الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عيد مصري بدون مكياج

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحساس جميل أن تخرج الجموع في الشوارع وسط زحام القاهرة المعهود لتشتري احتياجاتها من غذاء وملابس بمناسبة حلول عيد الأضحى فى جو من الطمأنينة تولد فى نفوسهم تدريجيا بعد أن عادت مصر إلى أهلها الطيبين وأبنائها الحقيقيين من شربوا من النيل واختلطت مياهه بدمائهم التى تجرى داخلها وسطية تلقائية تميزهم عن بقية الشعوب الأخرى.
لا نبالغ أن قلنا أن المصرى لا يرضخ ولا يستسلم للذل والهوان مهما بلغت قوته من مدى عليه وهو ما تجلى فى ثورة 30 يونيه التى اندمجت وأنصهرت فيها كافة الشرائح والأطياف تحت مظلة الوطن ليعلنوا رفضهم لحكم جماعة إرهابية فاشية كانت تريد الذهاب بالبلد للهاوية لولا بسالة القوات المسلحة المصرية والزعيم عبد الفتاح السيسى الذى خرج مع شيخ الأزهر والبابا تواضروس ومن خلفهم الشعب المصرى فى مشهد أشبه بملحمة وطنية لم يسبق لها مثيل فى التاريخ المعاصر.
كل تلك الصور التى لازالت عالقة فى أذهان المصريين لن تقوى كل ألاعيب الإخوان وحلفائهم من التنظيمات الإرهابية سواء الداخلية أو الخارجية النيل منها أو تغييرها مهما بثوا من أكاذيب وأستغلوا حالة الغلاء والتقشف المؤقت التى نمر بها على طريقة تجرع المصل المر للحفاظ على حياة المريض، فالمصرى يمتلك من الذكاء الفطرى ما يؤهله لفرز الردىء من بين ألف صحيح .
وبالرغم من كل الأزمات التى يمر بها المواطن البسيط إلا أن فرحة العيد أنطبعت على وجوه الأطفال والنساء والرجال، فهم يختلسون لحظات لاستشعار السعادة فى كل الظروف ..فالأثرياء يخرجون لقضاء سهرات فى بواخر أو فنادق خمسة نجوم ويستمتعون بأكل اللحم المشوى على الطريقة الفرنسية والسيمون فيميه والجمبري الجامبو وسط أجواء احتفالية وفقرات فنية لنجوم الغناء مثل حماقى ومحمد الحلو والرقص الشرقى لدينا وصافيناز بينما يجد البسطاء متعتهم على طرقهم الخاصة أيضا، فتجدهم يستأجرون المراكب النيلية الشعبية ويحتسون العرقسوس ويأكلون الترمس في حين يفضل البعض الآخر منهم افتراش الحدائق العامة مع أسرهم مصطحبين معهم ترانزيستور يستمعون فيه الى طرب أم كلثوم وعبد الحليم وأحيانا يميلون الى أغان شعبية تتحدث بلهجتهم وتنقل مشاعرهم.
لا يمكن أبدا أن نغفل دور المزارات القبطية مثل ديرالعذراء درنكة بأسيوط وأديرة البحر الأحمر وكنائس مصر القديمة التى تفتح زراعيها لجميع السائلين في مواسم الأعياد بمختلف دياناتهم .. فتجد حالة فلكلورية فيها المسلم والقبطي يشعلون شموعا للسيدة العذراء مريم و يتزاورون وعلى النقيض تجد القبطي ضيفا على موائد أصدقائه المسلمين في الحسين والسيدة وهى المشاعر الحقيقية النابضة من القلوب دون مساحيق تجميل أو مكياج فالأرهاب لادين له ولم ولن يكون له مكان بيننا.