الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"اللحمة" سيدة الولائم في الثقافة العربية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عيد الأضحى المبارك مناسبة دينية تختلف عن أي مناسبة أخرى؛ فطقسها ربما يلهي الناس عن المناسبة نفسها، فأكل اللحم بكميات كبيرة، الطقس الأبرز في ذلك العيد؛ فينشغل المسلمون الذين لم يذهبوا لأداء فريضة الحج بالذبائح أو شراء اللحم؛ وإعداد الموائد وذلك بعد 9 أيام من الصيام في شهر ذي الحجة شغف الناس وحرصهم على ممارسة ذلك الطقس قد يدفع البعض للظن بأن هناك شيئا يدفعهم للاهتمام غير المناسبة الدينية نفسها؛ وهو أن حب أكل اللحم متأصل في الثقافة العربية.
تفتح «البوابة» في هذا الملف؛ قضية اللحم في الثقافة العربية مشاركة قرائها فرحتهم بعيد الأضحى المبارك.

«الخرس» و«العقيقة» و«المأدبة».. أبرز أسماء موائد العرب
عن مائدة العرب قبل الإسلام، يذكر محمود شكري الألوسي، في كتابه بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب، أنها اتسمت باستخدام لحوم الصيد، والسويق، والألبان، والأرانب وغيرها من حيوانات الصحراء التي كانوا يصطادونها، وكان أحسن اللحوم عندهم لحوم الإبل، وكان منهم من يستطيب أكل الضب.
ومن أسماء تلك الولائم: الخُرسُ: وهو الطعام الذي يقدم بمناسبة الولادة، العقيقة: الوليمة التي تعد في اليوم السابع من ولادة مولود جديد في البيت، الأعذار: وهي وليمة تُقام عند الختان، ذو الحذاق: وهي وليمة تعد لحافظ القرآن، وتعتبر من الولائم التي استحدثت بعد الإسلام.
الملاك: وهي الوليمة التي تُقام بمناسبة الخطبة، تأتي بعدها وليمة العرس، الوضيمة: وهو لفظ يطلق على الولائم التي تحضر بمناسبة التعازي، الوكيرة: وهي وليمة مناسبتها تجديد المسكن أو بناء بيت جديد، وهي مأخوذة من كلمة «وكر»، العقيرة: وهي وليمة تصنع عند رؤية هلال رجب، التحفة والشُندُخ، موائد سخية للضيوف، ومثلها القرى، التي تعتبر من أشهر الولائم، وتقام عادة ترحيبًا بالضيف.
النقيعة: وهي وليمة تُقام عند قدوم شخص من السفر، وقيل هي الوليمة التي يقيمها القادم من السفر، المأدبة، وهي الوليمة، ولها معانٍ أخرى، فمثلًا تعبير «مأدبة الله» هو إشارة إلى القرآن الكريم، الجفلي: تستخدم بمعنى المأدبة، وهي أيضًا دعوة الناس إلى الطعام، يقابلها النقري، وهي وليمة تخص دعوتها أناسًا محددين.
ويصنف محمد بن الحسن بن محمد الكاتب البغدادي في كتابه كتاب الطبيخ، الذي ألفه قبل ألف سنة تقريبًا، أنواع من الأطعمة التي لم تكن لدى العرب من قبل، تختار المقالة منها:
ديكبريكة: وتصنع من اللحم المقطع وسطًا ويترك في القدر، ويلقى عليه اليسير من الملح، وكف حمص مقشور، وكسفرة يابسة ورطبة وبصل مقطع، ويطرح عليه غمرة ماء ويغلي، ثم تقشط رغوته، ويرش عليه خل، ويلقى فيه القليل من الفلفل المسحوق ناعمًا، ويطبخ حتى يبين طعمه ويترك حتى يهدأ على النار ويرفع.
ومن الأطعمة الأخرى التي ذكرها البغدادي في كتابه الإبراهيمية والجرجانية والزيرباج والنيرباج والطباهجة والتفاحية والحصرمية، وكثير من الأطعمة الخاصة بالأغنياء التي تفننوا بطهيها باستخام أنواع الأسماك المختلفة والطيور والدجاج.

«الزوجة الثانية» و«الحفيد» أشهر ولائم السينما المصرية
لا يمكن تصور صنع أسرة عربية لوليمة ترحيب بضيوفهم، دون أن تزهو بألوان وأشكال اللحوم والطيور، وهو ما نقرأه بالأعمال الأدبية أو نشاهده بالأفلام، فالفنون تعبر بطبيعتها عن ثقافة الشعوب من مأكل ومشرب ونحوه في هذا التقرير تستعرض «البوابة» أبرز مشاهد الموائد في السينما والأدب.
