سيطر الجيش العراقي على مدينة تلعفر بالكامل ونحو 95% من مساحة القضاء، في معركة دامت أسبوعا واحدا، مخالفة بذلك كل التوقعات، في إشارة واضحة على تراجع قوة داعش الذي يواجه ثلاث حملات متوازية في المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، الأولى بقياة الجيش العراقي والحشد الشعبي في نينوى وصولا إلى الحدود السورية، والثانية في الرقة تقودها قوات سوريا الديمقراطية مدعومة أمريكيًا، والثالثة في البادية السورية ودير الزور يقودها الجيش السوري والقوات الداعمة له.
تحرير تلعفر
بعد معركة دامت حوالي 8 أيام أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحرير مدينة تلعفر ومحافظة نينوى بالكامل من أيدي تنظيم داعش، حيث بدأت القوات العراقية بدعم من فصائل الحشد الشعبي ومن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، عملياتها العسكرية لاستعادة تلعفر في 20 أغسطس، بعد نحو شهر من إعلان تحرير الموصل عقب تسعة أشهر من المعارك.
وما زال تنظيم داعش يسيطر على منطقة الحويجة في محافظة كركوك (300 كيلومتر شمال بغداد)، ومنطقة القائم الحدودية مع سورية في محافظة الأنبار في غرب العراق.
"داعش" يهربون من الحويجة
هذا وبعد الهزيمة التي لحقت بالتنظيم الإرهابي في تلعفر، أفادت مصادر عراقية بأن غالبية قادة تنظيم داعش في قضاء الحويجة، هربوا مع أسرهم ومعهم ملفات مهمة تضم أسماء قادة التنظيم في العراق والتعاملات المالية للتنظيم.
وبحسب موقع "السومرية نيوز" التابع للحكومة العراقية، قالت المصادر، إن أبرز قادة داعش في الحويجة هربوا مع أسرهم باتجاه منطقة جبال حمرين والجزيرة في محافظة صلاح الدين عبر ناحية العباسي والرياض التابعتين للحويجة (55 كم جنوب غربي كركوك)"، مشيرين إلى أن غالبية الفارين يحملون جنسيات عربية وأجنبية.
وأوضحت المصادر، أن من بين الفارين، قيادي بارز يحمل الجنسية المغربية ويعتبر واحدًا من أهم قادة التنظيم ومن المقربين من أبو بكر البغدادي، وقد اختفى عن الأنظار بشكل نهائي ومعه ملفات مالية مهمة، بالإضافة إلى أسماء قادة التنظيم في العراق، ومن كان يجند لهم المسلحين ويرتب وصولهم إلى العراق وسوريا.
العبادي يرفض اتفاق بين "حزب الله" و"داعش"
وفي قرار آخر، يضيق الخناق على التنظيم الإرهابي، أعرب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن رفضه للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين "حزب الله" و"داعش" بشأن نقل مسلحي هذا التنظيم الإرهابي من لبنان إلى الحدود السورية العراقية، مشددا على عدم قبول بغداد بنقل "أعداد كبيرة" من عناصر "داعش" من الحدود اللبنانية السورية إلى المناطق الحدودية مع العراق.
وقال العبادي في مؤتمر صحفي له بعد تحرير تلعفر، إنه لا مبرر للتفاوض مع الإرهابيين، مضيفا أن بغداد لا تسعى إلى احتواء "داعش" بل القضاء عليه ولا خيار أمام الإرهابيين إلا الاستسلام أو الموت.
بريطانيا ترفع عدد جنودها إلى 600
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع في المملكة المتحدة، أنها تعتزم إرسال 44 جنديًا إضافيا إلى قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار، للمساعدة في دعم عمليات مكافحة داعش " في المنطقة عموما".
وقال بيان للدفاع البريطانية نشر الأمس: "سوف ترسل بريطانيا 44 من الأفراد الإضافيين من فرقة المهندسين الملكية إلى قاعدة عين الأسد الجوية، وبذلك يرتفع عدد القوات البريطانية المتواجدة هناك إلى أكثر من 300، بينما يرتفع إجمالي عدد أفراد القوات البريطانية في العراق إلى أكثر من 600".
وبحسب البيان، فإن هؤلاء الأفراد الإضافيون "سيشيدون مخيما يضم 80 وحدة سكنية، ومقرا ومكاتب للسرب، وذلك يتيح لقوات التحالف أن تتفرغ لدعم عمليات مكافحة "داعش" في المنطقة عموما".