الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أكاديمية الشباب وإدارة العقل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ينتابني شعور بالزهو والفخر كلما وقفت شاهدًا على طموحات الشباب من أبناء جيلي في مصر وتطلعاتهم للمستقبل، أتفحص تلك العيون التي تشع أملًا وطموحًا قائمًا على الإصرار والرغبة في تحقيق الحلم والذات، وسط قيود ورثها المجتمع من حقب سياسية أصبحت ماضي، فضلًا عن محاصرتهم بأفكار تبث سموم التشاؤم في نفوسهم من منصات التواصل الاجتماعي بشكل ممنهج، وأكثر الشباب يتجاهل تلك الأفكار بطوماحاتهم اللامحدودة رغبةً منهم في التغيرر نحو الأفضل.
ومهما شهدت البدايات من معوقات، إلا أن كل منا يملك قوة كبيرة قد لا يدركها إلا الناجحون لأنهم يسعوا للنجاح ولا ينتظرونه مثلما يفعل غيرهم ممن يعتقد أنه يأتي على هيئة فرصة أو ضربة حظ، إلا أن البعض لا يؤمن بأن النجاح صناعة لا تتحقق إلا بالتفكير الجيد والمثابرة والإصرار على تحقيق الهدف مهما كان بعيدًا فإنه يصبح قريبًا بعد التخلي عن الكسل والتنظير الذي اعتنقه البعض مؤخرا.
وإيمانًا من الدولة بأهمية الاستثمار في العقول والشباب، صدق الرئيس عبدالفتاح السيسي على إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، وهو القرار الذي سيساعد كل من يطمح من الشباب في بناء نفسه وتعظيم قدراته فيما يخص أمور القيادة ليصبح قادرًا على المشاركة في صياغة المستقبل والمساهمة في تحويل دفته نحو النجاح الذي يليق بمصر وشعبها تحت قيادة الرئيس.
الجميع يعلم أن هناك علم لإدارة المشاريع والوقت والعمل وكل أمور الحياة، إلا أن الواقع وما يشهده من تطورات أصبح يتطلب إمكانيات حديثه للإدارة، وهذه الإمكانيات ليست بعيدة عما سبق ذكره لأنها الأصل الذي يتمثل في إدارة العقل، وهذا الأمر لا يتم دون ظبط موارد تغذيته بالأفكار الجيدة التي تتلاءم مع توجهات المجتمع والدولة وهو ما يستوجب ضبط جودتها ومصداقيتها لتصبح فيما بعد واقع، وأثق أن أكاديمية الشباب التي سيبدأ العمل بها في أكتوبر المقبل ستحقق للشباب إمكانية إدارة العقل والأفكار الملائمة للمستقبل وقيادته، فضلا عن الابتعاد عن الأوهام المغلفة في صيغة أفكار لا تتناسب مع ثقافتنا وطبيعة حياتنا، فضلا عن أن مثل هذه الأفكار تصيب الكثير بالإحباط، وهو ما يتطلب محاربته والتصدي له، لأن هذا المرض يفقد الشعوب قدرتها على الاستمتاع بالحياة والمستقبل.
لذلك فإن أكاديمية الشباب سوف يكون لها دور كبير في الوصول بعقل من يلتحق بها إلى موقعه الحقيقي والذي خلق من أجله، وهو ما يسهم في إزالة الكثير من مظاهر فوضى المعلومات التي أصبحت تسيطر على جميع المجالات، فضلًا عن أنها سوف تخلق منظومة من القيم والمعايير بطريقة تناسب مع المستقبل المنشود دون التخلي عن موروثنا الحضاري والثقافي بالتزامن مع التصدى لغزو الأفكار غير الملائمة لحياتنا.
إن أعضاء نادي النجاح يمتلكون من المقومات والصفات ما يؤهلهم لأن يصبحوا قادة إذا تعاظمت هذه الصفات فيهم وتم تنميتها، وهو ما ستقوم به الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب على قيادة المستقبل من خلال الشروط والضوابط التي سوف تضعها الأكاديمية لكل من يلتحق بها، لتكون المدرسة لتعلم واكتساب مهارات القيادة والإدارة في شتى المجالات، لتصبح مصر رائدة في تعظيم مواردها وثروتها البشرية.