فيلم الحفيد
وفي فيلم «الحفيد» نرى ملمحا اجتماعيا كوميديا لأسرة متوسطة تتفنن بشراء اللحوم والطيور، لاستضافة أسرة زوج الابنة الجديد، رغم ضيق ذات يد أبوهم ولكن لا يمكن أن تكون هناك وليمة بغير «البط».
فيلم المنسي
وفي فيلم «المنسي» نرى الطاولة ممتدة بالطعام الشهي لرجال الأعمال، فيما عامل السكة الحديد يأكل المسقعة التي صنعتها أخته، ولكنها أطعم لأنها بشرف.
ثلاثية نجيب محفوظ
وفي الروايات عبرت روايات نجيب محفوظ وبالأخص الثلاثية عن طقوس الطعام عند الأسر المصرية المحافظة، وكان الطعام يوضع ليأكل منه سي السيد، ثم تلتف النساء حول الطعام الذي لا يخلو من أطيب الطعام.
فيلم الزوجة الثانية
من مشاهد الطعام الشهيرة، ما رأيناه بفيلم «الزوجة الثانية»، والتي عبرت عن الاستبداد الواقع على الفلاحين بالقرية من قبل العمدة، ونرى الفلاحة المعدمة، وهي تحاول إطعام زوجها وأبنائهما، قبل أن تعلم بنية صاحب الأمر في تطليقها من زوجها.
«جوع» محمد البساطي
في رواية «جوع» للبساطي حالة الأسرة، التي يندر أن ترى اللحوم، وهؤلاء البسطاء الريفيون حين يحلمون بمجرد كسرة خبز، وتكون خدمة الأكابر «المهينة» فرصتهم لأن يلتقوا الطعام الطيب لأول مرة، لأنهم يحصلون على بواقي الموائد في كل يوم! وهنا تكون اللحوم وسيلة لأن نرى الفروق الطبقية بأبشع صورها.
ومن الروايات الحديثة نرى «اعترافات تاجر اللحوم» للكاتب حسين الموزاني المقيم بألمانيا، ويجسد فيه غربة أبناء وطنه والذين يتحول أحدهم لجزار لحوم في البلاد الغريبة.

الشعراء الصعاليك.. رحلة «الأدب» تنتهي بـ«الجزارة»
للشعر في مصر تاريخ يبدأ من نهايات القرن التاسع عشر، على يد محمود سامي البارودي ومدرسته «الإحياء والبعث»، التي ضمت عددًا من قامات الشعر العربي، يأتي على رأسهم أحمد شوقي؛ غير أن تاريخ الشعر في مصر لم ينظر إلى ما قبل البارودي ومدرسته؛ فيعتبر النقاد الأكاديميون أو على حسب ما يدرس في المدارس الحكومية المصرية أن ما قبل أشعار «الأحياء» يعد أدبا ركيكا لا يرقى لأن يصبح إبداعا، وما فعلته الإحياء والبعث أنهم اعتمدوا على إعادة إحياء القصيدة العربية في العصر الذهبي، وهو عصر العباسيين حيث البحتري وأبو تمام والمتنبي؛ وأعادوا طرح هذا الثقل اللغوي من جديد، وبالتالي تحذف الفترة التاريخية ما بين شعراء العصر العباسي الثاني وبين مدرسة الإحياء والبعث.
لكن فى هذه الفترة المهملة والمحذوفة من تاريخ الشعر؛ ظهر في مصر نوع جديد من الشعر؛ شعر يعبر عن مأساة اجتماعية، ويبعد كثيرا عن مدح الحكام والتملق عموما؛ فمع بداية حقبة المماليك، وبعدها العثمانين، انتشرت في القاهرة أجناس من كل حدب وصوب شراكسة وبرامكة وأتراك وألبان؛ فأصبح الحكام ومعظمهم من أصول غير عربية يجهلون الشعر وأسلوبه؛ فلم يجد الشعراء من ينفق عليهم فتركوا حرفة الشعر، وامتهنوا مهن معتادة كالنجارة والحدادة والجزارة وغيرها، لكنهم استمروا في كتابة الشعر على سبيل الهواية، لا على سبيل الحرفة؛ وسموا بالشعراء الصعاليك واختلف أسلوبهم فتركوا القوالب القديمة، واستخدموا شعر المقطوعات الصغيرة شيء يشبه فن الواو في صعيد مصر أو المربعات؛ فكان الشاعر يضع نصب عينيه المتلقِي الجاهل لقلة الثقافة، حتى ولو كان المتلقِي وزيرًا، ولذا شاع في شعرهم السهولة والوضوح وامتزاج العامية بالفصحى، وانتشرت الصنعة والمبالغة والتكلف، وهي موجودة في العصر العباسي ولكن أدباء هذا العصر بالغوا فيها لمحاولة مجاراة الأقدمين، فاستخدموا كل المحسنات البديعية والصنعة البيانية، وصارت الألفاظ قريبةً من العامة.
