الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة" في 1000 يوم.. انفردنا بـ«وثائق الإرهابية» وكشفنا مؤامراتها ضد الوطن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدار الأعداد الماضية من «البوابة»، نجحت الجريدة فى تقديم عدد كبير من الانفرادات المهمة عن تنظيم الإخوان الإرهابى، مما ساهم فى فضح الجماعة وكشف جرائمها وفكرها المتطرف أمام الرأى العام.

الانفراد الأول
كان بتاريخ ٢٠ يوليو الماضي، حيث حصلت «البوابة» على وثائق جديدة للإخوان تم توزيعها على العناصر النوعية المسلحة للجماعة، فى غرف سرية على موقع التواصل «تليجرام»، وهى عبارة عن مقدمة توضيحية لشكل وحراك الإخوان ومجموعاتها الإرهابية فى مصر فى الفترة المقبلة.
الوثيقة الأولى
أطلقها شباب الإخوان حول رؤيتهم الجديدة التى تعتبر أولية وتوضيحية للرؤية الإخوانية، وتضمنت أهدافًا عامة وتوضيحات لما سيمثله مشروع الرؤية المزعوم للجماعة الإرهابية.
شملت الوثيقة ٨ محاور أساسية سيشرحونها بالتفصيل فى مشروع الرؤية المزعوم - لم ينشر ضمن الوثائق - والذى يهدف لتحديد تحركات ومنهج شباب الإخوان فى الفترة المقبلة، وهى الغاية، والرؤية، والهدف الاستراتيجى طويل المدى، والهدف التكتيكى قصير المدى، والأدوات المستخدمة لتحقيق الأهداف، والخطة، وأخيرًا الفلسفة.
كما تحدثت الوثيقة الأولية أيضًا عن توضيح للألفاظ التى يستخدمها شباب الجماعة فى مشروع الرؤية المكون من عدة وثائق، حتى لا يتم التلاعب بالألفاظ من قبل قيادات الجماعة الرافضين لفكر شباب الإخوان ومشروع رؤيتهم ولجماعتهم الجديدة المزعومة تحت شعار «نحو النور».
وتم توضيح ٢١ مصطلحًا فى الوثيقة الأولية أهمها القومية والتى هاجمها شباب الإخوان، وعرفوها على أنها تعصب ضد الدين، والنقطة الحرجة، وعرفوها على أنها النقطة التى تتبدل فيها ثورتهم من حال إلى آخر، والتدافع وهى المعركة بين الإخوان والدولة، والمنعة ومعناها القدرة على حماية الأفراد والمؤسسات.
الوثيقة الثانية
جاءت باسم «الثورة المصرية.. فريضة، فرصة، وضرورة»، وفيها تحدث شباب الإخوان عن عدة نقاط أساسية تمثل استراتيجيتهم فى الفترة المقبلة بمقدمة عن رؤية شباب الإخوان ومن هم وماذا يريدون؟ وقالوا فى هذا الشأن إن هدفهم الجديد هو إقامة دولة إسلامية تحقق مقاصد الشريعة وذلك من خلال رؤية مختصرها توحيد كلمة من وصفتهم بالثوار، مع البدء فى تغيير الاستراتيجيات المستخدمة حاليًا فى هدم الدولة المصرية، وتطويرها أكثر وأكثر حتى تكون قادرة على هذا الأمر من خلال استقبال دورة ثورية جديدة، بمعنى أدق تجديد دماء شباب الإخوان، وإضافة العديد من العناصر لهم، تطوير هياكل الجماعة، تحديث البرامج، وتغيير الأفكار.
ناقشت الوثائق عدة مباحث، من خلال خطوط عريضة تنبثق منها خطط شاملة فى أكثر من ١٢ ملفًا خاصًا، أولها توصيف الأزمة فى مصر، وفى هذا المبحث أكدت الجماعة أن مصر تقوم على نظام رأسمالى مدعوم من الجيش والشرطة والقضاء والإعلام، جميعهم يملكون الأدوات للقضاء على الجماعة، خاصة أنهم محاطون بدعم غربى وشرقى من كل دول العالم التى ترغب فى استمرار مصر بوضعها الحالى بعيدًا عن حكم الجماعة.
