحية ويتم تبادل "العيدية " بين أبناء العائلة، ويتناولون وجبة الإفطار ينطلق الأطفال في الشوارع للاحتفال بمراسم العيد كل على طريقته الخاصة.
وبعد الظهر يلتقي كل أفراد العائلة في منزل كبير العائلة لتناول وجبة اللحوم الشهية التي تصنع بمختلف أنواعها إلى جانب الطبق الرئيسي وهو "الفته" وهي عبارة عن أرز وخبز وشوربة ولحمة ضاني.
كما أن لديهم طرق مختلفة في إعداد اللحوم ويأكل الرجال وأطفالهم من الذكور في مائدة منفصلة عن مائدة النساء والفتيات، وهو تقليد عرفي متبع نظرًا لوجود ضيوف عادة من الرجال.
وعادة مايتم استقبال الضيوف في المساء لتناول العشاء الذي يتكون من اللحمة أيضا ثم يتسامرون مع أكل الحلويات التي تتنافس نساء العائلة في صناعتها.
ولسماع حكايتهم، يقول أحمد سلامة دادود، شيخ قبيلة "الطميلات"، الموجودة بالقصاصين إن طقوس عيد الاضحى لدى العائلات البدوية ثابته، موضحا أنه بعد أداء فريضة صلاة العيد يتوجه رجال القبيله لذبح الأضحية بأنفسهم وتوزيعها وتناول الإفطار، ثم بعد ذلك يتبادل أبناء عائلات القبيلة الزيارات لتقديم التهاني ويتوجهون في اليوم الأول للعيد للقاء شيخ القبيلة في منزله، وفي اليوم الثاني تكون مهمة شيخ القبيلة أن يتوجه إلى منزل كل عائلة لتهنئتهم بالعيد وتقديم العيدية. 
وأكد، أن أبناء القبيلة عادة ما يلتقون في منزل شيخ القبيلة، في العيد لتبادل التهنئة، ومناقشة مطالب القبيلة وحل مشاكلها، وقبل الاحتفال بالعيد تكون مهمة شيخ القبيلة فض أي خصومات بين العائلات، ويتم عقد اتفاق بينهم بالصلح وتجهز الولائم على شرف هذا الصلح لاذابة أي خصومة بين الأطراف.
وأضاف، أن القبائل البدوية تحرص على عقد قران أبنائها في الأعياد كنوع من المباركة بالعيد وادخال الفرحة والسرور على أبناء القبيلة، لافتا إلى أنه في الماضي كان يحظر الزواج من خارج القبيلة، لكن الآن تم تسهيل الكثير من أمور الزواج بشرط أن يكون العريس الذي لاينتمي للقبيلة على علم كافي بعادات وتقاليد القبيلة وعلى خلق وسمعه طيبه، ويحافظ على أصولها وتقاليدها وإلا لا يتم الزواج. 
وقال: "في الأفراح تنحر الذبائح وتتجمع القبيله في منزل العريس أو العروسة ويقدمون الهدايا، وكان في الماضي الأفراح تتم في مقر القبيلة ولا تخرج للنوادي أو القاعات بالحضر، لكن حديثا أصبحنا الاحتفال بليلة الحنة في مقر القبيله ومنزل العروسان، ثم التوجه في اليوم التالي إلى قاعة الفرح لحضور مراسم الزفاف".
وأكد الشيخ كامل مطر، أحد أبناء قبيلة "الاحيوات"، ومقرها في الصالحية الجديدة، أن طقوس عيد الأضحى مميزة لما لها من جانب ديني وروحاني، موضحا أن الاحتفال يبدأ من يوم عرفات حيث يتجمع أبناء القبيلة وتنحر الذبائح لاعداد افطار جماعي بين أبناء القبيله الواحدة، وفي اليوم التالي يستيقظ رجال القبيله منذ صلاه الفجر، ويتوجهون لصلاة العيد، ومن ثم تقوم كل عائلة في القبيله بذبح الأضحية ويشهد جميع أفراد الأضحية عملية الذبح، ويتناولون وجبه الافطار وتسمى "الشوايا" وهي عبارة عن الكبدة والرئتين وقلب الأضحية، ويتم اعدادها بطريقه خاصة. 
وتفرق ثلثي الأضحية على الفقراء والمساكين، ويقدم ضلع الأضحية للابنه والشقيقة في بيت زوجها كهدية ونصيبها في أضحيه أبيها أو شقيقها، وبعد الظهر تتجمع القبيله في الديوان لاستقبال الضيوف ويجهز لهم القهوة العربي مع وجبه الغذاء.
وهناك بعض القبائل لها طقوس بعد صلاه العصر حيث تعقد سباقات الهجن والخيل والتي تسمى "الهلال" مما يدخل الفرحة والسرور بين أبناء وأطفال القبيلة، وفي حاله وجود زواج بين أبناء القبيلة، يتم تحديد الموعد ثالث أيام العيد.