عدد كبير من شعراء هذا العصر اتجهوا للجزارة، وكان من بينهم الشاعر أبو الحسيْنِ الجزار؛ الذي ذاع صيته في النصف الثانِي من القرن السابع للهجرة يعبر بشعره عن كافة المواقف التي يلقاها بشيء يشبه الكوميديا السوداء، كيف تبدل حاله من شاعر يأخذ صرر الدنانير من بلاط الملوك إلى جزار حاله أقل بكثير من قبل؛ وكيف تغير طائفة المتلقين من أشخاص عالمين باللغة وفنونها إلى إناس لا تفهم العربية من الأساس، فله قصيدة يسخر فيها من تركِيٍ لا يفهمُ العربيَةَ طلب من الجزار مدحه، مجسدًا فيها الهوة الثقافيةَ بينه وبين ذلك التركي؛ يقول فيها: «وكم قابلـتُ تركيًا بِمدحِـي/ فكادَ لِما أُحاولُ منـهُ يَحنقْ/ ويلطِمُنِى إذا ما قلْتُ (ألطِنْ)/ ويرمقنِى إذا ما قلْتُ (يرمِقْ)/ وتسقطُ حُـرمتِى أبَدًا لديْـهِ/ فلو أننيْ عطسْتُ لقالَ «يَمشِقْ»؛ فاستخدم فيها كلمات تركية لبيان مدى الهوة الثقافية بين الطرفين، فليس لأبياته قيمة فنية سوى تجسيد ما كان يحصل بين الطبقة الحاكمة والمحكومةِ.

حكايات «الطفساء» و«الزهاد» من هارون الرشيد إلى «المعري»
التراث العربي ملىء بالنوادر في مختلف المواقف؛ العشرات من أمهات الكتب حرصت على نقل سيرهم وحكاويهم؛ من بينها «الأغاني» للأصفهاني؛ و«البخلاء» للجاحظ و«الألف ليلة وليلة» وكتب أخرى للفارابي والنوري وغيرهم. 
«البوابة» غاصت فى بحر أمهات الكتب والتقطت بعض المشاهد التى تتعلق بنوادر اللحم ودوره فى المائدة العربية.
لحم الجمال يضع هارون الرشيد في مأزق
جاء يوم الطاهي لهارون الرشيد، خليفة المسلمين، وكان حاملا لحم الجمل، فتناول الرشيد قطعة من اللحم وقربها إلى فمه، فوجد أن صاحبه يضحك منه، وحين سأله الخليفة أجاب: «بكم تقدر قطعة اللحم هذه يامولاي» قال الرشيد‏:‏‏ «بأربعة دراهم»‏‏ فقال الرجل‏:‏ بل بأربعمائة ألف درهم يا أمير المؤمنين‏، سأله هارون الرشيد بدهشة‏:‏‏ «وكيف ذلك؟‏»؛ فأجابه الرجل‏:‏ «‏منذ مدة طلبت من الطاهي أن يجهز لك لحم الجمل، ‏ومنذ ذلك اليوم ونحن نذبح جملا كل يوم،‏ ليكون لحمه متوفرا في أي وقت تطلبه،‏ لكنك لم تطلبه إلا اليوم»‏، توقف هارون الرشيد عن الأكل وهو يشعر بالتأثر الشديد، حتى أنه بكى خوفًا من غضب الله‏ ولم يوقف بكاءه إلا فتوى القاضي أبو يوسف، الذي قال له إنها صدقات حين أكل الناس منها، فتهلل وجه الخليفة بالفرح.
سليمان بن عبد الملك.. خليفة أموي راودته الـ«طفاسة»
وذكر أبوالحسن المسعودي في كتابه «مروج الذهب»، أن الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك، كان أكولًا يأتيه الطباخون بالدجاج المشوي وعليه جبة الوشى المثقلة فيلتهمه، ولحرصه على الأكل يدخل يده في كمه، حتى يقبض على الدجاجة الساخنة فيمزقها ويلتهمها التهاما.
من شابه أباه فما ظلم.. حكاية يرويها «الجاحظ»
وفي كتاب «البخلاء» للجاحظ، حكي أن أحدهم نزل ضيفًا على صديق له من البخلاء، وما أن وصل الضيف حتى نادي البخيل ابنه وقال له: «يا ولد عندنا ضيف عزيز على قلبي فاذهب واشتر لنا نصف كيلو لحم من أحسن لحم» فذهب الولد وبعد مدة عاد، ولم يشتر شيئًا؛ فسأله أبوه: «أين اللحم»؛ فقال الولد: ذهبت إلى الجزار، وقلت له أعطنا أحسن ما عندك من لحم؛ فقال إنه سيعطيني لحمًا كأنه الزبد، وذهب لمحل الزبد وراوغني، ولم أحصل على شيء، فرح الأب في سره أن الولد لم يأت بلحم، لكن فرحته لم تدم فقد تذكر فجأة أن ابنه قد أخذ حذاءه واستهلكه في كل هذه المشاوير، ويبدو أن حذاءه تآكل فلمح الولد نظرات الغضب، بعيني والده لكن الولد أراحه على الفور، وقال له إن الحذاء الذي أخذه كان حذاء الضيف وليس حذائه.