اعتبر شباب الجماعة أن تحريك الشعب، خاصة طائفته الفقيرة هو إحدي أهم وسائل التغيير فى مصر وفقًا للأجندة الإخوانية الهادفة للعودة إلى الحكم، ومن ثمّ إعادة مشروع الخلافة العثمانية المزعومة برئاسة تركيا.
المبحث الثانى من الوثيقة كان بعنوان «النصر»، وفيه حدد شباب الإخوان أهدافهم الأساسية مما يفعلونه الآن وآليات تحقيق هذه الأهداف والوصول إلى هذا النصر.
من ضمن ما ذكر فى مبحث النصر داخل الوثيقة الإخوانية، المعوقات التى تواجه الجماعة فى سبيل هذا النصر المزعوم، وهى غياب الوعى بالمرحلة، التقصير فى متطلبات النصر، الرضا بأنصاف الحلول.

الانفراد الثانى
الانفراد الثانى لـ «البوابة»، والذى قلب الأمور رأسًا على عقب داخل تنظيم الإخوان الإرهابي، كان نشر تفاصيل المراجعات الفكرية التى يجريها الإخوان والقاعدة فى السجون للتبرؤ من الجماعة وإرهابها، والاعتذار للدولة عن عدم السير فى ركابها.
تم نشر هذا الانفراد بتاريخ ١١ أغسطس الماضى، بعد أن حصلت «البوابة» على رسالة لأحد قادة تنظيم القاعدة الإرهابى فى السجن يعترف فيه بخطأ الإرهاب، بجانب كتابين لقياديين شابين من تنظيم الإخوان كمراجعة فكرية لهم.
حيث قال أحمد الأنصاري، القيادى السابق بالقاعدة، فى رسالته المعنونة بـ «سلسلة كشف الستار عن الخوارج الأغمار»، والتى تمثل مراجعة فكرية للتنظيمات الإرهابية المسلحة كالقاعدة وداعش فى السجون: «لقد توقعت بفضل الله تعالى منذ فترة بسقوط تنظيم داعش قريبًا لمقدمات خطيرة يعلمها كل ذى خبرة بالواقع تدل على ما وراءها، وأرسلت مقالًا لمعنيين بالأمر، وكنت فى شد وجذب مع الدواعش عن أخطائها، وقرب سقوطها، ولكن كانوا أبعد الناس عن فهم هذه النظرة لما يتميز به أتباع داعش من السطحية والعبط المركب، فقلت لأحدهم ذات يوم إن هذا التنظيم سينتهى قريبًا ولن يبقي، فبات يدعى قوة التنظيم، قال لى معجزًا: متى تتوقع السقوط؟ قلت له: لا أحدد وقتًا فقال: لا بل حدد، فقلت له حسب السياسة الأمريكية فإنه قريب، فقال لى: حدد وقتًا بحيث لو جاء هذا الوقت، ولم تسقط الدولة بات توقعك خطأ، فقلت لا أعلم الغيب ولكن أتوقع خلال ٦ أشهر، فتعجب فى وقت كانت سيطرة التنظيم كبيرة أو إصدارات التنظيم توحى وتوهم بذلك، وصدق توقعى فقبل الستة أشهر جاء السقوط السريع المخزى للدواعش، وهم فى شرود ذهنى عجيب وصدمة لم يتوقعوها، وذهول يحتاج فترة لإزالته، ويا ليتهم سمعوا لأهل العلم والرأى والخبرة فتراجعوا عما هم فيه بل أغمار يأخذون عن أغمار، وكان شعار دولتهم التى قالوا إنها دولة باقية وتتمدد بإذن الله فإذا هى زائلة وستنكمش بإذن الله، لأنها انحرفت لعقيدة الخوارج وتكفير المسلمين، واستحلال وسفك دمائهم المعصومة.
أما المراجعات الفكرية لشباب الإخوان فكانت عبارة عن اعترافات من شباب الجماعة فى كتبهم بخطئهم فى اختيار دعم الجماعة الإرهابية ضد الوطن، كما شملت الكتب التى وقعها حازم محسن، القيادى الإخوانى الشاب، مراجعة لأداء الجماعة ومواقفها منذ ثورة ٢٥ يناير وحتى بعد سقوطهم من على عرش مصر بثورة ٣٠ يونيو وما تلاها من اعتصام الإخوان فى رابعة، وهروب القيادات إلى تركيا.
