الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شيوخ البيزنس وبيزنس الشيوخ

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل تعلم مؤسسة الأزهر العريقة بأن هناك شيوخًا تموت بفتواهم شعوب وتحيا أُخرى؟
شيوخ بفتواهم تشتعل فتنة وتخمد أُخرى؟!
إن بعض الشيوخ للأسف (شاخوا) على هذا الزمن. 
وحقيقة كلنا يعلم أنه ليس كل (شيوخ) هذا الزمن شرفاء.
فبعضهم سمم أفكارنا بأفكاره.. وبعضهم من سمم حياتنا بفتاواه، وبعضهم من أخبرنا أن لرجل الدين حتمًا ولا بد الطاعة المطلقة؟ فأصبح إلها.
ألا يكذب رجل الدين؟ ألا ينافق؟ ألا يخاف؟ ألا يسرق؟ ألا يزنى؟
هل نسى رجل الدين أنه بشر؟ يخطئ، ويصيب يفعل الخير، ويفعل الشر أيضًا؟
فللأسف تحول بعضهم إلى مسوخ للفضائيات.. وللأسف امتهن بعضهم تجارة الدين فأطلق اللحى، وقصر الجلباب فقط ليأخد من الدين وتجارته حرفة.. فأصبح بعضهم فعليًا عبيدًا للحكام، وأسيادًا للمساكين.
أيُعقل أن يخرجوا علينا بهذا الكم من النفاق، والرياء، والعته الفكرى، ونصدقهم ونقدسهم، وندعمهم؟
إنهم يرعبوننا من النار حتى جلبوها لنا على الأرض، وظنوا كذبًا أنهم موكلون من الله ليحددوا من منا الصالح ومن منا الطالح.. فقطعوا عنا كل صلة بالله العلى القدير، ليصبحوا هم واسطتنا الوحيدة له جل جلاله.
وحقيقةً أنا لا أُعَمِم هذا النقد على جميع الشيوخ، فلدينا رجال دين فقهاء أجلاء أفاضل، لم يتربحوا من دينهم يومًا، ولكنى أقصد عامدة متعمدة شيوخ «البتروريالات» والبيزنس والشهرة… هؤلاء الذين ابتعدوا عن وسطية الدين وتسامحه، ونسوا أن الإسلام يطلب مخاطبة الناس بالحسنى، وليس بالتهديد والوعيد، حقيقة قصدت جالبين الفكر الوهابى المتطرف، الذى لا تسامح فيه ولا وسطية. علمونا الخوف من الله ولكنهم لم يعلمونا أن نحب الله وطاعة المحب أصدق وأنقى من طاعة الخائف.
هؤلاء هم المسئولون عن تلك الفجوة السحيقة التى تتسع كل دقيقة بيننا وبين عمائمهم، وكأننا نعيش فى مجرة أخرى غير التى يفتون فيها!!
ولا أعتقد أن الله سبحانه وتعالى شرع الديانات لكى يعرقل بها حياتنا مثلما تروج فتاواهم.. والحقيقة أن العلاقة بيننا وبين الخالق أبسط، وأقدس من مما يدعون ولديها من الخصوصية ما تستحق،
وعلى شيوخ الأزهر الأجلاء أن يفتحوا عقولهم للتنوير وتطور الفكر حتى يكون الإيمان مبنيًا على الاقتناع بالدين عن تفكير حقيقى، هكذا يتحقق الإيمان القوى الذى لا يهتز، وليس بالتهديد والوعيد.
أناشدكم أن تتركوا عقولكم للتنوير حتى لا يصبح الاتهام بالكفر والإلحاد هو الرد الوحيد والسريع على مناقشة المثقفين لما تنشرون.
فكم نحلم بعلماء يستشعرون القرآن وجوانب رحمته، لا من يحفظون القرآن عن ظهر قلب ولكنهم لا يستشعرونه.