باحثة تونسية: «العرب قوم لاحمون شاحمون.. يفضلون لحوم الإبل»
«الطعام والشراب في التراث العربي»، كتاب للباحثة التونسية الدكتورة سهام الدبابي، حكت فيه عن الطعام في الثقافة العربية وأقرت بحبهم الجم للحوم فتقول: «العرب قوم لاحمون شاحمون، يأكلون لحوم الصيد من أرنب، وحمار وحشي، وظبي، ونعام، وطير، ويقرمون إلى لحوم الإبل والغنم والماعز، ويحبون شحومها، ولكنهم لا يفضلون على لحوم الإبل لحمًا، فهي حيوانهم الذي يعتمدون عليه في معاشهم، خاصة أهل الوبر منها.
يتطرق الكتاب أيضًا إلى طرق طبخ اللحم عند العرب القدامى التي لا يزال بعض الناس تتبع طهيها حتى اليوم ما زلنا نتبع أكثرها إلى اليوم، فجاء في الكتاب: «اللحم يكون قديرًا يطبخ في الماء والملح، وقد يتولبون ماء القدر، ومع علمنا بإنتاج اليمن للتوابل، وبوجود الأفاوية في أسواق مكة، ويجلب بعضها من الهند وقد تضيف العرب إلى اللحم القدير الحمص والقرع أو الدباء، ويطبخ أهل اليمن اللحم بالخل، ويبقى الطعام في القدر شهرًا أو شهرين جامدًا لا يفسد، وإذا أسخن، تظهر فيه رائحة يومه؛ وتكون قدور العرب من معدن أو فخار أو حجارة منحوتة؛ وقد يقلى اللحم وتستعمل المقلاة لذلك، وغالبًا ما يشوى».
تشير الكاتبة إلى أن العرب يستلذون كل سمين؛ الناقة التي روعها الكلا، والمرأة الروعاء التي يرويها الطعام ويروعها بالسمن.
وقد اعتبر الثريد طعام العرب وسيد الأطعمة، والثريد من الثرد وهو الهشم والفت والكسر، ومنه قيل لما يهشم ويبل بالمرق وغيره ثريدًا، وإذا كانت كلمة «المرق» تفيد الشيء الذي يمرق من اللحم، فإن «غيره» تحيل على شيء آخر يثرد به الخبز، فكلما كانت العرب تصنع الثريد من اللحم وعراقه والقديد، كانت تعالجه بالزيت والسمن وتتخذه من التمر، ولعلها تثرد الخبز بالزيت زمن الشدة».
وقد كان الطعام مجالا للتثاقف بين الشعوب الإسلامية، وقد اكتسب العرب أساليب جديدة لطهي اللحوم من الفرس والرومان. 
وكان طعام الخاصة في الحكم العباسي من أنواع الشواء والمحاشي إذ كانوا يشوون الخرفان والأبقار كاملة، ويطهون الدجاج بطرائق مختلفة. ومن ألوان الطعام التي اشتهرت عندهم وتفنّن الطهاة في طبخها والتأنق فيها السكباج والمضيرة، كما تفننوا في صنع الحلويات باللوز كالقطائف وأصابع زينب والفلوذج الذي قال فيه أحدهم «لباب البربلعاب النحل بخالص السمن ما أظن عاقلًا يعيبه».
 كما تفنن طهاتهم في معالجة اللحوم بالألبان والخضار والتوابل فكانوا يضيفون إلى الأطعمة المسك والعنبر والزعفران والقرنفل والكزبرة والليمون والنعناع والكمون والبصل والكراث، كما كانوا يضيفون لألوان من الأطعمة الفواكهة اليابسة كالجوز واللوز والفستق والزبيب والتمر والتفاح غيرها.
المعري.. شاعر أرقه أكل اللحم
ومن النوادر المأثورة، ما روى عن أبي العلاء المعري، حين مكث مدة خمس وأربعين سنة لا يأكل اللحم تدينا، وكان أكله العدس، وحلاوته التين، ولباسه القطن، وفراشه اللباد، آخذًا نفسه في الرياضة وخشونة العيش مقتنعًا بالقليل غير راغب في الدنيا؛ وحين سألوه لما تمتنع عن أكل اللحم وتلوم من يأكله؟ فقال: رحمة للحيوان.