وفى النهاية آلت هذه الكتب إلى أن قيادات الإخوان لعبوا بشباب الجماعة وتسببوا فى سجنهم وقتلهم، مما جعل مجموعة من سجناء الإخوان الحاليين ينشقون عنهم ويتوبون عن دعمهم.

الانفراد الثالث
كان الانفراد الثالث والأهم لـ «البوابة» عن تنظيم الإخوان الإرهابى بتاريخ ١٤ أغسطس، حيث انفردت الجريدة بنشر الهيكل التنظيمى للعمل النوعى المسلح للجماعة فى مصر، والذى تم التخطيط له منذ اعتصام رابعة الإخواني، وبدأ يطوره محمد كمال القيادى الإخوانى الذى تمت تصفيته مؤخرا، حيث دعا إلى اجتماع عام ٢٠١٤ لمناقشة سيناريوهات ذكرى الثورة، وأقر فيه بأهمية تحول الجماعة لاستخدام العنف كخيار استراتيجي، واعتمد مجموعتين جديدتين لتبنى هذه الاستراتيجية، هما العقاب الثوري، وجبهة المقاومة الشعبية، وبعد القضاء عليهما، أصبح للجماعة مجموعة حسم، ولواء الثورة.
الأهم أن الجماعة بكامل تياراتها، وصنوفها، أقرت بما جرى، وأعطت فرصة لمحمد كمال وفريقه، أن يكملوا استراتيجيتهم مع النظام، فلما شعروا بفشل الخطة، ظهر محمود عزت، وبدأت التموجات حول الاستراتيجيات بين الفريقين، وحول قضايا عديدة أهمها شكل إدارة الجماعة ولوائحها والقيادات القديمة ومسئوليتها.
جماعة الإخوان بدأت فى تعديل هيكلها عقب عزل محمد مرسي، فقسمت التنظيم إلى: عمل جماهيرى وعمل دعوى واستقطابى وعمل نوعي، وتم إنشاء مكتب القيادة العامة بدولة تركيا يضم ممثلين عن الجماعة بجميع دول العالم، ويختص بوضع السياسة العامة للجماعة دون التقيد بمصالح الدول، واضطلاع جماعة الإخوان بتكوين مؤسسات اقتصادية وإعلامية بدولة تركيا ينتهى إنشاؤها بنهاية عام ٢٠١٧ لتكون مصدر دعم ماديًا ومعنويًا، لتنفيذ مخططاتهم الرامية إلى إسقاط النظام المصرى بنهاية عام ٢٠٢٠.
من ناحية العمل النوعي، فقد تم تكليف القيادى الهارب بتركيا، على بطيخ، بإعداد استراتيجية العمل النوعى المسلح، فقام بوضع خطة أطلق عليها: (القيادة العامة للجان الحراك المسلح)، اعتمدت على المناهج الجهادية، وأخذت نفس الهيكل التنظيمى للحرس الثورى الإيرانى وطبقته حرفيًا، وكان فيها دورات تدريبية، فى تصنيع المتفجرات، والتعامل مع المحققين، وتكنولوجيا المعلومات، مثل (التزوير، الطباعة، التنكر، المونتاج، مقاومة التحقيقات)، وقسمت مصر لعدة قطاعات جغرافية رئيسية تتكون من مجموعة من الوحدات، والخطوط العملياتية وتضم عناصر حركية تختص بـ(الرصد، التنفيذ، التصنيع، التنكر).
وتم تكليف محمد عبدالرؤوف واسمه الحركى «الدكتور»، بقيادة المجموعات النوعية المسلحة، حيث قسمها إلى مجموعتين، هما العقاب الثورى والمقاومة الشعبية، وساعتها وضع الموقع الرسمى للإخوان بمصر، البيان التأسيسى للمقاومة الشعبية على صفحته الرئيسية.
