الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أوبرا البسطاء.. فنانون خرجوا من سرادقات مولد الحسين

الشيخ ياسين التهامي
الشيخ ياسين التهامي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يكن مولد السيد الحسين مجرد مناسبة ترتبط بحدث ديني، لكنه مناسبة فنية أيضًا، فهذا المولد أشبه بساحة أوبرا ضخمة تلتقى فيها عدة فنون متنوعة، منها الشعر والموسيقى والغناء والحكي، ولأن المساحة المخصصة لإقامة مولد الحسين متسعة نسبيا لما تتضمنه من الحوارى والأزقة العديدة التى تحيط بالمسجد، هذا يتيح لاستقبال أعداد غفيرة من المحتفلين بالمولد، آلاف من البشر ينتشرون فى كل حدب وصوب فى محيط جامع الحسين وداخله، يستغل المداحون والمنشدون هذه المناسبة لتقديم ما يتقنونه من فنون العزف والغناء بأشعار كبار أئمة الصوفية كابن الفارض وابن عربى أو ارتجال كلمات عامية تخصهم تتعلق بالمديح أيضا، فى هذا التقرير نرصد عددًا بسيطا من مئات المنشدين الذين علا نجمهم من خلال مشاركتهم فى المولد.

ياسين التهامي
ياسين التهامى يأتى على رأس هؤلاء المداحين، والذى تنتظر آلاف الجماهير ليلته بالمولد الذى يمتد على مدار أسبوع، فى ليلة ياسين بالتحديد قد يرى البعض أن أعداد الجماهير تتزايد عن أى يوم آخر، مولد الحسين كان له فضل كبير على ذلك الفنان الذى وصل صيته حد العالمية بعد عدة حفلات أحياها فى باريس، نشأ التهامى فى بيت دينى وعائلة ينتسب أهلها إليه، وكان لهذا الجو الدينى تأثير عميق فى نفسه، فكان مولعا بالشعر الصوفى، والذى كان يسمعه من والده وممن يحضرون ليالى الذكر التى كان يقيمها والده، ويعد «التهامي» ظاهرة فريدة فى عالم الغناء والطرب وفى عالم الإنشاد الدينى خاصة.

فاطمة سرحان
فاطمة سرحان اسم كبير فى عالم الإنشاد، فهى من أولئك المنشدين الذين كانت الموالد مسرحا حقيقيا لاكتشافهم، مولد السيدة زينب بالتحديد يمثل محطة مهمة فى حياة فاطمة سرحان الفنية التى اشتهرت بغناء القصائد الصوفية والمواويل والقصص الشعبية والمدائح النبوية فى الموالد الإقليمية، بدأت الغناء فى الإذاعة فى خمسينيات القرن الماضى بعد أن اكتشفها المطرب زكريا الحجاوى.

أمين الدشناوي
يلقب الشيخ أمين الدشناوى بريحانة المداحين، هو شخصية تملك جماليات دقيقة فيما يخص الإنشاد الصوفى، منذ أن كان فى التاسعة من عمره انعزل عن ذويه ليمدح بعفوية وفطرة الصغار النبى محمد، وكان يستيقظ مادحا حتى أصبح مثل عود الريحان الذى يفوح شذاه فى الأرجاء والبلدان، نشأ فى دشنا وتلقى تعليمه فى إدفو وتعلم الإنشاد على يد معلمه الشيخ أحمد أبوالحسن ملهمه وأستاذه وكاتب قصائده الرائعة التى تفيض بالمعانى الصوفية، شهرة الدشناوى الحقيقية بدأت تتجلى من سرادقه السنوى فى مولد الحسين، أخذت شهرته فى التمدد حتى وصلت إلى باريس، حيث ذهب إليها أكثر من مرة لإحياء عدة ليال فيها.