بعد فترة من الوقت تم تكليف علاء على السماحى (٣٣ عامًا، من محافظة الغربية مصر) بالإشراف تنفيذيًا على مجموعتين مسلحتين جديدتين هما (لواء الثورة، حسم)، على أن يكون الإشراف العام للهارب لتركيا يحيى موسى، وكان يصل السماحى ١٠٠ ألف دولار شهريًا، وبعد اغتيال النائب العام فر السماحى لتركيا أيضًا.
خطة العمل المسلح كانت كالتالي: مجموعات (إسناد حراك شعبى قوي)، وذلك لو حدثت مظاهرات، ومجموعات (تيارات المواجهة) التى ستقوم بعمليات متعددة ضد أفراد الجيش والشرطة المصرية، واغتيال القضاة، وضباط قطاع الأمن الوطني، ثم عمل بيانات إعلامية بمسميات متعددة، ودعم حركات أخرى مثل (ولاية سيناء) بهدف إظهار الدولة المصرية فى صورة ضعيفة، ثم مجموعات (حسم المناطق)، أى السيطرة على منطقة فى صعيد مصر، ثم التوسع شمالًا.

الانفراد الرابع
ومن الانفرادات المهمة التى كشفتها «البوابة»، تفاصيل العلاقات السرية بين التنظيم الدولى للإخوان فى لندن بقيادة إبراهيم منير وإيران، حيث حصلت الجريدة على تفاصيل اللقاء الذى تم بين «منير» ووفد إيراني، وقد نشر هذا الخبر بتاريخ ١ أغسطس عام ٢٠١٧.
بدأت القصة بعد أن وردت لـ «البوابة» صورة من داخل إحدى القاعات المخصصة للمحاضرات فى العاصمة البريطانية لندن بها مجموعة من الأشخاص على طرفى منضدة طويلة، يمثل الطرف الأول «إبراهيم منير»، الأمين العام للتنظيم الدولى للجماعة، والقيادى الإخوانى «جمال بدوي»، والطرف الثانى يمثله إحدي الأذرع القوية وممثل المرشد الإيراني، على خامنئي، «محسن الأراكى الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب»، والدكتور أحمد الحسني، القيادى الشيعى المتواجد فى بريطانيا.
من جهته، قال «خالد الزعفراني»، القيادى الإخوانى المنشق، إن علاقة جماعة الإخوان، بإيران، ليست وليدة اللحظة الحالية، فهناك علاقة وطيدة منذ سنوات طويلة، حيث بدأها من قبل «سيد قطب»، وتبعتها قيادات الجماعة، وانتهت خلال حكم الجماعة من خلال زيارة أحمدى نجاد، وصلاته فى الأزهر، والسماح له بتحركات فى القاهرة.
وأضاف «الزعفراني»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»،، أن يوسف ندا، القيادى الإخواني، والمتواجد فى بريطانيا، هو الذي يرسم الخطط الداخلية للجماعة، خلال الفترة الماضية، بينما «إبراهيم منير»، هو صورة كرتونية، تحركها أطماع جماعة الإخوان، والسياسات الخارجية، مع الدول والمناطق التى تدعم أفكارهم الخبيثة.
وأشار إلى أن العلاقة الوطيدة، التى جمعت الإخوان بإيران، حصلت على تأكيدات عديدة، والشواهد على هذه العلاقة كثيرة جدًا، ولكن أبرزها كانت قبل ذلك بأعوام قليلة، وتحديدًا فى فبراير عام ٢٠١٣، حين استضاف الرئيس المعزول محمد مرسي، نظيره الإيراني، محمود أحمدى نجاد، خلال قمة إسلامية، عقدها فى القاهرة، بعد مظاهرات عمت البلاد ضد حكمه.
حينها خطب «نجاد» فى الأزهر الشريف، معبرًا عن عمق العلاقة بين الجانبين، ومعتبرًا ضمنًا، أن مصر باتت بوابة تدخل إيران إلى المنطقة. ولم تكن زيارة «نجاد» للقاهرة الوحيدة حينها، فشخصيات استخباراتية وعسكرية عدة، زارت مصر خلال فترة حكم الإخوان، لعل أبرزها وبحسب صحف بريطانية، مثل «التايمز»، زيارة قام بها الجنرال «قاسم سليماني»، بعد طلب «مرسى»، المساعدة من إيران سرًا، لتعزيز قبضة الإخوان على السلطة.